رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الخميس6/8/ 1429 ه الموافق7/8/ 2008 م
ترميم بيت الأسهم وهو مسكون
عبدالله الجعيثن
ما جرى بعد إنشاء هيئة سوق المال هو ترميم متواصل لسوق الأسهم، يشبه ترميم البيت على رؤوس الساكنين حيث يتم التكسير العنيف والهبد والخبط وبناء أدوار جديدة عليا لا ندري هل يتحملها أساس البيت أم لا؟ وذلك عبر طرح اكتتابات متواصلة، ورفع رؤوس أموال الكثير من الشركات القائمة مع علاوة إصدار أيضاً!.. رغم انها حقوق أقلية..
وفتح نوافذ وإغلاق اخرى، وسد أبواب والتكسير لأبواب اخرى، ونحو هذا من الترميم المتواصل العنيف، ولنا أن نتخيل بيتاً يتم ترميمه بسرعة وقوة وبناء أدوار فوقه مع وجود الساكنين داخل البيت وفيهم الصغير والمسن الكبير بل والضعيف الذي يشبه المريض، فإن السكان ينزعجون ايما انزعاج اثناء فترة الترميم وبناء الأدوار العليا الجديدة، فلا يجدون الراحة، ولا يذوقون النوم إلا لماما، فالهدوء مفقود، والعمل متواصل بنشاط وبعضه كالمعامل تضرب فوق (نافوخ) المتداولين (الساكنين) مثل كثرة الاكتتابات وتواصلها ورفع أموال رؤوس الشركات مع وجود علاوات اصدار، مما سحب الكثير من السيولة في وقت قصير جداً..
لاشك أن هيئة سوق المال ورثت سوقاً مهلهلاً، أو لنقل بيتاً قديماً يحتاج إلى ترميم جاد، وتكبير لكي يسع كثرة السكان، وما تقوم به من ترميم وتكبير أمر مطلوب ولكن ليس بهذه السرعة والتواصل فعند الله سعة، وفي الوقت سعة، ورص الأدوار العليا ينبغي أن يتم بالتدريج المريح الذي يراعي وضع السكان، ولا يسبب الكثير من القلق والإزعاج، بل يسير على مبدأ (لا ضرر.. ولا ضرار).
|