[عثمان الثمالي]

قرار كشف أسماء كبار الملاك يربك تعاملات صغار المتداولين
السوق السعودية تفقد 107 نقاط والسيولة دون 8 مليارات

الرياض: شجاع الوازعي

افتتحت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها الأسبوعية على انخفاض حاد أمس تأثرا بإعلان هيئة السوق قاعدة جديدة للشفافية تقضي بالكشف عن أسماء كبار ملاك الأسهم في 16 أغسطس الجاري، مما أربك صغار المتداولين الذين اندفعوا نحو البيع بوضع أوامر بيع بسعر السوق دون النظر لأداء الشركات.
وبدأت تعاملات أمس بانخفاض حاد لمؤشر السوق لامس قاعة اليومي عند نقطة 8.519.90 نقطة قبل أن يرتد بنحو 114 نقطة ليغلق عند 8.633.5 نقطة منخفضا بذلك بمقدار 107 نقاط وبنسبة 1.23%، عقب موجة ارتدادية قادتها أسهم شركات قيادية تتمثل في كل ٍ من سهم "سابك" الذي ارتد من أدنى نقطة يسجلها عند 126.5 ريالا ليغلق عند 129 ريالا، وسهم شركة "زين السعودية"، ومعظم أسهم القطاع المصرفي التي عوضت جزءا كبيرا من خسائرها في بداية الجلسة مما قاد بعضها للإغلاق على ارتفاع جيد.
وأرجع خبراء افتتاح مؤشر السوق على انخفاض حاد إلى عدم تمييز صغار المتعاملين في السوق لقرار هيئة السوق حول موعد الكشف عن أسماء كبار ملاك الأسهم، إضافة إلى تراجع معدلات السيولة النقدية المتداولة ، مما أثر على ضعف المؤشرات الفنية وعدم قدرتها على اختراق مقاومات هامة.
وذكر مدير إحدى صالات التداول لـ"الوطن" (تحتفظ "الوطن" باسمة) أن عمليات أوامر البيع من قبل صغار المتعاملين في السوق تكدست منذ اللحظات الأولى ، وأوضح قائلا "شهدت حركة تداول صغار المتعاملين نوعا من الارتباك خلال تعاملات أمس، الأمر الذي قاد كثيرا من الأسهم إلى الانخفاض حتى النسبة الدنيا قبل أن يرتد السوق بعد أن قلصت الأسهم نسبة خسائرها".
من جهة أخرى قال الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بو حليقة لـ "الوطن" :"للأسف مازال أغلب المتعاملين أفرادا يبحثون عن الربح السريع، من خلال مضاربات يومية عالية الخطورة"، مشيرا إلى أن هؤلاء المضاربين يتأثرون نفسيا باتجاه التعاملات على عكس المستثمر الذي تشهد نفسيته نوعا من الاستقرار نظرا لطول مدة استثماره.
وأكد بو حليقة أن انخفاض مستوى سيولة السوق دون مستوى 8 مليارات ريال لا يساعده على الارتفاع مطلقا، متوقعا في الوقت ذاته أن تشهد أسهم الشركات الرابحة قوة شرائية حال انخفاض مكرر ربحيتها دون مستوى 12 مرة.
وأوضح بوحليقة أن تعاملات السوق دائما ما تتفاعل مع جميع القرارات الصادرة حولها، مشيرا إلى أنها باتت أكثر عمقاً من خلال طرح العديد من الشركات الكبرى للاكتتاب العام.
إلى ذلك أكد الخبير الاقتصادي فضل البوعينين أن التعاملين خصوصا صغار المتداولين تفاعلوا سلبا مع إعلان الهيئة عن موعد كشف أسماء كبار الملاك الأمر الذي قاد إلى انخفاض حاد منذ الافتتاح وبلوغ أسهم الشركات لنسب انخفاض عالية.
وحول أداء سهم شركة "معادن" حديث الإدراج أكد البوعينين أن سعر سهم الشركة عانى من ضغط مفتعل خلال تعاملات الأمس بهدف الشراء بأسعار متدنية، وقال "يعد سهم معادن من أفضل الأسهم الاستثمارية، وهو الأمر الذي دفعه للارتداد عقب نسبة انخفاض حادة في منتصف التعاملات ليغلق على اللون الأخضر".
وأشار البوعينين إلى أن ضعف المؤشرات الفنية وعدم قدرتها على تجاوز نقاط مقاومة كانت وراء انخفاض المؤشر. ممتدحا تقليص مؤشر السوق لما يزيد عن 114 نقطة من خسائره التي مني بها خلال فترة تعاملات الأمس، ومؤكدا أنه أمر محفز للأيام القليلة المقبلة.
وأغلقت قطاعات السوق أمس على تراجع باستثناء قطاع التجزئة الذي كسب ما نسبته 1.1 % بدعم من ارتفاع جيد في سهم شركة "جرير"، بينما ارتفعت أسهم 18 شركة، مقابل انخفاض 94 شركة. فيما بلغت السيولة النقدية المتدفقة لتعاملات السوق 5.8 مليارات ريال، وكمية تداول بلغت 165 مليون سهم تم تداولها عبر 200 ألف صفقة.
وكانت أكثر هذه القطاعات انخفاضا: قطاع الفنادق والسياحة بنسبة انخفاض قدرها 3.98 %، تلاه قطاع التشييد والبناء بنسبة انخفاض قدرها 2.81 %.
وكان أكثر الأسهم ارتفاعا سهم شركة "التأمين العربية" بنسبة ارتفاع قدرها 7.20 %، تلاه سهم شركة "جرير" بنسبة 3.83 %، فيما كان أكثرها انخفاضا سهم شركة "السعودية الهندية للتأمين" بنسبة انخفاض قدرها 9 %، يليه سهم شركة "اميانتيت" بنسبة 6.91 %.
وتركزت السيولة النقدية المتداولة في السوق أمس على سهم شركة "معادن" عبر ضخ 1.8 مليار ريال، متصدرا بذلك أكثر أسهم السوق تداولا عبر تداول 68.5 مليون سهم.
يذكر أن هيئة السوق المالية أعلنت فور إغلاق تعاملات الأسبوع الماضي عن بدء عرض قوائم كبار الملاك في الشركات المدرجة بالسوق على موقع تداول الإلكتروني ابتداء من يوم السبت 16 أغسطس المقبل، حيث ستعرض القائمة أسماء جميع من يمتلك ما نسبته (5%) أو أكثر من أسهم كل شركة حسب سجلات مركز الإيداع لدى شركة تداول.