رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاحد5 شوال 1429 هـ الموافق5/9/ 2008
بعدما أفلتت من هبوط حاد بسبب إجازة عيد الفطر .. 6 أسواق تستأنف اليوم والسعودية غدا
هل تتحسن الأسهم الخليجية مع إقرار خطة إنقاذ المؤسسات المالية الأمريكية؟
عبد الرحمن إسماعيل من دبي - - 05/10/1429هـ
تستأنف أسواق الأسهم الخليجية نشاطها اليوم الأحد، عقب إجازة عيد الفطر التي استمرت خمسة أيام (السوق السعودية تعاود عملها غدا الإثنين) أفلتت خلالها من هبوط حاد شهدته الأسواق الدولية التي سجلت أكبر مستويات انخفاض لها منذ سنوات في أعقاب الرفض الأول للكونجرس الأمريكي لخطة الإنقاذ للمؤسسات المتعثرة وقبل معاودة إقرارها من قبل مجلس النواب مساء الجمعة.
وتبدأ الأسواق الخليجية يومها الأول من تداولات الربع الأخير الذي يعول عليه المستثمرون والمحللون الماليون كثيرا في أن يشهد تحسنا ملموسا بعدما منيت الأسواق كافة في الربع الثالث بأكبر تراجع في تاريخها خلال فترة ربعية خصوصا في شهر رمضان الذي سجل هو الآخر أكبر تراجع في شهر للأسواق كافة.
ومنيت سوق مسقط بأكبر الخسائر في الربع الثالث حيث تراجعت بنحو 25 في المائة في حين منيت سوق دبي بأكبر الخسائر في شهر رمضان أيلول (سبتمبر) حيث تراجعت بنحو 13.3 في المائة, وكانت سوق البحرين أقل الأسواق خسارة حيث تراجعت في الربع الثالث بنحو 10.8 في المائة وفي شهر رمضان 8.4 في المائة.
وخسرت الأسهم الإماراتية نحو 81 مليار درهم من قيمتها السوقية الشهر الماضي و172.8 مليار درهم في الربع الثالث ككل لتصبح السوق متراجعة منذ مطلع العام بنسبة 21.1 في المائة، لتكون بذلك ثاني أسوأ الأسواق أداءً بعد السوق السعودية التي تتراجع بنحو 32.4 في المائة منذ مطلع العام.
وبحسب الخبير الاقتصادي د. أحمد البنا فإن أسواقنا لحسن حظها كانت في إجازة عيد الفطر ولولا ذلك لشهدت مثل بقية الأسواق الدولية تراجعات حادة فقد تراجع مؤشر داوجزنز 700 نقطة كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 20 في المائة، كما سجلت البورصات الأوروبية والآسيوية نسب هبوط حادة أيضا قبل أن تتحسن مع إقرار مجلس الشيوخ خطة الإنقاذ الأمريكية بقيمة 700 مليار دولار.
وتترقب الأنظار اليوم افتتاحيات الأسواق الخليجية للربع الأخير وعقب إجازة العيد وسط تساؤلات تدور حول مدى تفاعل الأسواق الخليجية مع الدولية التي سجلت تحسنا ملموسا عقب إقرار مجلس النواب خطة الإنقاذ, وهل ستتوقف عمليات التسييل التي تقوم بها محافظ وصناديق الاستثمار الأجنبية، التي استمرت على مدار 15 أسبوعا كبدت كافة الأسواق الخليجية نسب هبوط حادة.
وفقا لتقرير سوق دبي المالي بلغت قيمة مبيعات الأجانب خلال شهر رمضان فقط عشرة مليارات درهم مقابل مشتريات بقيمة ثمانية مليارات درهم ليصل صافي الاستثمار إلى ملياري درهم كمحصلة بيع.
ويسود جو من التفاؤل لدى غالبية المتعاملين والمحللين من أن الربع الأخير من العام سيشهد تحسنا قويا ربما يمكن الأسواق من استرداد جزء كبير من خسائرها الفادحة، وكما يقول الدكتور همام الشماع المستشار الاقتصادي لشركة الفجر للأوراق المالية فإن الأسوأ قد مر على أسواق الإمارات ولن يتكرر مشهد شح السيولة بعد أن شخص المصرف المركزي العلة المتمثلة في خروج 90 في المائة من أموال المضاربة، وبعد أن باشر بضخ سيولة إلى الجهاز المصرفي، حيث نعتقد أنه سيرفعها إلى أكثر من 50 مليار درهم التي أعلن عنها تماشيا مع حاجة الأسواق.
كما أن من المتوقع كما يقول الشماع أن تبدأ مظاهر تحسن السيولة في الأسواق بالظهور تدريجيا وسيكون ارتفاع حجم وقيمة التداولات اليومية مؤشرا على ذلك بحيث لن يكون لتسييلات الأجانب لو حدثت التأثير القوي نفسه الذي شاهدناه على امتداد شهر آب (أغسطس) ومنتصف أيلول (سبتمبر). وإذا ما صحت استنتاجاتنا بشأن التوقف الحالي لمبيعات الأجانب، فإننا سنشهد ارتفاعات جيدة للأسواق في الأسابيع المقبلة.
وينصح الشماع المستثمرين بالتمسك بأسهمهم وعدم الانجرار وراء سلوك الفرار الجمعي "السوق لا تعاني خللا في أدائها أو في أداء الشركات المدرجة وسترتد حتما بقوة الهبوط نفسه وبسرعة قد لا يتمكن معها من باع أن يعيد الشراء حتى عند المستويات التي باع عندها".
كما يعول المتعاملون كثيرا على بدء شركة إعمار العقارية التي سجل سهمها أكبر نسبة انخفاض منذ مطلع العام تجاوز 50 في المائة في تفعيل برنامج إعادة شراء 10 في المائة من أسهمها بعدما أعلنت الشركة منتصف الشهر الماضي أنها ستبدأ في الشراء اعتبارا من الأول من الشهر الجاري، وهو ما يتوقع أن يحدث تحسنا واضحا في سعر السهم وفي السوق ككل.
ووفقا للموافقة الثانية التي حصلت عليها "إعمار" من هيئة الأوراق المالية والسلع في كانون الأول (ديسمبر) الماضي فإنها ستشتري 10 في المائة من رأسمالها الذي يقدر بنحو ستة مليارات درهم موزعة على ستة مليار سهم، غير أنها ليست ملزمة بشراء النسبة كاملة, وأغلق سهم "إعمار" في آخر أيام التداولات قبل إجازة عيد الفطر مرتفعا بنسبة 3.3 في المائة عند سعر 7.75 درهم.
وفي سوق الكويت يترقب المتعاملون أيضا دخولا مؤثرا لهيئة الاستثمار الكويتية الذراع الاستثمارية للحكومة، التي أعلنت عن رصد ما لا يقل عن 300 مليون دينار لمساندة السوق التي سجلت الشهر الماضي تراجعا بنحو 11.1 في المائة، وفي الربع الثالث 17 في المائة, ولا تزال السوق الكويتية الوحيدة خليجيا التي تسجل نموا إيجابيا بنحو 2.2 في المائة منذ مطلع العام بعدما قلصت مكاسب النصف الأول من العام التي بلغت 23 في المائة.
وطول الشهر الماضي سجلت الأسهم القيادية في السوق الكويتية تراجعات قوية إلى الدرجة التي هبط فيها سهم بيت التمويل الكويتي "بيتك" أبرز الأسهم في قطاع البنوك أكثر من مرة بالحد الأقصى هبوطا المحدد بـ 100 فلس.
كما يأمل القطريون في سوق الدوحة والعمانويون في سوق مسقط أن تعود السوقان اللتان كانتا معا حتى نهاية النصف الأول من العام من أفضل الأسواق أداءً في الخليج إلى القوة نفسها التي كانتا عليها في النصف الأول من العام، فقد سجل سوق مسقط ارتفاعا قياسيا بلغ 25.3 في المائة وسوق الدوحة 23.8 في المائة، غير أن حدة الهبوط التي تعرض لها السوقان بدءا من تموز (يوليو) وحتى مطلع شهر رمضان عصفت بمكاسبيهما معا وتحولا من الارتفاع القوي إلى الهبوط إلى الدرجة التي أصبحت معها سوق مسقط أكبر الخاسرين في الربع الثالث بنسبة 25 في المائة ولا تزال متراجعة منذ مطلع العام بنسبة 6 في المائة، كما خسرت سوق الدوحة في الربع الثالث 21.4 في المائة من قيمتها وبقيت متراجعة منذ مطلع العام بنسبة 2.7 في المائة.
وعلى الرغم من أن سوق البحرين عادة ما توصف بأنها سوق متوازنة بعيدة عن المضاربة نظرا لمحدودية نشاطها إلا أن الأمل يراود مستثمريها في أن تبدأ السوق المتراجعة منذ مطلع العام بنحو 10.2 في المائة أقل الأسواق خسارة في استرداد خسائرها والتحول إلى اللون الأخضر.
وتعاني السوق البحرينية ضعفا شديدا في أحجام وقيم تداولاتها التي ظلت طيلة الشهر الماضي تشهد تعاملات يومية بأقل من نصف مليون دينار, ولا تزال السوق كبقية أسواق الخليج تخضع لتأثير أسهم محدودة للغاية أبرزها سهما "السلام" و"الإثمار" في قطاع البنوك و"بتلكو" في قطاع الخدمات.
وبالنسبة للسوق السعودية فتستأنف تعاملاتها غدا الإثنين عند مستوى 7458.5 نقط وهو المستوى الذي أغلقت عنده مع ختام تداولاتها قبل إجازة عيد الفطر المبارك في الـ 28 من أيلول (سبتمبر) الماضي. وهذا المستوى هو الأول، وهذا المستوى الذي بلغته السوق في تعاملاتها يعد الأول منذ الثالث تموز (يوليو) 2007.
وفي تعاملات اليوم الأخير، لم يربح في السوق السعودية سوى ثلاثة قطاعات: الأسمنت (0.73 في المائة)، الاستثمار الصناعي (2.07)، والنقل (2.82)، وقاد القطاع الزراعي ركب الخاسرين (4.08 في المائة). وأغلق قطاع التأمين متراجعا بنسبة 3.46 في المائة وكان على رأسه سهم "سايكو" الذي أغلق أمس منخفضاً بالنسبة القصوى عند 32.4 ريال وهو أدنى إغلاق له منذ الإدراج وبكميات تداول بلغت 203.6 ألف سهم تزيد بنسبة 75.5 في المائة على كميات تداوله في جلسة الأربعاء الماضي التي بلغت 116 ألف سهم، كذلك أغلق سهم "سلامة" أمس عند أدنى سعر له منذ الإدراج وهو مستوى 57.5 ريال منخفضاً بنسبة 9.09 في المائة وبكميات تداول بلغت 444 ألف سهم تزيد بنسبة 118.9 في المائة على كميات تداوله في جلسة الأربعاء التي بلغت 202.8 ألف سهم.
|