رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاربعاء10/9/ 1429 ه الموافق10/9/ 2008
محللون: اتجاهات قصيرة الأجل تسهم في ضبابية سوق الأسهم
فهد البقمي من جدة - - 10/09/1429هـ
يواجه المتداولون في سوق الأسهم عدم القدرة على تحديد الصورة المستقبلية للسوق على المدى البعيد الأمر الذي دفعهم إلى التركيز على الاتجاهات قصيرة الأجل ضمن مؤثرات نفسية تتعلق بالتغيرات الأخيرة التي شهدتها السوق وأدى ذلك إلى موجة حادة من الهبوط.
ويأتي ذلك في إطار تعرض سوق الأسهم لموجة هبوط حادة بلغت 5.41 في المائة في جلسة واحدة مطلع الأسبوع الجاري مما أثر موجة من الحيرة حول الأسباب المنطقية لوجود السوق بهذا المعدل في يوم واحد، وقد رأي البعض أن تأثير إعلان بدء التداول بفئات سعرية جديدة هو أحد العوامل المؤثرة في هذا الهبوط، إلا أن السوق عاودت الصعود مجددا بعد موجة الخسائر التي تعرضت لها قبل تراجع أمس مرة أخرى عن مسارها الصاعد.
ويرى محمد ربيع النفيعي أن سوق الأسهم السعودية اتجه في الآونة الأخيرة للتداول قصير الأجل (المضاربة) لعدم قدرة المتداولين على رؤية السوق بشكل واضح في المدى الطويل، الأمر الذي عكس رؤية تشاؤمية وتقديرا خاطئا لأي قرار يتعلق بسوق المال، مشيرا إلى أن التأثير النسبي لقرار التعامل بالفئات الجديدة يمثل عاملاً ايجابيا للسوق ككل من الناحية الاستثمارية طويلة الأجل ولكنه يؤثر بشكل مباشر على اتجاه المضاربة غير المدروسة لتوسيع نطاق ذبذبة الفئات السعرية للأسهم صغيرة القيمة ووجود مساحة أكبر للعرض والطلب داخل نطاق سعري معتدل.
وأوضح أن لدى المتعاملين في السوق ترسبات نفسية نتيجة سحب السيولة في الإصدارات الأولية خلال الفترات الأخيرة مع هبوط الأسواق العالمية بشكل حاد والعربية أيضا والتوقعات باحتمال تأثر شركات قطاع البتروكيماويات وانخفاض أرباحها مستقبليا أثر ذلك في سلوك السوق بشكل عام ولاسيما مع الضغط الشديد على شركات ذات تأثير نفسي كبير ومادي أيضا على مؤشر السوق مثل "سابك" و"سافكو" وهذه الشركات هي المؤثر الرئيسي لهبوط السوق بهذه النسبة.
وقال إن السوق في الوقت الحالي ستحاول البحث عن الاستقرار وتسجيل مراكز دعم جديدة مع محاولة تبديل المراكز الاستثمارية ومراكز مضاربة أيضا وفق المعطيات الجديدة لتوقع أداء الشركات المستقبلي وتأثير الأسعار العالمية في أسعار البتروكيماويات ومواد البناء ووضع خريطة جديدة لأولويات الاستثمار حتى بداية العام المقبل.
وتوقع النفيعي أن يشهد تحولا كبيرا في مؤشر السوق بالصعود الإيجابي ودخول رؤوس أموال جديدة ناضجة وصحية للاستثمار تدفع قطاعات مؤثرة لقيادة السوق مستقبلا وخصوصا القطاع البنكي وقطاع الاتصالات.
من جانبه قال محمد عادل عقيل الخبير في سوق الأسهم إن السوق تتجه حاليا إلى الاستثمار المتوازن ولا مجال للمضاربة العشوائية التي أضرت بالسوق بصفة عامه، مشيرا إلى أن قرارات الهيئة الأخيرة تنظيم أساسيات السوق التي تعد أسواق المال على مستوى العالم هي الواجهة الاقتصادية للدول. واستعرض عقيل ما شهدته السوق السعودية خلال السنوات العشر الماضية من تطورات متسارعة كبيرة صعوداً وهبوطاً تزامنت مع أحداث كبيرة مرت بها المنطقة، فأسواق المال ترتبط مباشرة بعوامل مهمة وهي سياسية واقتصادية وثقافية قد يستغرب البعض بتأثير الثقافة في أسواق المال، مشيرا إلى أن الثقافة والتعليم تشكلان عنصرين مهمين لمن يرغب الاستثمار أو الدخول في أسواق المال فهذان العنصران كان لهما أكبر التأثير في أسواق المال منذ نشأتها.
|