[صقر قريش]

أكد سفير السعودية لدى باكستان علي عواض عسيري عدم وجود ضحايا سعوديين في صفوف الوفيات. وقال عسيري أمس: «لا وفيات ولا مفقودين من السعوديين في حادثة الانفجار»، وعن اختفاء ستة سعوديين من نزلاء الفندق، قال: «تم العثور على جميع السعوديين من نزلاء الفندق الذي شهد التفجير، وهم: 12 سعودياً من بين 16 موظفاً للخطوط الجوية السعودية، وجميعهم بخير ولله الحمد باستثناء 5 تعرضوا لجروح وإصابات، إلا أنه يمكن القول إن جروح غالبيتهم طفيفة، باستثناء إحدى المضيفات التي تعرضت لبعض الكسور». وعن الوضع الأمني في باكستان، قال عسيري من غرفة الطوارئ في مستشفى الشفاء، الذي يعد من أفضل المستشفيات الباكستانية: «الوضع الأمني الحالي غير مستقر، وقد أبلغنا جميع الرعايا السعوديين المقيمين في باكستان بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر». وناوب عدد من موظفي السفارة السعودية في باكستان أمس إلى ساعات متأخرة من الليل لتلقي اتصالات أهالي وأسر السعوديين المقيمين في باكستان وغالبيتهم من الطلبة الذين يتابعون دراستهم في باكستان.
وافاد شهود في المكان انهم سمعوا انفجارا صغيرا تبعه انفجار أكبر. وذكر مسؤول امني باكستاني ان عددا من الاشخاص قتلوا لاضطرارهم الى القفز من الطابقين الثالث والرابع هربا من النيران التي اشتعلت اثر التفجير. واضاف ان «انتحاريا قاد شاحنة مليئة بالمتفجرات» وصدمها بالحاجز الحديدي الذي لا يبعد سوى عشرة امتار عن المدخل الاساسي للفندق.
ودمر الانفجار عشرات السيارات خارج الفندق كما حطم نوافذ في مبان على بعد مئات الامتار من الموقع.
وبدأ الحريق يندلع في مكانين على الاقل في المبنى وانتشر الى اجزاء اخرى من الفندق الذي يضم 290 غرفة ويقع على تلال مارغالا في وسط المدينة. وأشارت مصادر في الشرطة الى ان المبنى بات مهدداً بالانهيار. وادى الانفجار الى سقوط سقف قاعة الطعام حيث كان هناك ما يرواح بين 200 الى 300 شخص يتناولون الافطار. وقال صدر الدين حشواني، وهو مالك الفندق، ان السيارة التي تحمل المتفجرات تم ايقافها امام الحاجز الاول وكان الحرس يفحصونها بعد ان اثار الاهتمام بها كلب مدرب. أضاف: «نبههم الكلب وعندما بدأوا تفتيش السيارة فجر الرجل نفسه.»
وقال رحمن مالك، مستشار الشؤون الداخلية لدى رئيس الحكومة: « الآلية التي استخدمت في التفجير هي شاحنة».
واشار الى انه ليس واضحا بعد من وراء التفجير، لكن السلطات تلقت معلومات استخباراتية عن احتمال نشاط للمتشددين بمناسبة الخطاب الاول للرئيس آصف علي زرداري في البرلمان. واضاف ان الاجراءات الامنية شُددت على أثر تلك المعلوماتع الاتسخباراتية.
ومع ترجيح ارتفاع عدد القتلى مع استمرار البحث عن مفقودين تحت الانقاض، ذكر مستشفيان نقل اليهما جرحى وجود 10 أجانب جرحى بينهم الماني وسعودي ومجري وافغاني.
وذكرت «اسوشيتدبرس» ان مراسلها رأى مسؤولا في الخارجية الاميركية يستخدم قسطلا كعكاز وهو يقود ثلاثة من زملائه بين الانقاض، وأحدهم ينزف دما بغزارة.
وسارع البيت الابيض الى ادانة الاعتداء. وقال الناطق باسم البيت الابيض جون جوندرو ان «الولايات المتحدة تدين بقوة الهجوم الارهابي» وان «الرئيس بوش يقدم تعازيه الحارة الى عائلات ضحايا الاعتداء الهمجي». واضاف: «انه تذكير بالتهديد الذي نواجهه جميعنا. وستقف الولايات المتحدة الى جانب الحكومة الباكستانية المنتخبة ديموقراطيا لمواجهة هذا التحدي».
وجاء التفجير بعد ساعات قليلة من أول خطاب للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في البرلمان، في مكان لا يبعد كثيبرا عن الفندق، معلنا ان بلاده لن تتسامح مع أي خرق لسيادتها أو لاراضيها باسم محاربة الارهاب.