رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاربعاء19/8/ 1429 ه الموافق20/8/ 2008 م
تذبذب كبير في تداول يوم امس لتخفيف المؤشرات
تحليل : د. طارق كوشك
شهد سوق الأسهم يوم أمس عمليات شراء في كثير من الأسهم كما هو موضح في الجدول المرفق في الصفحة المقابلة. فعلى سبيل المثال بلغت نسبة الشراء في السعودي الهولندي 78 % و في الدوائية 69 % و في الغاز 75 % و في أنابيب 70 % و في نما 72 % و في بترو رابغ 71 % و في اسمنت الجنوب 90 % و في السيارات 67 % و في التعمير 72 % و في تبوك الزراعية 75 % . كما شهد السوق قبيل إقفاله عمليات بيع كثيفة في بعض الأسهم القيادية مثل سابك و الراجحي و سامبا كما هو موضح في الرسوم البيانية أعلاه. فلماذا هذا التعارض و لماذا البيع مع نهاية التداول؟ إذا نظرنا إلى الرسوم البيانية سنجد أن مؤشرات كل من سامبا و سابك قد انخفضت الى مناطق تشجع على الشراء للمضارب اليومي. هذا قد يساعدنا على استنتاج أن عمليات البيع التي شهدتها بعض الأسهم القيادية إنما كان هدفها تخفيف هذه المؤشرات التي ذكرت في تقريري ليوم الثلاثاء أنها وصلت إلى مراحل تستلزم جني الأرباح ، و هو ما حدث يوم أمس حيث تم الشراء ثم التصريف ما بين الساعة 11.20 صباحا و 2 ظهرا كما هو موضح في الرسم البياني للمؤشر العام المرفق أعلاه . نستنتج مما سبق أن هناك رغبة في مواصلة الصعود و اختراق نقطة 8530 مرة أخرى و يؤكد هذا الاستنتاج عمليات الشراء الهادئة الهادفة الى التجميع. فالشراء مع ثبات أو انخفاض السعر يؤكد عمليات التجميع أما الشراء مع ارتفاع السعر فيؤكد الرغبة في التصريف من خلال لفت نظر قناصي الفرص الى تحرك السهم و من ثم التصريف عليهم كما حدث يوم أمس مع سهم مبرد الذي أقفل على النسبة العليا من الصباح ثم تم التصريف على النسبة العليا و أقل منها حتى أقفل على سعر 24.5 بعد أن وصل الى سعر 25.5 ريالا.
بشكل عام لازالت سيولة السوق تحت 5 مليار ريال و حجم التداول في نفس مستوى الأيام الماضية أي في حدود 123 مليون سهم مما يعني أن السوق لازال في مرحلة الهدوء الحذر و الترقب و إن كان العامل النفسي لازال هو المسيطر بيعا و شراء. بمعنى لازال الخوف و الرجاء عاملان يلعبان دورا حاسما في التعامل مع بقية اسهم السوق. فعلى سبيل المثال كثير من مضاربي الأسهم قاموا برفع أسعار أسهمهم مع ارتفاع المؤشر ثم انهم قاموا بالبيع بمجرد نزول المؤشر في نهاية التداول. فعلى سبيل المثال ارتفع سعر سهم شمس الى 25 إلا أنه أغلق على 23.75 ريالا و كذلك سهم جرير حيث وصل الى 195 ثم أغلق على 191 ريالا و أيضا سهم الاتصالات حيث وصل الى 67 ثم اغلق على 65.25 . هذا الخوف و البيع في كثير من الأسهم كان بسبب البيع في نهاية التداول على سهم شركة سابك التي وصلت الى 124.5 ثم أغلقت على 123.25 . هذا أيضا يؤكد أن سابك هي القائد الروحي لسوق الأسهم السعودية و بالتالي إن استقر هذا السهم استقر السوق معه و إذا هبط جذب السوق معه و إذا صعد أخذ السوق معه. فهل يمكن السيطرة على هذا السهم ؟ سؤال أتمنى أن أشاهد جوابه لا أن أسمعه إن كانت هناك نية حقيقية لإدارة السوق بشكل احترافي و حماية حقيقية لحقوق المتداولين بشكل صادق.
بشكل تفصيلي فإن السوق و على الرغم من إغلاقه باللون الأخضر إلا أن كافة قطاعاته خاسرة باستثناء ثلاث قطاعات هي الاتصالات و الصناعات البتروكيميائية و الزراعة. هذا بالنسبة للقطاعات أما بالنسبة للأسهم في كل قطاع فغالبيتها لازالت في مكانها تتراوح بفارق لا يتجاوز بأي حال من الأحوال الريالين باستثناء سابك و أنابيب. انخافض مستوى الأرباح و ثبات الأسعار أو انخفاضها هي عوامل منفرة من السوق و ليست جاذبة له ، لذا فإن الأمر يستلزم اتخاذ الإجراءات المهنية الإحترافية المدروسة ( و ليس المبنية على اعتقادات شخصية) في أسرع وقت ممكن حتى نعيد لهذا السوق رونقه و بريقه و جاذبيته ونحافظ على أحد دعائم الإقتصاد السعودي. .
|