رد: الأخبار الإقتصادية ليوم السبت 20 رمضان 1429 هـ
6 أيام تداول تُحدد اتجاه سوق الأسهم السعودية حتى نهاية العام
مشهور الحارثي من الرياض
اتسمت سوق الأسهم السعودية بالسلبية المُفرطة هذا الأسبوع وسجلت هبوطاً في مؤشرها بنسبة 14.7 في المائة خلال تداولاتها هذا الأسبوع, حيث كانت تهبط في كل يوم ابتداء من السبت الماضي حتى تمكنت الأربعاء من الارتفاع وقلصّت خسائرها لتغلق عند 7387.3 نقطة. لتكون نسبة هبوط السوق هذا الأسبوع 9.1 في المائة.
ويمكن القول إنه لأول مرة تتسم تداولات شهر رمضان بهذه السخونة من حيث التذبذب والقوة في الهبوط وتعدد الأحداث. وتتبقى ستة أيام تداول قبل إجازة عيد الفطر, وتوجهات السوق خلال هذه الأيام ستحدد توجهاتها للفترة الباقية من العام الجاري.
وتعددت الأسباب والهبوط واحد لسوق الأسهم، حيث ينسب البعض هذا الهبوط إلى تطبيق قرار "تغيير وحدة تغير سعر السهم" وآخرون يرون في الأحداث الاقتصادية العالمية وانهيار مؤسسات مالية كبرى وعالمية سبباً في ترهيب السوق وهبوطها. ومهما تعددت هذه الأسباب فإن السوق مُصابة من قبل بالضعف في أدائها وتميل إلى الهبوط وقد تحدثت في تقريرنا الأسبوعي الصادر الجمعة الماضي عن استعداد السوق نفسياً للهبوط وما الأحداث والأخبار التي نسمعها تتردد وتلوكها الألسن إلا من قبيل صب الزيت على النار.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
اتسم سوق الأسهم السعودي بالسلبية المُفرطة هذا الأسبوع وسجل هبوطاً في مؤشره بنسبة 14.7 في المائة خلال تداولاته هذا الأسبوع, حيث كان يهبط في كل يوم ابتداء من السبت الماضي حتى تمكن الأربعاء من الارتفاع وقلصّ خسائره ليُغلق عند 7387.3 نقطة لتكون نسبة هبوطه هذا الأسبوع هي 9.1 في المائة، وأستطيع القول إنه لأول مرة تتسم تداولات شهر رمضان بهذه السخونة من حيث التذبذب والقوة في الهبوط وتعدد الأحداث.
تعددت الأسباب
كما يُقال "تعددت الأسباب والموت واحد", نعم تعددت الأسباب والهبوط واحد, حيث ينسب البعض هذا الهبوط إلى تطبيق قرار "تغيير وحدة تغير سعر السهم" وآخرون يرون في الأحداث الاقتصادية العالمية وانهيار مؤسسات مالية كبرى وعالمية سبباً في ترهيب السوق وهبوطه، ومهما تعددت هذه الأسباب فإن السوق مُصاب من قبل بالضعف في أدائه ويميل إلى الهبوط وقد تحدثت في تقريرنا الأسبوعي الصادر الجمعة الماضي عن استعداد السوق نفسياً للهبوط وما الأحداث والأخبار التي نسمعها تتردد وتلوكها الألسن إلا من قبيل صب الزيت على النار.
التفكير في أسباب الهبوط التي تتناقلها وسائل الإعلام العربية ومحاولة التأكد مما له علاقة من عدمه, هو في نظري من قبيل الدخول في دوامة أنت في غنى عنها، لذا أرى أن استخدام الرسم البياني لمن يتعامل بالتحليل الفني هو طوق نجاة ويزيد من الاستقرار النفسي، فمن يتعامل بالتحليل الفني عرف من قبل أن السوق لا يُحفز على المُتاجرة فيه لأسباب فنية أبسطها هو التقاطع السلبي بين متوسطات الحركة البسيطة ذات الأجل القصير.
لم ينجح أحد
نعم لم ينجح أحد من قطاعات السوق في الصعود, فجميع القطاعات سجلت هبوطاً تجاوز 6.5 في المائة وسبعة قطاعات كان أداؤها أسوأ من مؤشر السوق، وأقل القطاعات هبوطاً هما قطاعا الفنادق والزراعة بنسبة 6.5 و6.8 في المائة لكل منهما على التوالي، بينما كان الهبوط الأكبر والأقوى من نصيب قطاع الإعلام و"الاستثمار المُتعدد" بنسبة 12.9 و11.8 في المائة لكل منهما.
