[عثمان الثمالي]

المشهد العام لقسوة الهبوط في الأسواق المالية يتواجد بعد كسر مستوى 7آلاف نقطة
تأكيد هيئة السوق على استمرار برنامج الاكتتابات يضعف الارتداد ويدفع المؤشر لتسجيل أدنى مستوى منذ 14شهراً



انحسرت حدة الخسائر في سوق الأسهم المحلية، وقللت أكثر الشركات من مستويات هبوطها، مع ظهور للون الأخضر على بعضها، لكن المشهد العام لقسوة الهبوط الذي تتعرض له الأسواق المالية تواجد طيلة فترة التداول، خاصة أثناء كسر المؤشر في بداية التداول لمستوى السبعة آلاف نقطة، وصولا الى 6932نقطة
وعند الإقفال انخفض المؤشر 38نقطة، بنسبة 0.53%، وصولا إلى 7216نقطة، مع الإشارة إلى هبوطه 323نقطة، وهذا المستوى يعد الأدنى منذ 14شهرا.

وكانت السوق مهيأة في الأصل لتسجيل ارتداد ايجابي، لكن تصريح رئيس هيئة السوق المالية باستمرار طرح الشركات والاكتتابات، عمق الموقف، واضعف حركة الارتداد، لينتهي التداول على انخفاض، حيث تغلب مفعول هذا التصريح على حديثه الايجابي عن السوق، الذي أشار فيه الى وجود فرص استثمارية هائلة بالسوق السعودي بالذات عند الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي السعودي، ونموه الكبير والذي سينعكس بلا شك على أرباح شركات السوق.

وكان رئيس الهيئة قد صرح أمس ل" العربية" ان السيولة المتوفرة بالسوق عالية، ولا خوف من نقصها، كما ان السوق يساهم في خفض التضخم كون وضع الأموال في شركات أفضل من صرفها، مضيفا ان برنامج الاكتتابات لن يتوقف، والسوق السعودي يتحمل ادراج شركات اكثر، لكنه يعتمد على اي الشركات قابلة للطرح، وبالتالي تأخذ الهيئة وقتاً لعدم وجود شركات جاهزة للطرح.

وشهد السوق أمس تداول سهم "كيمانول" في قطاع البتر وكيماويات، وهبط السهم دون سعر الاكتتاب البالغ 12ريالاً لفترة وجيزة عند 11.5ريالاً قبل ان يتماسك قليلا ويصل الى 14.45ريالاً، ثم أغلق بسعر 13.95ريالاً بارتفاع يبلغ 16%، وتجاوز حجم التداول عليه 50مليون سهم.

وسجل قطاع الاتصالات أفضل أداء في السوق، وارتفع مؤشره بنسبة 2.5% لدخول طلبات شراء على الاتصالات السعودية التي يتم تداولها عند مكرر ربحي يبلغ 8.5مرة، إضافة إلى تفاعل القطاع مع موافقة هيئة السوق على زيادة رأسمال اتحاد اتصالات بقيمة ملياري ريال بطرح أسهمها للمساهمين بقيمة عشرة ريالات.

ونشطت كميات التنفيذ قليلا، ووصل حجم التداول الى 226.4مليون سهم بقيمة 5.5مليارات ريال، وجزء من هذه الزيادة، يعزى الى بدء تداول كيمانول التي سيطرت على 22% من حجم التداول، ونسبة 10.4% من القيمة الإجمالية للتداول.

ومن المؤمل ان تستفيد السوق اليوم إيجابا من هدوء موجات الهبوط في الأسواق العالمية، ولو بصورة مؤقتة خاصة مع تدخل البنوك المركزية في أسواق المال، وضخها مزيدا من السيولة، حيث اعلن الاحتياطي الفدرالي، امس انه سيقوم بعملية إعادة تمويل "ضخمة" للبنوك، لم تكن مقررة في خططه، كما ضخ البنك المركزي الياباني أمس نحو 24مليار دولار إلى أسواق المال اليابانية لاحتواء تداعيات أزمة الائتمان الأمريكية، بينما أعلن بنك إنجلترا المركزي امس انه ضخ 36مليار دولار إلى أسواق المال للمحافظة على استقرارها.