رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاحد30/8/ 1429 ه الموافق31/8/ 2008
محللون: الارتباط بين السوق المحلية والتغيرات الدولية سيزداد خلال الفترة المقبلة
انفتاح الأسهم السعودية على الأسواق العالمية يدفع المستثمرين إلى تغيير استراتيجياتهم
جدة: مشاري الوهبي
بات من الضروري على المتعاملين في سوق الأسهم السعودية، تغيير خططهم الاستراتيجية في السوق المالية، بعد فتحها مؤخرا أمام نظرائهم الأجانب عبر اتفاقيات مبادلة.
ويعتقد وسطاء ومحللون في سوق الأسهم، أن الارتباط بين السوق المحلية وتغيرات أسواق المال العالمية سيكون في أقوى حالاته خلال الفترة المقبلة، وسيكون التفاعل مع المتغيرات والأحداث الخارجية بقائمة استراتيجيات الوسطاء والمتعاملين في السوق السعودية.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه شركات ووسطاء عالميون مصرح لهم بالعمل في السوق السعودي، الأسبوع الماضي توقيع أول صفقة مقاصة في إطار اتفاقيات المبادلة المقررة من هيئة السوق المالية مؤخرا والمنظمة لدخول المستثمرين الأجانب.
وقال مدير الأصول في مجموعة بخيت المالية هشام أبو جامع في حديث لـ "الوطن" أمس إنه بالتأكيد سيتوجب على المتعاملين في السوق ربط استراتيجياتهم مع المتغيرات العالمية على صعيد أسواق المال والاقتصاديات العالمية، مع تتالي دخول المستثمرين الأجانب.
وأشار إلى أن الارتباط سيكون متأنيا خلال الفترة المقبلة، خصوصا في ظل توقع توجه مستثمرين أجانب ومؤسسات وأفراد إلى الاستثمار في سوق المال المحلية، في وقت ما زال مؤشرها يحوم بالقرب من أدنى مستوياته منذ انهيار فبراير.
ونصح أبو جامع المستثمرين المحللين بتحري الأسس الاستثمارية الصحية عند اتخاذ قرار الاستثمار، والتوجه نحو القطاعات المكونة للحراك الاقتصادي الذي تشهده البلاد، والبعد عن التعاملات القائمة على المضاربة العشوائية، متوقعا أن يشهد السوق مزيدا من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، بدفع من تلك المتغيرات التشريعية.
وحول قدرة الصيغة المعلنة من هيئة السوق لتنفيذ اتفاقيات المبادلة لصالح المستثمرين الأجانب، على حماية السوق من الآثار السلبية للاستثمار الأجنبي، وصفها أبو جامع بالمنضبطة والمحققة لتوازن الطرفين وتضمن حماية السوق من الأموال الساخنة.
ويتوقع مراقبون أن يستقطب السوق السعودي مزيدا من السيولة من الأسواق العالمية في ظل الانتعاش ونسب النمو الاقتصادي الذي تشهده البلاد بفعل أسعار النفط.
من جانبه يشير مدير علاقات استثمارية خاصة في "فالكم للخدمات المالية" عبد الكريم الحسون إلى أن ارتباط الشركات المساهمة في السوق السعودي بالأسواق العالمية، في الفترات الماضية، يأتي ضمن تداخل الاقتصاديات الكلية، من حيث تأثرها بأسعار النفط وأسعار الفائدة على الدولار.
وأضاف أن التطورات الحالية تأتي لتضيف معامل ارتباط أخرى ومباشرة في السوق المالية، إثر فتح عمليات الاستثمار بشكل غير مباشر للمستثمرين الأجانب وللمؤسسات الاستثمارية، معتقداً أنها ستنظر للسوق السعودي كسوق جاذب ومغر للاستثمار في العديد من القطاعات الرئيسية فيه.
وقال إن اتفاقيات المبادلة التي باتت سارية أمام المستثمرين الأجانب، ستعزز تحركات المؤسسات الاستثمارية العالمية بين العديد من القطاعات الجاذبة في الأسواق الخليجية والأسواق الناشئة، إلا أنه يرى أن الضوابط الموضوعة أمام المستثمرين الأجانب في السوق السعودي، ستعمل على الحد من الدخول والخروج السريع لأهداف المضاربة، وهذا ما يعتبره معززاً للاتجاه الاستثماري خلال الفترة المقبلة.
وعن الثقافة الاستثمارية للمتعاملين في السوق المحلي، ومدى اطلاعهم على الأسواق العالمية، قال الحسون يلاحظ خلال الفترات الماضية تنامي وعي المستثمرين السعوديين، مشيرا إلى أن العديد من المحافظ المتاجرة في السوق السعودي تراقب تحركات الأسواق العالمية.
وكانت هيئة السوق أعلنت منتصف الشهر الجاري، أنه بات بإمكان المستثمرين الأجانب غير المقيمين، التعامل في السوق السعودي من خلال توقيع اتفاقيات مبادلة عبر شركات الوساطة
المالية المرخصة، تنقل المنافع الاقتصادية للأسهم المختارة لهم مع احتفاظ الأشخاص المرخص لهم في السعودية بالملكية القانونية لتلك الأسهم.
|