رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاربعاء26/8/ 1429 ه الموافق27/8/ 2008 م
سوق الأسهم السعودي بلاعب واحد والتعامل معه بحذر الى أن تعود الأوضاع الى ما كانت عليه
تحليل: د. طارق كوشك
ذكرت في تقرير يوم أمس أن اللاعب الرئيسي في سوق الأسهم السعودية يلعب في السوق وحيدا من خلال تبادل الأدوار بين كل من سهم سابك والراجحي وسامبا، فعلى سبيل المثال قلت إن الراجحي استخدم يوم الاثنين في رفع المؤشر إلا أنه وصل إلى مرحلة تستلزم جني الأرباح، وها هو يوم أمس الثلاثاء يجني أرباحه ويقفل خاسرا نصف ريال. وكتبت أيضا أن سامبا استخدم للحفاظ على مستوى المؤشر إلى حين الانتهاء من تصريف سابك وهذا ما حصل يوم امس ايضا. من المعروف للمضارب المحترف أن التصريف يستلزم بالضرورة اللون الأخضر.. لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن جعل المؤشر أخضر؟ لإكساء اللون الأخضر على المؤشر لم يكن أمام اللاعب الرئيسي الا رفع سهم سامبا لأن الراجحي في مناطق جني أرباح وسابك تتعرض لعمليات بيع من محافظ صغيرة. يؤكد هذا الاستنتاج ما حدث يوم أمس، حيث تم رفع سهم سامبا الى سعر 76.25 من 71.5 ريال، كذلك شراء الكميات المعروضة في سابك على سعر 134.25 و 134.5 في آخر ثانية من التداول، مما جعل نسبة الشراء في سامبا 75 % وفي الراجحي 56 % وفي سابك 63 %. ارتفاع نسب الشراء في سابك والراجحي لا يعني أبدا أن اللاعب الرئيسي يرغب في الشراء لكنه في حقيقة الأمر أجبر على الشراء حتى لا يكتسي مؤشر السوق باللون الأحمر، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو من يمتلك في كل من سابك و الراجحي و سامبا؟
حسب إحصائيات موقع تداول فإن المالك الرئيسي لسابك هو صندوق الاستثمارات العامة (70%). أما الملاك الرئيسيون في سهم سامبا فهم صندوق الاستثمارات العامة (22.9%) والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية (11.4%) والمؤسسة العامة للتقاعد (10.1%) ومعن الصائغ (7.1%) وشركة المملكة القابضة (5%). أما ملاك سهم الراجحي فهم سليمان الراجحي (24%) وصالح الراجحي (13.6%) والمؤسسة العامة للتأمينات اللجتماعية (9.9%) وعبدالله الراجحي(5.9%) .من هذه الإحصائية نستطيع أن نستنتج أن المستفيد الأكبر من تذبذب وصعود سابك والراجحي وسامبا هو صندوق الاستثمارات العامة تليه المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.
هذه النتيجة أعلاه أيضا تثير سؤالا آخر هو أين ذهب بقية اللاعبين في سوق الأسهم السعودية؟ باستثناء الأسهم المجففة مثل سافكو (بالمناسبة سابك تمتلك في سافكو بنسبة 42% وصندوق الاستثمارات العامة يمتلك في سابك بنسبة 70%. من ناحية أخرى فإن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تمتلك في سافكو بنسبة 11.8%، فإننا إذا نظرنا الى أسهم الشركات الموجودة في سوق الأسهم السعودية سنجدها إما ثابتة أو منخفضة. إن هذا الثبات أو الإنخفاض في اعتقادي يرجع الى تعلق المتداولين في سوق الأسهم السعودية بأسعار عالية والى عزل البقية الباقية في أسهم ثقيلة، وبمعنى آخر وبناء على المعلومات الشخصية التي لدي بحكم علاقاتي مع كثير من متداولي سوق الأسهم السعودية فإن كبار التجار قد شجعوا قبل عام على الدخول في التأمين على أمل تدبيل الأسعار، فكانت النتيجة خسارة أكثر من نصف رؤوس أموالهم ثم شجعوا على الدخول في بترورابغ بسعر يتراوح ما بين 48 و52 ريالا على وعد بالتعويض فاشتروا كميات كبيرة فيها فكانت النتيجة تعليقة فلا هم استطاعوا بيع أسهمهم ولا السهم ارتفع سعريا لخلو ملاكه من أي صندوق بنكي وأي صندوق آخر مثل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أو صندوق الاستثمارات العامة أو حتى صندوق المؤسسة العامة للتقاعد. أما مديرو المحافظ الذين كانوا يعملون ويضاربون في الأسهم الصغيرة فقد تعلقوا في أسهمهم بأسعار عالية مما أفقدهم سيولتهم المالية التي كانوا يستخدمونها لرفع تلك الأسهم ومن ثم أصبح شغلهم الشاغل هو تعديل أسعارهم، هذا بالاضافة الى سحب كثير من المحافظ منهم بسبب الخسائر التي كبدوها لتلك المحافظ. أما صغار المتداولين فقد أقنعوا بضرورة الابتعاد عن الأسهم المضاربية وضرورة الدخول في الأسهم الاستثمارية الآمنة، فكانت النتيجة تعليقة فيها أو حجز في أسهم ثقيلة فلا هم قادرون على رفع سعرها ولا هم بالقادرين على البيع لخوفهم من البديل المتاح. أما البقية الباقية من صغار المتداولين فإما أنهم ما زالوا متعلقين في أسهمهم منذ انهيار فبراير أو أنهم خرجوا من السوق بلا رجعة بعد أن خسروا رؤوس أموالهم.
إذا ثبتت صحة هذه النظرة فإنني أعتقد أن الوضع سيظل على ما هو عليه في سوق الأسهم السعودية، بمعنى لاعب رئيسي يستفيد والبقية محلك سر، إلا إذا فاق الناس من أزمة انهيار فبراير و استوعبوا اللعبة والدرس و تعلموا الا يدعوا جهة بعينها تستفيد من السوق و هم ينظرون.
نعود مرة أخرى الى السوق لنقول إن العمل والتركيز سيكون في اسهم اللاعب الرئيسي فلا بأس من التعامل معها ولكن بحذر شديد الى أن تعود الأوضاع الى ما كانت عليه سابقا.
|