ذهبي نشيط
|
رد: خاتمة الرد في جواب : من بنى السد ؟
الجرعه الثامنه
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم يا المسلمين الثملان , وسلام على كل من يشهد أن لا أله الا الله وان محمدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بقية المسلمين شيعه وسنه واباضيه وقرضاويه في مشارق الأرض ومغاربها .
ومن العايدين لكم جميعا بما فيكم أبناء العم عيال اسحاق اللي أسأل الله يهديهم للأسلام كما هدى من قبلهم في الزمن البعيد رجل من أهل الجنه وهوعبدالله بن سلام وكما هدى في الزمن القريب رجل نسأل الله له الجنه والرحمه وهو محمد أسد .
وقبل أبتدي هذي الجرعه أحب أشكر رفيقنا سلام على ثناه العطر على علوم الشيخ الدكتور الشريف منقاش , وبعدها أقول :
بعد أنتهيت من جلسة المحاكمه بين ابن همام وابن ابي محمد ربطت الدسمال على وسطي ورديت عمامتي على متن راسي ثم انتصبت واقف وواصلت خطبتي البتراء اللي كلها تبحثات على بحث ابن همام , ومن ما قلت فيها :
يا ثماله , شرواكم من الرجال سبق وقالوا : يبن همام ويش أنت قايل في نسبة الأمطار اللي قال عنها المستعين بالله أنها كلما رجع بنا الزمن للوراء كم قرن كلما زادت نسبتها , وانها كانت غزيره قبل الفين سنه ؟ .
رد مستنكر وقال : أنتم تكلمون عن الفين سنه والا أكثر والا أقل , وهذا زمن ماهو شي في عمر الأرض والدوره المناخيه , ويكون في علمكم أن قلة الأمطار قديمه في جزيرة العرب والدليل المجاعات اللي سجلها التاريخ في الجاهليه والأسلام .
ومختصرها , أن زادت نسبة الأمطار في هاك العصور عن مطركم اليوم بشي فهي زياده زهيده ولا تستحق من ذاكر يجي على ذكرها .
رديت عليه وقلت : المجاعات يبن همام أستثناء ولا هي قاعده حتى تستدل بها على نسبة الأمطار في المدد الطويله والقديمه , وهذي عندك المجاعات اللي بين فتره والثانيه كانت تجتاح بلدان فيها منابع الأنهار وكثرة الأمطار مثل أوربا في القرن الماضي وديار الأحباش , وهذا يوسف بن يعقوب بن اسحاق ابن أبراهيم يوم كان بني أسرائيل على عدد أصابع اليد يفسر رؤيا عزيز مصر بسبع سمان ياكلهن سبع عجاف .
يبن همام أستنتاجك عن نسبة الأمطار يتعارض مع التاريخ ومع تجربة وخبرة الأجيال القريبه , ويتعارض مع بعض نصوصك اللي أستشهدت بها على بعض المعاني ونسيت دلالاتها على المناخ , ويتعارض مع العلم .
وحتى تعرفون ما يقصده منقاش , تعالوا معي لشوية تفاصيل :
أولها , من الخبره : واقول سيروا في الأرض , سيروا على شفيان ثماله وشوفوا بقايا آثار العرض اللي على متون الحدبان والجبال , وأقول متون الجبال حتى لا تخلطون بينها وبين العثري في بطون الأوديه والشعاب , وأذا وقفتم على أطلالها أسألوا عنها أللي في الثمانينات وما فوقها , أسألوهم , هم شاهدوها مزروعه والا لا ؟ .
يجيكم جوابهم , أنهم ما عمرهم شاهدوها مزروعه لأن الأمطار كانت ما تكفي من يوم لهموا الخبرفي صغرهم الى اليوم , لكنهم رايحين يضيفون ويقولون , أنهم أدركوا من كان قبلهم من المسنين وهم يقولون أن بعضهم لحقها وهي تزرع أعوام بعد أعوام على الأمطار ويصرم منها القصيل المحمل بسنبله , وهذا يوم كانت الحبوب أغلا من اللحوم , ومن غلاها ما ترمى الحبه في الأرض الا أذا كان باذرها متأكد من صلاحها , ومن هطول الغيث اللي يرويها حتى تستوي على سوقها ويحين حصادها .
أما الجيل اللي اليوم في أواخر الخمسينيات والستينيات وما فوقها فهم أدركوا بطون الركبان في الشعاب والأوديه وهي تزرع عثري (على المطر) حتى يصبح القصيل يتمايل من على متون العقمان بسنابله أذا داعبه نسيم الصبا والعوالي .
