رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاحد30/8/ 1429 ه الموافق31/8/ 2008
أما آن الأوان للتخلص من فوبيا فبراير
سوق الأسهم يخسر 200 نقطة ليعود من حيث أتى
تحليل: د. طارق كوشك
على عكس السبت الماضي السوق يخسر 200 نقطة ليعود من حيث أتى.
في يوم السبت الموافق 22 شعبان ارتفع السوق 438 نقطة بقيادة القياديات سابك و الراجحي و سامبا ثم ما لبث السوق أن فقد تلك النقاط بسبب تصريف سابك عند سعر 132 ريالا و الراجحي عند سعر 90 ريالا و سامبا عند سعر 80 ريالا. هذه الأسهم تم التجميع فيها ما بين 115 و 120 ريالا لسابك و ما بين 75 و 80 ريالا للراجحي و ما بين 60 و 63 ريالا لسامبا. أي أن من قام برفع السوق كسب على الأقل 10 ريالات في كل سهم أي ما يعادل 10% من رأس ماله. في حين أن مستثمري و مضاربي الأسهم الأخرى لم يحققوا أي ربح يستحق الذكر إن لم يكونوا قد تكبدوا مزيدا من الخسائر، فعلى سبيل المثال سهم الغاز كان سعره في 23 شعبان 25.25 ريالا و يوم أمس كان سعره 25.25 ريالا أيضا، و كمثال آخر صافولا كان سعرها 32.75 و أمس كان سعرها 33 ريالا ، و أيضا سهم الدرع العربي كان سعره 26 ريالا و في يوم أمس كان سعره 25 ريالا.
وفي القطاع الزراعي كان سعر سهم تبوك الزراعية34.25 و يوم أمس 33.25 ريالا. و الأمثلة كثيرة. و لكن يبقى السؤال المثير للجدل هو :من المستفيد من رفع السوق و من ثم إنزاله و لماذا؟
دائما و أبدا يتم رفع السوق و إنزاله باستخدام سابك و الراجحي و سامبا . لاشك أن المستفيد من رفع سهم سابك و الراجحي و سامبا في المقام الاول هو صندوق الاستثمارات العامة لأنه يملك 70% من أسهم سابك ثم عائلة الراجحي و المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية التي تملك في الراجحي 9.9 % ثم صندوق الاستثمارات العامة و المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية و المؤسسة العامة للتقاعد لأنهم يمتلكون مجتمعين ما مقداره 44 % من أسهم سامبا. لكن لماذا تم إنزال أسعار هذه الأسهم بعد ارتفاعها؟
هذا السؤال مهم أيضا حتى نتمكن من معرفة ماذا يحدث في سوق الأسهم . فللأجابة على هذا السؤال لابد من توضيح طريقة المضاربة في الأسهم على النحو التالي: أي مضارب لأي شركة يفترض أن يكون لديه:
(1) كمية من الأسهم في شركته، هذه الكمية تعتبر أصولا ثابتة و أدوات لازمة للتجارة في سوق الأسهم ليس الهدف من إمتلاكها تحقيق أرباح منها بل الهدف من إمتلاكها هو السيطرة على السهم بما يتمشى مع تحليله الفني بصرف النظر عن سعرها السوقي .
(2) كمية أسهم مضاربية الهدف من إمتلاكها هو تحقيق أرباح يومية.
(3) سيولة مالية لرفع السهم أو الدفاع عنه عند النزول.
