[فاعل خير]

سعوديون ينتحلون هيئات لجنسيات أخرى للحصول على أسعار مخفضة
في تشاليح الرياض.. تسعيرة للمواطن وأخرى للمقيم!



فهد الخريجي من الرياض - - 07/09/1429هـ

عندما يسافر السعوديون إلى الخارج، فإنهم يكونون عادة عرضة لمن يعتقدون أنهم وسيلة سهلة للصيد من قبل النصابين للحصول على أموالهم، لذلك تباع السلعة على السائح السعودي في بلدان أخرى بأضعاف ثمنها التي تباع به على ابن البلد، بسبب كونه سائحا لا يعرف القيمة الحقيقية للسلعة في البلدان الأخرى، إلا أن العاملين الأجانب في تشاليح الرياض، استقدموا هذه العادة التجارية القبيحة، وذلك ببيع السلعة المستعملة في محال التشاليح المنتشرة في الرياض بأسعار تتفاوت بين المواطن والمقيم، حيث يقومون بالتعامل مع المواطن عند شراء السلعة بمنظورٍ يختلف عن التعامل فيه مع المقيم، لذلك يحتال بعض السعوديين بالانتساب إلى بعض الدول العربية لكي يحصلوا على سعر مخفض في عملية البيع والشراء!
وقد التقت " الاقتصادية " المواطن محمد النعمي، الذي ذكر لنا حادثة حصلت له مع العاملين في محال التشاليح، فقال: " عند قدومي عبر خط القصيم ــ الرياض السريع، حصل لدي عطل في السيارة، ما اضطرني إلى سحبها بواسطة مركبة نقل السيارات المعطلة (السطحة)، وإدخالها في أحد مراكز الصيانة في منطقة الرياض، وبعد إجراء الفحص من قبل الميكانيكي، اتضح تلف الدفرنش بشكلٍ كامل، والحاجة إلى استبداله، ونصحني بشراء قطعة غيار من أحد محال بيع قطع الغيار المستعملة بدلاً من الوكالة نظراً لفارق السعر فيما بينهما، فذهبت إلى منطقة "التشليح" في حي النظيم في الرياض، وكان غالبية العاملين فيها من الجاليات العربية ودول شرق آسيا، وخلال تجولي بين تلك المحال باحثاً عن القطعة ومعرفة المبلغ التقديري لها، فكانت المحصلة النهائية للسعر1500 ريال".
وأفاد صاحب القصة، أنه في أحد المحال وجد القطعة المطلوبة وبسؤال صاحب المحل عن القيمة أجابه أنها بـ 950 ريالاً، أي أنها تنقص عن سعر المحال الأخرى بـ 550 ريالاً! يقول النعمي: السعر الجديد أثار فضولي وشكي معا، واعتقدت بوجود سببٍ لهذا التخفيض المفاجئ في القيمة، مثل عدم وجود ضمان على القطعة، إلا أن البائع أوضح له السبب بقوله: "أنا أريد تقديم المساعدة وعرضت عليك هذه القيمة لمعرفتي بأنك في غربة، ويجب أن نساعد بعضنا"، وعندها التقط النعمي الفكرة وتظاهر بأنه غير سعودي فعلا، وسأل البائع فيما لو كان سعوديا كم سيكون سعر السلعة، فأجابه البائع لرفعت عليه السعر بالطبع، لأنهم لا يحتاجون إلى التخفيض فهم في بلادهم! فما كان من النعمي سوى الاستمرار بالتظاهر، ودفع قيمة القطعة حسب المبلغ المتفق عليه، وخرج من المحل متسائلا عن إمكانية عودته إلى التشليح بلباس آخر وشراء القطع وبيعها على بني جلدته السعوديين بسعر أقل!