رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاحد23/8/ 1429 ه الموافق24/8/ 2008 م
تسعة مليارات ترفع السوق 438 نقطة وتقفل الشركات القيادية بسعر قريب من النسب العليا
تحليل د. طارق كوشك
إن ما حدث يوم أمس السبت من ارتفاع أذهل الكثير لم يكن مفاجئا لمتابعي عكاظ، حيث كان قراؤها يعلمون مسبقا أن الشراء المستمر مع انخفاض الكميات المتداولة خلال الأسبوع الماضي ليست له نتيجة إلا الذهاب إلى الأعلى لتحقيق الأرباح وتعويض الخسائر، لكن في الأسهم القيادية فقط حيث ذكرت في تقريري ليوم الثلاثاء الموافق 18 شعبان أن السوق مرشح للصعود شريطة استمرار عمليات الشراء، كما ذكرت في تقريري ليوم الأربعاء 19 شعبان أن السوق شهد عمليات شراء في كثير من الأسهم القيادية والاستثمارية ربما بهدف التجميع و اختراق نقطة 8530، كما ذكرت في تقريري ليوم الخميس أن النية مبيتة لمواصلة الصعود بسبب عمليات الشراء القوية التي تمت في كل من سابك والراجحي وسامبا وتساءلت عما إن كان التاريخ سيعيد نفسه أم لا، خاصة أننا شاهدنا ثبات أو انخفاض الأسهم المضاربية الأخرى. كما ذكرت في ذات التقرير ان عودة السيولة الى القطاع الإسمنتي الذي شهد عمليات شراء في يومي الثلاثاء و الأربعاء الماضيين قد تبشر بالخير، ذلك لأن مستثمري هذا القطاع يتصفون بالخبرة و لا يبيعون إلا إذا كانوا متيقنين من نزول السوق والعكس صحيح.
لكن يبقى السؤال الاهم و ماذا بعد السبت؟
قبل الإجابة على هذا السؤال؛ فلا بد من أن نبارك لكل من صندوق الإستثمارات العامة الذي يملك في سابك 70% وفي سامبا 22% وفي بنك الرياض 21.7 % وللمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية التي تملك في الراجحي 9.9 % وفي سابك 11.4 % وفي بنك الرياض 21.6 % وفي البنك الفرنسي 12% على أرباحهما يوم أمس السبت وأتمنى عليهما المحافظة على تلك الأرباح.
نعود الآن الى السوق؛ حيث أعتقد أن اللاعب الرئيسي في سوق الأسهم السعودية قد تحمل كثيرا من الكميات المشتراة في كل من سابك والراجحي وسامبا وهو أمر يستلزم بالضرورة المحافظة على الأسعار الحالية وتخفيف الحمولة إما لمواصلة الصعود و اختراق مستوى 9000 نقطة أو الهبوط وإعادة الشراء بأسعار أقل كالعادة. إن الرسوم البيانية المرفقة ومؤشرات المؤشر العام على المدى اليومي خاصة مؤشر Rsi، تبين إمكانية الثبات عند مستوى 8900 ومن ثم إتمام عمليات جني أرباح مقبولة. لذا قد يكون من الملائم مراقبة الأسهم القيادية والتعامل معها مضاربيا لهذا اليوم. أما بخصوص الأسهم المضاربية أو تلك التي لم تتفاعل يوم أمس مع ذلك الارتفاع غير المعهود في المؤشر ربما بسبب ذهاب مضاربيها إلى الأسهم القيادية لانتهاز فرصة تحقيق أرباح في الأسهم القيادية، فإنني اتوقع أن تشهد عمليات مضاربية بعد أن يعود إليها المضاربون بعد خروجهم من الأسهم القيادية، خاصة إذا ما شهدت تلك الأسهم القيادية عمليات جني أرباح. باختصار.. فإنه يمكن القول إن من يملك في الأسهم القيادية فعلية مراقبتها وجني الأرباح بمجرد البدء فيه سواء اليوم أو في الأيام القادمة أما من كان يملك في الأسهم المضاربية فقد يفضل الانتظار إلى حين عودة المضاربين الى أسهمهم وذلك أفضل من التسرع والبيع بخسارة.