تبقت 6 أيام
سيُغلق السوق في يوم الثالث والعشرين بمناسبة اليوم الوطني وسيكون الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) الجاري آخر أيام التداول قبل إجازة عيد الفطر المُبارك, أي تبقت ستة أيام تداول فقط, وفي ظل الأجواء الحالية للسوق ومع توقفه لمدة ثمانية أيام قبل أن يعود للتداول بعد العيد فقد يختار البعض الخروج من السوق بدلاً من البقاء فيه إذ لا يرى في الأفق المحلي والعالمي ما يدعو للتحفيز على بقاء الأموال داخل السوق خلال إجازة العيد, واعتدنا أن يزداد البيع في آخر أيام تداول شهر رمضان, وهذا سيزيد من الضغط على السوق, فهل سنرى خروجا جماعيا؟
قبل العيد وبعده
نحن نقترب من نهاية الربع الثالث والكل يُفكر ماذا في جعبة الشركات المُساهمة من نتائج في هذا الربع, لهذا سيعيش السوق المزيد من حالة الترقب والانتظار قبل العيد وبعده، وسيعود المُتداولون بعد العيد وفي مخيلتهم أسئلة كبيرة مثل: ما نتائج شركة"سابك"؟ وما نتائج المصارف خاصة في ظل مُسلسل انهيار مؤسسات مالية ضخمة على الرغم من تصريح مُحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) بأن مصارفنا السعودية في منأى عن الأحداث المالية العالمية؟ وسنرى مدى دقة هذا الكلام عند صدور نتائج البنوك، وليست المصارف هي التي سينتظر المُستثمرون نتائجها بل حتى شركات التأمين, خاصة شركة التعاونية.
إذن السوق يعيش حالة ترقب وضبابية وعدم الوضوح في الرؤية قبل عيد الفطر المُبارك وبعده مع ارتفاع في مستوى التشاؤم، ويتساءل البعض: هل ستكون نتائج الشركات المُساهمة في الربع الثالث إيجابية ويكون العيد عيدين أم ينطبق على الشركات المُساهمة المقولة الدارجة بأنهم "جابوا العيد", أي سيُخفقون في تحقيق نتائج إيجابية وتحديداً شركة "سابك" التي يتأثر المُتداولون بنتائجها لا إرادياً.
الربح مع المُخاطرة
مما لا شك فيه أنه كلما زادت المُخاطرة زاد الربح والوضع الذي وصلت له أسعار الأسهم حالياً هي أسعار مغرية جداً على الرغم من حالة الضبابية والسوداوية التي تُحيط بالسوق، سواءً كنت مُستثمراً أو مُضارباً فإن الأسعار هي جاذبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, لذا يجب على المُتداول من مُستثمر ومُضارب أن يُراقب تحرك الأسهم ويدرسها من كثب ويُحاول تحديد الوقت الأنسب للدخول في السوق، مع العلم أن هناك قطاعات في جعبتها المزيد من الهبوط والنزيف مثل قطاع المصارف على الرغم من التوقعات القائلة بقوة نتائج البنوك.
من الصعب أن يتمكن المُستثمر من التقاط الأسهم في قاعها ولكن على المُستثمر أن يتحين الفرصة الأنسب ويختار في الفترة المقبلة ما لذ وطاب من الأسهم وحتى لو هبط السهم الذي اختاره فسيكون هبوطه في حدود معقولة والمهم هو الانتظار لما بعد العيد ومراقبة السوق من كثب.
أسهم الاكتتابات
تعمق الخلاف حول مدى نجاح الاكتتابات Ipo في حماية السوق, ومما لا شك فيه أنه مخطئ كل الخطأ من يعتقد أن الاكتتابات هي خير مُطلق أو أنها شر بالمُطلق، كما أن ما يُعاب على المُتحمسين للاكتتابات حتى النخاع أنه دخلت إلى السوق أسهم مُبالغ في أسعارها بسبب علاوة الإصدار ولم يُقتصر على شركات كبرى مثل "كيان", "معادن", و"الإنماء", أي الشركات ذات العيار الثقيل، والواقع يدعم قول المُشمئزين من أسهم الاكتتابات إذ رأى المُتداولون أسهم اكتتاب تتداول الآن بأقل من سعر اكتتابها وكان هذا بمثابة الصدمة وزادّ من حالة الضجر واشتد اللوم على هيئة سوق المال.
نعم السوق يحتاج إلى تعميق واستخدام الاكتتابات كوصفة لعلاج علل السوق هو تصرف جيد لكنه لا يعدو أن يكون حلا واحدا من بين عدة حلول، ولكن ما حصل إسراف واضح وانجراف لا معنى له وكأنه طوفان سيؤدي إلى سحق من هم في السوق، ألا يستحق الأمر من صاحب فكرة الاكتتابات بكثافة لتعميق السوق إلى إعادة النظر فيها وما العيب في التراجع والتنازل عن الرأي إذ كان هذا يصب في صالح المُتداولين.
لا يوجد مؤشر يقيس حركة أداء أسهم الاكتتابات Ipo سوى مؤشر بخيت لأسهم الإصدارات الأولية, الذي تقوم فكرته على إدراج أسهم الاكتتابات التي أيام تداولها أقل من 365 يوما حتى الآن، وسأستخدم هذا المؤشر وتحليله فنياً كما في شكل (1) الذي يُمثل حركة مؤشر بخيت لأسهم الإصدارات الأولية على الإطار الشهري، وفيه يتضح أن مؤشر الاكتتابات أغلق عند 334087 نقطة وأصبح تحت متوسط حركة تسعة أشهر (باللون الأزرق), كما أن متوسط حركة ثلاثة أشهر (باللون الأحمر) هو قريب من جداً من إحداث تقاطع سلبي مع متوسط حركة تسعة أشهر, ما يعني أن أداء أسهم الاكتتابات سيكون ضعيفاً خلال الأشهر المقبلة, وسنرى هبوطاً قوياً لها على مراحل ولا تستغرب إذا تكرر أمام ناظريك مشهد هبوط سهم اكتتاب في أول يوم له في السوق.
|