رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الإثنين 15 رمضان 1429 هـ
تحليل اقتصادي -
الانكماش يصوّب الاقتصاد
ميشال مرقص الحياة - 15/09/08//
يشكل كتاب «أميركا التي نريد» الصادر حديثاً، للاقتصادي والمحلل في «نيويورك تايمز»، بول كروغمان، أرضيةً متينةً لرسم خطةٍ اقتصادية تنقذ الولايات المتحدة، التي يتوقع مصرف «مورغان ستانلي» أن يؤدي العجز في موازنتها إلى بلوغ دينها العام نحو 8 تريليون دولار عام 2018. فالبروفسور الجامعي، يخلص في كتابه (يقدمه برنامجاً محتملاً للانتخابات الرئاسية الأميركية)، إلى أن متوسط دخل العامل الأميركي لم يتحسّن منذ 1973 بالمعيار الواقعي. وعلى رغم «أن ما ينتجه الفرد زاد 50 في المئة» منذ ذلك التاريخ، إلا أن تركّز الدخل المالي، اقتصر على حفنةٍ قليلة. «فالعاملون في شريحة الأعمار 35 إلى 44 سنة، تدنّى دخلهم 12 في المئة عما كان في 1973». وبحسب استقصاء لـ «بيو رسيرتش سنتر» في 2006، اعتبر معظم المشتركين في العيّنة، «أنه يجب العمل في شكلٍ أقسى لتأمين موارد للعيش».
ويخلص القسم المخصص لوضع العامل الأميركي وربحه، بنتيجة «أن أرباح الإنتاجية، إذا وزّعت بالمساواة على القوة العاملة، زاد دخل العامل 35 في المئة عما كان في 1970، لكن لدى توزيعها عمودياً، يظهر أن دخل 90 في المئة من القوة العاملة هو دون الدخل الوسيط، و10 في المئة فقط دخلهم أعلى بكثير من هذا المستوى».
هذه المقاربة تختصرُ واقع الأزمة الاقتصادية الثانية التي تجتاح العالم. فبعد أزمة الرهن العقاري المجازف ومن ثم الأزمة المالية المرتبطة بها، والتي أنتجت خسائر واقعية تزيد على 660 بليون دولار، مع احتمال بلوغها تريلون دولار، بدأت راهناً الأزمة الثانية، أزمة الانكماش الاقتصادي الزاحف بعد 13 شهراً من أزمة الرهن العقاري والمصارف الأميركية (9 آب/ أغسطس 2007). وصعب على القوى الاقتصادية العالمية أن تتجنب الانكماش، أو تجانبه، نتيجة تدني دخل العاملين، وتالياً إنفاقهم، بعد اتساع الهوّة، بين أصحاب الدخول العليا والدنيا، من جهة، وشح الموارد من جهة ثانية.
|