نعد مرة أخرى إلى تفاصيل السوق ليوم أمس السبت الذي لوحظ عليه ارتفاع الكميات المتداولة الى ضعف ما كانت عليه في الأسبوع المنصرم، حيث أرتفعت من 123مليون سهم يوميا إلى 246 مليونا. من المعروف أن زيادة كمية التداول مع ارتفاع الأسعار تعني التصريفي الاحترافي أما انخفاض كميات التداول مع ثبات الأسعار فيعني التجميع الاحترافي. و طالما أن كميات التداول قد تضاعفت يوم امس السبت فهو أمر يدعو الى الحذر والمراقبة خوفا من نزول قد يحدث في عز نشوة الربح النفسية لدى المتداولين، بمعنى آخر فإن المضارب إذا أراد التصريف فلا بد له من رفع سعر السهم من خلال شراء المعروض وفي نفس الوقت يعرض ما يشتريه فربما يشتريها قناصو الفرص المضاربية، خاصة إذا ما لاحظوا عمليات الشراء المتواصلة في السهم وهو الأمر الذي يفسر ارتفاع الكميات المتداولة. فعلى سبيل المثال قد يعرض المضارب من أحد محافظه 10000 سهم على 132 ريالا ثم يشتري من محفظة أخرى 8000 سهم و يترك 2000 لقناصي الفرص ثم يعرض 7000 سهم على 132.25 ثم يشتري من محفظة أخرى 4000 سهم و يترك الباقي لقناصي الفرص الذين ربما يستدرجون فيشترون المعروض على سعر 132.5 عندها يقوم المضارب بتصريف كمياته التي اشتراها بسعر 132.25 و132ريالا .أما إذا اراد مضارب السهم التجميع فهو يشتري بالسعر الأقل لذا تجد هناك طلبات ولا تجد عمليات شراء ثم إذا اشترى لا يعرض كمياته التي اشتراها لذلك تكون كميات التداول قليلة و السعر إما ثابتا أو نازلا قليلا، فعلى سبيل المثال إذا أراد المضارب التجميع فتجده يطلب على سعر 115ريالا ولا يشتري المعروض على 115.25 مع أن الفارق ربع ريال، و ذلك لأنه إذا اشترى المعروض من الكميات فسوف يرتفع سعر السهم وهذا ليس في مصلحته. ولمزيد من التفصيل والإيضاح فيمكن للقارئ الكريم العودة إلى سعر سابك وعملياتها بيعا وشراء خلال الأسبوعين الماضيين.
لوحظ على السوق في يوم أمس أيضا إقفال سهمين بالنسبة العليا دون وجود أخبار مجزية و هو امر يؤكد دخول سيولة على هذين السهمين مضاربيا، لذا من اشترى بهدف المضاربة فلابد له من أن يبيع بمجرد تحقيق 10 الى 20 % ربحا وهو الأمر الذي يستلزم الحذر و عدم الاندفاع نحو الشراء تفاديا لتعليقة جديدة. كما لوحظ على السوق أيضا ارتداد كثير من الشركات المتحكم فيها مثل أنابيب والكابلات وسافكو وزجاج والمراعي وجرير والبحر الأحمر وهو أمر جيد لكن السؤال الذي يمكن توجيهه الى مضاربي هذه الأسهم هو لماذا أرعبتم صغار المتداولين و أجبرتموهم على البيع بأسعار منخفضة طالما أن لديكم السيولة الكافية للدفاع عن أسهمكم؟ و هل ما فعلتموه ينسجم مع آداب مهنة التجارة في الأسهم؟ أتمنى أن تحافظوا على عملائكم صغار المتداولين وتمنحوهم الثقة في أسهمكم.
|