عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2008   رقم المشاركة : ( 40 )
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله


المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (ح,4) سد ثمالة وحدودها مما يلي الشام في ردي على ابن همام

بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث والأخير(ح4)
بينت لكم في الجزء الثاني من هذه الحلقة(ح4) الدليل المادي الذي بسببه توفرت لدي القناعة بأن السد ليس أسلاميا بل سابق للأسلام بقرون كثيره .
بعبارة أخرى , جزء الوادي المسمى باللج الذي كتبت لكم عنه فيما سبق بالوصف والصورة والرسم والقياسات , والذي بينت لكم الطريقة التي تكون بها من وجهة نظري , أعتبره أداة قياس زمنيه تعطيكم مؤشرا الى الزمن الذي شيد فيه السد , وهو زمن موغل في القدم وأبعد بكثيرمن بداية العصر الأسلامي , وذلك لأن اللج أنما تكون بسبب تعرض صخوره للتعرية التدريجية على مر العصور وكر الدهور بفعل تدفق المياه المنحدرة من المغيض في مدة من المعقول أن تكون قد بدأت منذ أستقرار ثمالة في وادي جفن الذي بدأ قبل ثمانية وعشرين قرنا تقريبا.
هذا ألأستنتاج أخذت معه في الأعتبار غزارة ألأمطار والزيادة في نسبة هطولها تصاعديا كلما عدنا الى الوراء وتقادمت بنا ألأزمان بسبب الدورة المناخية التي توسعت قليلا في شرحها بحلقة مستقلة سبق أن أرفقت لكم رابطها.
أما لو كانت الأمطار بمعدلها الهزيل في هذه الأيام فلن تفعل مثل تلك الأفاعيل التي أنشق بها الجبل ولو بعد مئآت الألوف من ألأعوام.
ولئن تساءل البعض منكم وقال : لما السد وقنوات الري , طالما أن ألأمطار كانت على درجة عالية من الغزاره؟ , أجيبكم أن الري الزراعي الذي يحقق الوفرة ليس هو ذلك الري الشحيح المعتمد على الأمطار أو الري المضني المحدود المعتمد على حفر الآبار ورفع الماء منها بالسواني الذي عهدتموه قبل بضعة عقود ثم تدهور وساء مؤخرا بعد أشتداد الجفاف واختفاء الخضرة والبساتين واضطرارالمزارعين للأستعانة بصهاريج المياه (الوايتات) بعد أن جفت آبارهم حتى مع وجود السدود الحديثه في محاولة يائسة للأبقاء ولو على أقل القليل من أشجارهم .
لا , ليس هذا ولا ذاك , وأنما الري الذي بنت ثمالة من أجله سدها وشقت من أجله قنوات ريها كما فعل أسلافها من قبلها في مأرب كان ريا ماؤه هداجا ومدرارا لا يتوقف عن الجريان لا ليلا ولا نهارا من خلال القنوات المخفية (الجراب) والمكشوفه.
أما ألأدلة العقلية على أن السد ليس أسلاميا فلا أريد أجترارها وتكرار الحديث عنها وقد بينتها لكم سلفا على الرابط التالي :
http://thomala.com/vb/showthread.php?t=2118

