أسهم "حمراء" تهوي بالصغار "وانطلاقة جديدة لرفع مكاسب الكبار
مشاكسة إيران وكبار الملاك وإجازة الهوامير "فقاعة" أغسطس الساخن
الرياض- احمد غاوي:
ثلاثة أسباب رئيسة يعلق عليها العديد من المحللين والمتابعين خسائر سوق الأسهم السعودي التي تواصلت على مدى أكثر من أسبوعين، وذلك مع نهاية شهر يوليو الماضي وبداية شهر أغسطس الحالي وتتمثل في الظروف السياسية بالمنطقة مع الحرب الإعلامية والكلامية بين إيران في جانب وأمريكا وإسرائيل على الجانب الآخر وسبب آخر يرجحه الكثير إعلان هيئة سوق المال مؤخراً الإفصاح الدوري عن ملاك نسبة 5% من أسهم أي شركة مدرجة بالسوق فما فوق من الأسهم من منتصف الشهر الحالي، سبب ثالث، وان كان المحللون في تغليب أشد هذا السبب أو ذاك في قوة التأثير، سفر بعض المضاربين الكبار أو ما يطلق عليهم البعض "هوامير" السوق ورغبتهم بإقفال الشاشات لفترة راحة، يسترد فيها المضارب أو "الفارس" أنفاسه لجولة مقبلة من المضاربات الضارية الوطيس مع شهر الصوم المقبل أو البعض منهم قد يؤجل ذلك لبعد إجازة عيد الفطر المقبل.
وعودة السوق الى نوع من التوازن وارتفاعات ملحوظة منذ نهاية الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع يؤكد أن ما حدث من انخفاض مخيف للأسباب التي ذكرت كان بحق شماعة لبعض كبار المضاربين للشراء بأسعار منخفضة جداً، ومن ثم العودة بالسوق لنقطة ملائمة للبيع بمكاسب جيدة، ويستفيد الكثير من المضاربين من تبرير بعض المحللين في الصحف المحلية وفي القنوات الفضائية ومواقع الانترنت المهتمة بسوق الأسهم لأسباب الانخفاض للضغط على السوق وإحداث نوع من الهروب الجماعي للكثير من المحافظ من خلال البيع.
"الرياض" استطلعت رأي عدد من المتداولين في السوق حول هذه الأسباب التي راجت في الصيف وجعلت الكثير منهم يبيع ما يملك من أسهم تجاوباً مع آراء غير متفائلة للمحللين اغلبهم يتحدثون عبر مواقع الكترونية لها تأثير على السوق، ففي البداية يقول ماجد المعيقل المغربي، لقد أصبحنا نعرف أساليب كبار المضاربين والمتحكمين بالسوق في التركيز على وتر أسباب تدعو للخروج من السوق في وقت معين، وبالتالي يكون هناك انخفاض حاد للسوق ويستفيد كبار المضاربين من الأسعار المنخفضة جداً لغلب اسهم السوق، ومن ثم الشراء وتحقيق مكاسب كبيرة بعد عودة السوق لنوع من التماسك.
ويؤكد عبدالهادي معيد الدوسري انه يتابع مواقع الانترنت والصحف المحلية، ويوجد تركيز كبير على بعض أسباب الانخفاض في السوق وتضخيمها حتى يخاف الكثير من المتداولين، وبالفعل كنت في فترات سابقة أخاف من ذلك، ويكون هناك نوع من التأثير ومن ثم اتخاذ قرار ببيع كل ما يتاح لدي من أسهم في المحفظة، ولكن مع الوقت أصبح لدينا نوع من الحصانة من الأسباب الوهمية للبيع، حيث إنها أكثرها غير واقعية وتسبب حالة هلع غير مبررة للكثير من الناس. معيض الحسني الزاهراني يؤكد أن بعض الأسباب للبيع قد تكون منطقية لمن يريد الخروج من السوق بشكل مدروس واستراتيجي للشراء يأسعار أقل يتوقع أن يصل لها المؤشر، وهذا يعتمد في الكثير من الأحيان على تحليلات منطقية لخبراء بالسوق الى جانب تحليل فني لمتخصصين فعلياً وليس لمن يتخذ من بعض المواقع على النت فرصة لفرد العضلات بدون رقيب أو حسيب، وهو يعلم أنه لا يوجد رقيب أو حسيب يتابع مثل هذه المواقع التي لها تأثير واضح على أعداد كبيرة من المساهمين.