بعد التداول
لماذا يدعم العقاري ويحجب عن الأسهم
عبدالعزيز القراري
حظي الأسبوع الجاري بالكثير من الأحداث الاقتصادية التي أثرت بشكل مباشر على الأسواق المالية العالمية ، إلا أن السوق السعودي تم زجه بهذه الأزمة العالمية دون سبب ويصبح موضوع الرهن العقاري وإفلاس بنك ليمان برذرز الأمريكي الشماعة الجديدة التي يُعزى لها هبوط السوق وتردي أوضاعه.
المؤشر العام الذي تجاوزت خسارته نحو 1200نقطة في أيام معدودة وبقيت هيئة السوق المالية ومؤسسة النقد ووزارة المالية صامتين لا يجدون ما يقولون حتى ظهرت المشاكل المالية العالمية ، لتبدأ هيئة السوق المالية بربط ذلك بالرهن العقاري وأن تراكم الخسائر ناتج عن عوامل خارجية ومنها مشكلة الرهن العقاري والتي لم تكن جديدة فقد قارب أن يصل عمرها العام ، بل إن السوق الأمريكي الأكثر تأثراً بها قبل "إفلاس بنك ليمان برذرز" قد تعافى في الأشهر القليلة الماضية منها وكان يسير بالاتجاه الإيجابي مع توقعات بأنه سوف يعاود الصعود مرة أخرى للأعلى خاصة أن علامات فوز الديمقراطيين بمقعد الرئاسة الأمريكية عبر مرشحهم "أوباما" الذي تركز حملته على إصلاح الاقتصاد الأمريكي والابتعاد عن سياسة الحروب والتدخل في السياسات الداخلية للدول قد ظهرت معالمها وبدأ الأمريكان والمراقبون العالميون أكثر تفاؤلاً.
إن جميع المزاعم التي تؤكد أن سوقنا متأثر بالعوامل الخارجية غير صحيحة وهي أشبه ما تكون بشماعة تُعلق عليها "مصائب السوق" فهو لم يتأثر بارتفاع النفط الذي تجاوز 150دولاراً للبرميل واستمر لمدة ثلاث سنوات وهو يسجل ارتفاعات غير مسبوقة بل إنه يتجه بعكس اتجاه النفط الذي من الطبيعي أن ترتفع معه أسعار الأسهم خاصة التي تعتمد على إنتاج البتروكيماويات.
إن الهيئة لم تعترف أنها لم تستطع أن تفرض سيطرتها على الشركات وتحقيق العدالة من حيث وصول المعلومة لجميع الأطراف في وقت واحد ..
إن سوقنا يعاني أصلاً من عدم الوضوح فنجد جماعات محدودة تملك المال الكافي للضغط على السوق للخروج بمجرد وصول معلومات خاصة لهم والدخول بناء على معلومات إيجابية وهكذا دواليك. مؤسسة النقد ووزارة المالية وهما الجهتان اللتان تديران السوق من الباطن لماذا اختارتا تشديد الرقابة على عمليات دعم البنوك للأفراد والشركات ومنعها من الدعم المتوجه لسوق الأسهم وغضت الطرف عن ما يذهب الى السوق العقاري؟ ألا يستحق سوق الأسهم وهو أصبح خلال ال 5سنوات الماضية الوعاء الاستثماري المفضل للسعودية الدعم خاصة ان جميع الأسواق العالمية منذ نشأتها حتى وقتنا الحاضر تواجه بدعم مقابل كل هزة قاسية.