رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الثلاثاء25/8/ 1429 ه الموافق26/8/ 2008 م
تبادل الأدوار بين الأسهم القيادية يؤكد أن هناك لاعبا واحدا وراء ما يحدث
المؤشرات الفنية للسوق جيدة للمضارب اليومي لكن الحذر واجب
تحليل د. طارق كوشك
ذكرت في تقريري ليوم الخميس الموافق 20 شعبان أن اللاعب الرئيسي في سوق الأسهم السعودية سيستخدم سهم الراجحي ليحل محل سهم سابك في الأيام القادمة في محاولة لتبادل الأدوار، كما أنه سيستخدم سهم سامبا في المحافظة على المؤشر إذا جنت سابك أرباحها. هذه الخطة التي كشفتها (عكاظ) لقرائها منذ يوم الخميس شاهدنا تطبيقها حرفيا خلال ايام التداول الثلاثة الماضية. بمعنى تثبيت في سابك بهدف التصريف (افتتاح على 132.75 ثم رفع الى 133.5 ثم نزول إلى 131.5 بسبب البيع السريع ثم ارتداد فإقفال عند 133.25) ورفعا للمؤشر من خلال الراجحي(افتتاح على إقفال يوم الأحد تفاديا للفجوات السعرية ثم إقفال على أعلى سعر 90) وحفاظا على المؤشر باستخدام سامبا (افتتاح بسعر 71 وإغلاق بسعر 71.75) لإيهام المتداول العادي أن السوق في موجة صاعدة وأنه في مناطق شراء آمنة. هذه الخطة ليس أمامي إلا أن أقف إعجابا لمهارة مصممها و منفذها. إن التلاعب في أسهم قيادية وتبادل الأدوار في ما بينها مع المحافظة على مؤشرات المؤشر العام عند مستويات مغرية للشراء هو قمة الإبداع والاحترافية المهنية. كم كنت أتمنى أن تستغل هذه المهارات والمهنية لإسعاد المتداول الصغير وتحقيق أرباح له تساعده على مواجهة نفقاته الضرورية المتزايدة يوما بعد يوم بسبب ارتفاع أسعار السلع والخدمات خاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم.
هذه الخطة المحكمة تجعل صغار المتداولين والمضاربين أمام خيارين لا ثالث لهما؛ فإما أن يسايروا هذا اللاعب في خطته يوميا لتحقيق أرباح معقولة أو أن يبتعدوا عن أسهم هذا اللاعب الذي كبد صغار المتداولين خسائر لا قبل لهم بها. يعيب على الخيار الأول أنه يجعل صغار المتداولين والمضاربين يعيشون الحيرة والقلق والخوف من غدر هذا اللاعب، فعلى سبيل المثال قام يوم أمس بافتتاح سهم سابك والراجحي وسامبا وبعض البنوك بأسعار تقل عن إغلاق يوم الأحد مما تسبب في نزول المؤشر في حدود 100 نقطة، الأمر الذي أثار الرعب في قلوب صغار المستثمرين والمضاربين وربما دفعهم الى بيع كمياتهم ثم قبيل انتهاء تداول يوم أمس تم رفع المؤشر باستخدام الراجحي ليغلق باللون الأخضر. إلى جانب هذا التلاعب بنفسيات المتداولين فإن سؤالا يثير نفسه وهو إذا كان سهم الراجحي غير مرغوب فقد تم افتتاحه بسعر أقل من إغلاق يوم الأحد 87.5 فلماذا ثم شراؤه مع نهاية التداول عند سعر 90 ريالا؟ إذن يمكن القول إن المتداول العادي والمضارب الصغير اللذين لا يملكان الأدوات اللازمة لكشف تلاعب اللاعب الرئيسي في السوق ويريدان الدخول في أسهم اللاعب الرئيسي سيكون مكتوبا عليهما العيش يوميا في قلق ورعب وغموض وكأنهم يلعبون لعبة من لعب الحظ. أما الخيار الثاني فهو عدم الدخول في أسهم اللاعب الرئيسي و هي أسهم استثمارية ما يعني حرمان متداول من أسهم تدر ربحا سنويا له. يعاب على هذا الخيار أيضا دفع المتداول الى المضاربة أو الاستثمار في أسهم ضعيفة ماليا، وهو أمر غير مرغوب ولا حتى يتوافق مع رغبة هيئة السوق المالية التي تسعى جاهدة الى جعل السوق السعودي سوقا استثماريا.
خلاصة القول.. المتداول السعودي أصبح بين نارين؛ إما العيش في قلق وخوف ورعب وإما التوجه الى المضاربة والاستثمار في الأسهم الضعيفة التي قد تواجه مصير بيشة و أنعام القابضة. فإلى متى ولماذا ولمصلحة من يوضع المتداول في هذا المأزق المر؟
نعود مرة أخرى الى تفاصيل السوق ليوم أمس الذي شهد انخفاضا في السيولة والكميات المتداولة مقارنة بيومي السبت و الأحد الماضيين. في يوم أمس واصل سهم المراعي و سهم سافكو ارتفاعهما وذلك بسبب ندرة الكميات المعروضة في هذين السهمين مما يؤكد تجفيفهما تماما. إن وضع هذين السهمين يذكرنا بقصة سهم ملاذ عندما ارتفع من 28 ريالا حتى وصل الى 179 ريالا وسهم سلامة عندما ارتفع من 80 ريالا حتى وصل الى 220 ريالا. هذان السهمان تمت السيطرة عليهما بالكامل من قبل مديرير محافظ (ع. عُ) للأول و(م.م. ق) للثاني. وفي نهاية المطاف لم يجدا من يشتري الأسهم منهما فانهار سعر السهمين وتعلق من تعلق وخسر من خسر. في اعتقادي أن سهمي المراعي وسافكو سيواجهان نفس المصير إن لم يتعظ مضاربو هذين السهمين. إن ما يفعله هذان المضاربان في هذين السهمين سيضر بالسوق وسيساعد على فقد مزيد من الثقة فيه أكثر مما هي مفقودة أصلا. إنني أذكر الجميع أيضا بقصة تهامة والأسماك والباحة التي تسببت في تكبيد صغار المتداولين خسائر لا قبل لهم بها وجعلت كثيرا منهم متعلقين في هذه الأسهم بأسعار عالية منذ ذلك التاريخ. هذه رسالة تنبيه أيضا الى جهة مسؤولة عن السوق لعلها تنظر في أمر هذين السهمين من الآن. إن ظهور هذه الجهة بعد أن يتم تصريف هذين السهمين على المتداولين الصغار بأسعار خيالية (كما فعلت في قضية تهامة والأسماك) لن يكون مقبولا هذه المرة.
شهد السوق يوم أمس أيضا دخول سيولة على بعض الأسهم الزراعية وبعض الشركات المضاربية مثل بدجت والخليج للتدريب والمتقدمة والفخارية ومعدنية إلا أن هذه السيولة مضاربية بحتة لذا ينبغي الحذر منها.
ختاما يمكن القول إن السوق وإن كانت مؤشراته الفنية جيدة للمضارب اليومي إلا أنه ينبغي الحذر ويتطلب الرضى بأقل الأرباح الممكنة
|