[صقر قريش]

العظماء بين الناس


الاخلاق هي شكل من اشكال الوعي الانساني, تقوم على ضبط وتنظيم السلوك في كافة مجالات الحياة الاجتماعية دون استثناء, في المنزل مع الاسرة وفي التعامل مع الناس, وفي السياسة, في العلم وفي الاماكن العامة وقد وضع الدين اساسا لتنظيم حياة الانسان وعلاقته مع الاخرين وعلاقته مع نفسه, ومن جملة هذه العلاقات تتكون الاخلاق والقيم.
ولكن هل كلمة الاخلاق عامة للحسن والسيئ بمعنى ان الانسان المهذب العادل الذي ينصف الناس حتى من نفسه ويحسن التعامل مع الجميع دون تمييز هو من عنده اخلاق ونقيضه لا ام انه عنده اخلاق كريمة والاخر اخلاق غير كريمة. بمعنى ان الاخلاق منها الحسن والسيئ نحن نعلم اننا كمسلمين نستمد اخلاقنا من ديننا واقصد الاخلاق الحسنة لأن مكارم الأخلاق صفة من صفات الانبياء والصديقين والصالحين وقد قال خاتمهم وسيدهم صلى الله عليه وسلم (عليكم بمكارم الاخلاق فان الله عز وجل بعثني بها) وقد خص الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بآية جمعت له محامد الاخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا “وانك لعلى خلق عظيم” هذا سيد البشرية والمصطفى لدى خالقه كيف كان سلوكه هل تغيرت اخلاقه بتغير وضعه بين الناس. فما بال بقية البشر اليوم, ما الذي حازوه لتكون نفوسهم ارفع ممن حولهم العلم المكانة الاجتماعية المنصب هل مناصبهم اعطتهم العظمة التي يرجونا وعلو وعظمتهم لا تظهر الا بتصغير قيمة من حولهم. هل كل هذه ترتقي باخلاق صاحبها ام ان اخلاقه هو التي ترتقي بمكانته. هناك مقولة تحدد من هم العظماء فعلا (من العظماء من يشعر المرء بحضرته انه صغير ولكن العظيم بحق من يشعر كل من حوله بانهم عظماء). تحدثت واحدة عن احد الكتاب الذين يعتبرون انهم لسان حال الشعب وينقد المجتمع الذي يعيش فيه ويحاول وضع الاصبع على جراح المواطنين كما يحاول تصحيح اخطائهم الحياتية وسلوكهم. تقول انه جار وجارا من الجور والظلم في تعامله في الجميع فماذا نقول له هل لنفسك كان ذا التعليم.
احبتي من لم ترتق به اخلاقه لن يرتقي مهما علا منصبه حتى وان لامس النجوم “انك لم تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا”
فلنجعل هذه الايام المباركة شاهدا لنا على حسن الخلق وحسن التعامل مع الجميع فما منا من استعبد الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.

اخوي مجنونها انني من هواة النسخ واللصق