[عثمان الثمالي]

العنقري: السوق السعودي الأسوأ خليجيا نتيجة لتحكم أفراد بعينهم في حركته ولا بد من دور أكبر للمؤسسات والصناديق
مباشر السبت 16 أغسطس 2008 3:16 م




أشار محمد العنقري كاتب اقتصادي ومحلل مالي – في حوار له مع قناة cnbc عربية- إلى أنه بعد إعلان نتائج النصف الأول وظهور مستويات نمو جيدة لا يمكن وضع تبرير منطقي لما يحدث بالسوق من الناحية الأساسية والمالية إلا أن العوامل الآتية -والتى يبقى تأثيرها محدود على السوق- عامل ضاغط على السوق ومنها أثر الأحداث الإقليمية التى لا يمكن حسابها بقوة حاليا إلا من خلال ما يتم خلاله من تطورات، مشيرا إلى أن السوق تعامل مع هذا الأمر وخصم هذه المخاطر كمرحلة .

وأضاف العنقري أنه فيما يخص الركود الاقتصاد العالمي هناك تحول وتباين في التقارير فبعضها يؤكد أن المخاوف زالت والبعض ما زال حذرا وإن كان يميل إلى الإيجابية، مشيرا إلى تحسن بأسعار الدولار وهو ما يعني أن التضخم إلى تراجع.

أما بالنسبة للعوامل التنظيمية، فيرى العنقري أنها أثرت خلال الفترة الأخيرة بالسوق نتيجة أن السيولة التى تتحرك في السوق تأتي من طرفين لكنهما ينشقان تحت أفراد بمعنى أفراد يملكون أموالا ضخمة وعموم المتداولون الذين تكبدوا خسائر وما زالوا يحاولون تعويضها وبالتالي هذا يجعل من التحكم والتقلبات والتذبذبات بالسوق أمرا كبيرا جدا ، وهو ما اكده حدة الهبوط بالسوق وما أوصله إلى 7800 بل وصنف السوق السعودي على أنه من أسوأ 5 أسواق من حيث الأداء إجمالا وأسوأها بمنطقة الخليج مما يعني أن هذا التحكم هو الذى يسير السوق إلى حين أن يتم دخول قنوات أخرى للتعامل مع السوق ولا بد أن تكون قنوات مؤسساتية.

وعن كيفية تنظيم التدفقات للسيولة بالسوق، أوضح العنقري أنه بعد إعلان قوائم كبار الملاك نجد أن المؤسسات الكبيرة التى تستثمر بالسوق؛ وتحديدا صندوق الاستثمارات العامة والتأمينات بالإضافة إلى مؤسسة التقاعد تكاد تتملك أكثر من 35 أو 40% من السوق فهل يعقل أن هذه المؤسسات التى تستثمر في سوق ضخم لا يكون لها دور في الحد من هذه الانخفاضات أو حركة التداولات؟

وقال العنقري: ما زال السوق مقفل على الاستثمار الأجنبي ونعني بالتحديد الصناديق التى دائما نرى تقييمات مميزة عن السوق السعودي وإيجابياته، ولو كان من الممكن أن يسمح للشركات بشراء حصص من أسهمها هذه كلها عوامل ستساعد بالتأكيد على تدفق السيولة بشكل منتظم وحماية الأسعار والحد من التقلبات ولا أن يكون المتحكمين بحركة السوق هم فقط المضاربون الذين يتجمعون من خلال أفراد أو "جروبات" محددين مستويات الضغط وقوة الارتفاعات مما يشوه الصورة عن السوق السعودي والشركات المدرجة فيه والتى تحقق مستويات نمو وربحية كبيرة جدا بالإضافة إلى أنه يمثل سوق أكبر اقتصاد عربي.

وفي هذا السياق، طالب العنقري بضرورة المسارعة بتنظيم عملية تدفقات السيولة الاستثمارية بالسوق من خلال عدة قنوات بشكل يعزز دور المؤسسات الاستثمارية مستقبلا ويصبح السوق اكثر توازنا واستقرار وقد يحتاج هذا الى سنوات ولكن لابد من الخطوة الاولى في هذا الاتجاه ووضع حد لايجاد مرحلة ما بين التفاؤل المفرط والذعر المفرط والذى دفع البعض للبيع اسهم باسعار اقل من قيمتها العادلة بشكل يعبر عن ان الذى يبيع لا يعرف قيمة الورقة الذى يتعامل بها.