لنفهم اللعبة الحادثة في سوق الأسهم فعلينا تطبيق هذه النظرية على سهم من أسهم السوق و ليكن سابك . لقد تم تصريف كميات كبيرة في سابك عندما كان المؤشر قريبا من مستوى 10000 نقطة و عند سعر 180 ريالا تحديدا تم الضغط على سابك بالكميات الاستثمارية حتى تم إنزاله الى سعر 114 ريالا قبل أسبوعين من الآن (تذكر ان سعر الأسهم الاستثمارية في السوق غير مهم للمضارب) ثم تم شراء كميات المضاربة التي تم تصريفها عند سعر 180 ريالا مرة أخرى ما بين 115 و 120 ريالا . ثم تم استخدام السيولة المتوفرة بالاضافة الى السيولة التي تم الحصول عليها من جراء الأسهم الاستثمارية التي فقدت بسبب الضغط على السهم في رفع السهم الى 135 ريالا و من ثم تثبيته عند هذه الأسعار حتى يتم تصريف كميات المضاربة التي حققت لمضارب السهم في المتوسط عشرة ريالات و هو مبلغ رائع في ظل أوضاع السوق المتردية.
هذه العملية ستتكرر مرارا و تكرارا في سابك و الراجحي و سامبا و ذلك لأن الطلوع الراسي في هذه الأسهم سيكون مكلفا جدا لاسيما ان هناك الكثير من صغار المتداولين المتعلقين في سهم سابك عند سعر 150 ريالا فما فوق.
بمعنى آخر فإن هذه الطريقة حيدت كميات كبيرة في السهم مما خفف من وزنه المضاربي و هو الامر الذي يفسر قلة الكميات المعروضة في السهم، قس ما يحدث في سابك على كل من الراجحي و سامبا.
بمعنى تحقيق للإرباح في وقت لا يحقق فيه الغير أي ربح يذكر، إن هذا الأسلوب لاشك يؤدي إلى إخراج كثير من صغار المتداولين من السوق بسبب الملل و الإحباط والخسائر المتكررة فإن لم يخرجهم من السوق فعلى الأقل سيقوم بتحييدهم من خلال حجزهم في أسهم ضخمة من حيث عدد الأسهم (و هي أسهم دخلها الصغار على أمل التدبيلة و تعويض الخسائر) أو من خلال تعليقهم في أسهم أخرى بأسعار عالية لن تصل اليها الأسعار الحالية الا بعد مضي فترة زمنية طويلة.
الهدف من تحييد صغار المتداولين هو دفعهم إما الى الخروج من السوق أو وضع أموالهم لدى الصناديق البنكية أو شركات الوساطة حتى يتحول السوق من سوق يسيطر عليه أفراد غير مؤهلين و يتأثرون بالاشاعات و المنتديات (كما تعتقد بعض الجهات المنعزلة عن واقع السوق و المتداولين) الى سوق مؤسسي قائم على المؤسسات التي يتوقع أن تتخذ قراراتها وفق أسس علمية و تحاليل فنية. من هذه القصة يمكن القول أن المستفيد الأكبر من السوق السعودي هم ثلاثة صناديق سيادية من خلال تبني سياسة التذبذب الأسبوعي بما يحقق على الأقل 10% ربحا بصرف النظر عن الأثار السلبية لهذا السلوك على متداولي ومضاربي الأسهم الأخرى بهدف إما إخراجهم من السوق أو حجزهم في أسهم بأسعار عالية.
هذه هي اللعبة القائمة في سوق الأسهم السعودية و السؤال الذي يطرح نفسه هو أما آن الأوان يا صغار المتداولين للتخلص من فوبيا إنهيار فبراير؟
ألم تشاهدوا بأم أعينكم كيف تحقق تلك الصناديق أرباحا في أوج خوفكم؟.
وأقول للمتعاملين بالسوق قسموا رؤوس أموالكم الى ثلاثة أجزاء.
جزء في أسهم استثمارية سيكون لها مستقبل رائع و ثلث للمضاربة في أسهم أنتم قادرون على تحريكها و ثلث سيولة نقدية لا يجب لمسها أو حتى استخدامها. إن فعلتم ذلك فثقوا أنكم ستكونون أنتم المحرك الرئيسي للسوق و انتم المستفيدون من السوق و ليس غيركم؟ أتمنى ألا تنصتوا لكل إشاعة وألا تقرأوا لأي قلم مجهول الأسم و الهوية و المعرفة.
|