وين الأخيره اليوم ؟, ووين اللي قبلها؟, ما منها شي اليوم الا تاريخ يرويه الرواه , وانتهت زراعة العثري من قلة الأمطار اللي تناقصت , وهذا الكلام شهوده أحياء بينكم يشهدون على النقص الكبير في نسبة الأمطار في ظرف عدد من العقود .
ولا أنسى أذكركم أن نفس الجيل اللي اليوم في خمسينيات وستينيات العمر وما فوقها يتذكرون في صباهم ألأوديه يوم يطل عليها الناظر ويراها داجية بالخضار مزحومه بالبساتين على مدى النظر, بستان في سد بستان على طول الأوديه يتدلى من على جوانب أسوارها ثمار الرمان والعنب والخوخ والسفرجل والتفاح المروي على السواني .
لكن وينها اليوم ؟. كلها روحت مع من راح من أجيالها , والسبب تناقص الأمطار في فتره قصيره , وأن بقي منها شي ما يذكر فهو مروي على ماء الوايتات أكثر من البيار , ولو ما الري بالوايتات ما لقيت اليوم في بلاد ثماله ولا غيرها من ضواحي الطايف خضراء مثمره .
أذا كان هذا التغير يالنشاما في عدد محدود من السنوات , ويش رايكم في التغير والتناقص المستمر في نسبة الأمطار من الفين وثمانمية (2800) عام الى اليوم .
الجواب : أكيد أن الفرق عظيم ولا فيه وجه للمقارنه , وان الأمطار كانت غزيره في هاك العصر البعيد .
وثاني التفاصيل : تعرفون العرعر؟, أكيد كلكم تعرفونه , لكن اللي تعرفون شوية من بقايا العرعر في بعض الشفيان أشجارها متباعده وقصيره وجاثيه على ألأرض , يعني أنها ما أستطالت في السماء ولا تقاربت لأن العرعر ما يطول ويتقارب ألا أذا كان ريان من وفرة الأمطار .
طيب , ويش علاقة العرعر بموضوعنا ؟. الجواب : اللي فيكم يعرف عورش , عمره شاهد فيه عرعر طوال والا قصار ؟, الجواب : ولا عرعره واحده , لاطويله ولا قصيره , وأكثر ما فيه الأشجار الشوكيه اللي تصبر على الجفاف مثل الظهيا والسلم والطلح .
هذا حال أشجار عورش اليوم , لكن تعالوا معي وتعرفوا على عورش الأمس , تعالوا لكلام الشاعر الجاهلي ابن الكلب الهذلي اللي يوصف فيه عرعر عورش في هذا البيت اللي أستشهد به ابن همام في طرف كلامه عن المنازل واللي يقول فيه الشاعر :
وأمي قينة أن لم تروني @@@ بعورش وسط عرعرها الطوال
يعني أن الشاعر ابن الكلب الهذلي الجاهلي كان يتوعد فهم ويقول : يكون ولد غانيه ولا هو ولد أبوه أن ما كمن لفهم في عورش وسط عرعرها الطوال .
ويعلق محدثكم (أنا) ويقول , ليته نخم الشيطان ولا توعد أحد لأن نهايتها جات على راسه وقتله الفهمان .
والمقصود من هذا الأستشهاد أن عورش كانت تكسيه غابات العرعر الطوال اللي ما تقاربت أشجارها وطالت ألا بسبب رواها حتى سارت كثافتها ساتر يخفي الكامن وراه عن عيون الناظرين حتى يباغت عداه وينال منهم , وهذا جانب من اللوحه .
أما الجانب المعاكس من اللوحه فهو حال عورش اليوم اللي خلا من العرعر بسبب قلة الأمطار , وهذا دليل على أن الأمطار كانت غزيره في أيام الجاهليه وما قبلها على عورش وبالتالي على وادي جفن , ثم تناقصت عقد ورا عقد وقرن ورا قرن حتى وصلت لنسبتها المتدنيه في أيامكم هذي ياحمران العيون .
وحتى لا يزيد عليكم عيار الجرعه أتوقف عن الحديث عن نسبة الأمطار في الماضي , واحيلكم في ما تبقى عنها من تفاصيل على كلام رفيقكم المستعين بالله اللي فصل عن هذا الموضوع في حلقه من حلقاته .
أشكركم على المتابعه , وخلوكم معي في الحلقات الجايه من نقد البدوي منقاش لبحث رفيقه ابن همام , وسلامتكم ....
|