والآن , وبعد ما سبق من بيان فرب متسائل يقول : أذا كان السد موغلا في القدم وليس أسلاميا أستنادا الى ما عرضت من دلائل واستنتاجات , أذا كان كذلك , فكيف عرف كاتب الموضوع أن من بنى السد هم ثماله ؟ .
وللأجابة على هكذا سؤال , أقول ما يلي :
أولا : أعود بكم الى البداية , الى أولى البديهيات التي طرحتها عليكم بالحلقة الأولى , والتي كان نصها كالآتي :
(هناك بعض الحقائق التي أود التاكد من أقتناعكم بها وأقتناع كاتبنا ابن همام قبل الولوج في الرد على ما جاء في حلقاته عن السد وعن حدود ثمالة في وادي جفن مع بقية قبائل ثقيف :
أولى هذه الحقائق أو سموها البديهيات التي لابد أن نعيها ونتفق بشأنها وعلى تأثيرها لنضعها في الحسبان عند دخولنا في صميم موضوعنا مستقبلا هي أنعكاس البيئة والثقافة على سلوك أصحابها وأسلوب معيشتهم وخصوصا على الحرفة التي يعيش منها محترفوها .
فالرعاة أذا رحلوا أو هاجروا من ديارهم الى ديار أخرى يظلون على حرفتهم لعدد من الأجيال ما لم يحرفهم عنها طارء غير عادي .
واذا ذهبوا الى الأسواق واحترفوا البيع والشراء فغالبا ستكون تجارتهم في المواشي ومنتجاتها ومشتقاتها . والزراع (وهذا هو الأهم) أذا هجروا ديارهم وهاجروا منها الى ديار أخرى ستتمسك أول أجيالهم بحرفتهم وبأسلوبهم في أستصلاح الأرض واستنباتها وفنون عمارتها واقتناء أدواتها, وأذا نزلوا الى ألأسواق واحترفوا في البيع والشراء فغالبا ستكون تجارتهم في المنتجات الزراعية ومشتقاتها .
ولا أظن أن أحدا منكم سيختلف معي على ذلك .
أذا كنتم متفقين معي على هذا السلوك الأنساني , فما ظنكم بثمالة التي رحلت من مأرب حيث حضارة الجنتين وسد مأرب والمزروعات والري بالقنوات ؟, ألا ترجحون أن أولى أجيالها ستحاكي ماضي أسلافها في مأرب ويقيمون السد والقنوات والجنات بوادي جفن ؟ , أعملوا عقولكم في ذلك وحكموا المنطق ثم أعطوني وجهة نظركم لأن ذلك سيساعدنا على حل اللغز وتجميع ما تناثر من حروف الأحجيه) ,,,, أنتهى الأقتباس.
والجواب : طبيعي أن أولى أجيال ثمالة ستحاكي ماضي أسلافها وتقيم السد وتشق القنوات وتستنبت الجنات في وادي جفن , وما السد والجراب واللج الا آثار لبقايا منظومة ري أقامتها ثماله عندما قدمت من مهجرها واستوطنت في وادي جفن منفردة بنفسها عن بقية قومها , مما يدل على أنها بأنفرادها ذاك كانت قبيلة منيعة الجانب قوية الشوكة قادرة على الأستقلال بذاتها عن بقية قومها الأزد , وقادرة على حماية نفسها والذود عن كيانها والقيام بمشروع السد ومنظومة الري والجنتين التي ألفتها قبلا ولا تنقصها خبرة عنها ولاعن تشيدها , قبيلة ليست قليلة العدد والعدة كما ظنها البعض قياسا على واقعها اليوم , وما ذلك بمستنكر أو مستبعد , فالأيام دول ودوام الحال من المحال , وكم من حضارة سادت ثم بادت , وهكذا هي سنة الحياة , لا يدوم على حال لها شأن .
بل أنني أرى أن ثمالة التي قدمت الى الطائف من حضارة كانت ذائعة الصيت ومتفوقة ثقافيا ومزدهرة في مجال التعمير والزراعة , ثمالة التي قدمت من سبأ التي كان لديها رصيد كبير من الخبرة في مجال الزراعة وشق القنوات وبناء السدود وأساليب الري واستصلاح الأرض واستنباتها من ألأرجح عقلا أنها هي التي نقلت معها الى الطائف تلك الثقافة وأثروا بها محيطهم الرعوي الذي يستعيب الزراعة حتى تحول لاحقا الى احتراف الري والحرث والزرع الى جانب الرعي .
هذا الجانب ألأيجابي في ثقافة ثمالة سبق أن كتبت لكم عنه بتوسع نسبي في الحلقة الرابعة على الرابط التالي :
http://thomala.com/vb/showthread.php?t=1860
ثانيا : سد السملقي بموقعه الحالي في عمق بلاد ثمالة هو واحد من الدلائل التي تجعل المشاهد يحكم مبدئيا (واقول مبدئيا) أن ما بين يديه من آثار تعود للسلف الذين عاشوا يوما ما على أرض هؤلاي الخلف (ثماله) .
ولا يجوز بحال لقائل أن يقول لهؤلاء الخلف الذين يعيشون على أرض أولئك السلف المتصلة بهم أنسابهم أن ألأثار الموجودة بديارهم ليست لأسلافهم ألا أذا أبدى القائل دليلا لا يرقى اليه الشك ولا يقبل التأويل يبرهن فيه على صحة ما يقول لينسب به الأثر الى قوم غيرهم.
وفي الوقت نفسه لا يجوز لمن ليس لديه دليل ولا برهان على ما يزعم أن يعكس المنطق ويطالب غيره بما كان مطلوبا منه ثم يطلب من أهل الديار أبراز أدلة لكي يثبتوا بها أن ما بديارهم من آثار هي آثار أسلافهم وألا أعتبرها لغير أجدادهم .
هذه هي أراء وتصورات كاتبكم النابعة من قناعاته , قناعات بنيتها على ما عرضت عليكم من دلائل واستنتاجات بعضها مستمد من النقل وبعضها من العقل , أراء أحب أن أختتمها بالشكر لكل من قرأ أو تداخل , وللذين أبدوا وجهات نظر متعارضة مع ما ذكرت , وهي وجهات نظر وأن لم تغير من قناعاتي شيئا ألا أنني أحترمها ولا أدعي أنني على الصواب وأصحابها على الخطأ , وأعتبر كتابها أيجابيين بأبدائهم لها وأثرائهم حوارنا بها لكي يتمكن القارء من معرفة وجهات نظر مغايرة لوجهة نظر الكاتب وألأحتكام بعد ذلك الى العقل والمنطق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس