رد: الجمعة الاقتصادي
ألمانيا: الأزمة الراهنة ستغير وجه العالم وأمريكا ستفقد مكانتها المالية العظمى
الاقتصادية السعودية الجمعة 26 سبتمبر 2008 11:06 ص
أكد بير شتاينبروك وزير المالية الألماني أن الأزمة المالية العالمية الراهنة ستخلف آثارا عميقة وستحدث تحولات في النظام المالي العالمي. وأوضح الوزير الألماني أن الولايات المتحدة ستفقد مكانتها كقوة عظمى في النظام المالي العالمي ويجب أن تعمل مع شركائها للاتفاق على قواعد عالمية أقوى لتنظيم الأسواق.
وفي كلمة أمام مجلس النواب الألماني أمس قال شتاينبروك إن الأزمة المالية ستترك "آثارا عميقة" واقترح ثمانية إجراءات لمواجهة الأزمة من بينها فرض حظر على عمليات البيع على المكشوف بغرض المضاربة وزيادة رأس المال الإلزامي للبنوك للحد من مخاطر الائتمان.
وقال الوزير للبرلمان "العالم لن يعود أبدا إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ستفقد الولايات المتحدة مكانتها كقوة عظمى في النظام المالي العالمي، وسيصبح النظام المالي العالمي متعدد القطبية بشكل أكبر".
وألقى شتاينبروك باللائمة في الأزمة بالكامل على عاتق الولايات المتحدة وما وصفه بحملة أنجلوساكسونية لتحقيق أرباح كبيرة ومكافآت هائلة للمصرفيين وكبار مديري الشركات. وقال "العاملون في البنوك الاستثمارية والساسة في نيويورك، واشنطن، ولندن لم يكونوا مستعدين للتخلي عن كل هذا، "وول ستريت لن تعود أبدا إلى ما كانت عليه".
وحث الوزير الألماني المواطنين على الاستعداد لمواجهة معدلات نمو أقل وتطورات غير كافية في أسواق العمل" مشيرا إلى أن الاقتصاد الحقيقي لبلاده سيتأثر بالأزمة ولكنه قال إنه لا يمكن في الوقت الحالي التكهن بدرجة تأثر ميزانية ألمانيا بهذه الأزمة.
وتخطط الحكومة الأمريكية لضخ 700 مليار دولار لحل الأزمة الراهنة في أسواق المال، واتهم شتاينبروك الولايات المتحدة بالتقصير الشديد لعدم وجود قواعد كافية في البنوك الاستثمارية وفي التعامل مع شركات الاستثمار المالي.
من جهة أخرى، أظهر مسح اقتصادي لمؤسسة جيه.إف.كيه لأبحاث السوق في ألمانيا تراجع ثقة المستهلكين في الاقتصاد الألماني مما دفع المؤسسة إلى التخلي عن توقعاتها السابقة بارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين في الاقتصاد خلال العام الحالي ككل بنسبة 0.5 في المائة.
وذكرت المؤسسة أمس أنها عدلت توقعاتها بشأن معدل الثقة والإنفاق الاستهلاكي في ألمانيا خلال العام الحالي ككل ليظل عند المستوى نفسه العام الماضي في ضوء الأزمة المالية الطاحنة في الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه أعلنت المؤسسة التي يوجد مقرها في مدينة نورنبرج الألمانية إن مؤشر الثقة في الاقتصاد الألماني خلال تشرين أول (أكتوبر) المقبل بلغ 1.8 نقطة مقابل 1.6 نقطة خلال أيلول (سبتمبر) الحالي.
ولكن المؤسسة حذرت من أن هذه النتائج اعتمدت على مسح أجري قبل يوم الاثنين الأسود الأسبوع الماضي الذي انهارت فيه أسواق المال في العالم على خلفية إشهار إفلاس ليمان براذرز رابع أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة وما تلا ذلك من تحذيرات من دخول الاقتصاد مرحلة ركود.
|