أسوأ خسارة لسوق المملكة (144 ملياراً) وأعلى نسبة تراجع بواقع 9.8% البورصات العالمية خارج السيطرة والسعودية الخاسر الأكبر

متعاملون في إحدى صالات الأسهم بالرياض
الرياض، الدمام: شجاع الوازعي، خالد الغربي، سعد العريج
فقدت سوق الأسهم السعودية أمس 144 مليار ريال من قيمتها السوقية في أسوأ خسارة لها منذ هزة فبراير 2006،وكذلك في أعلى نسبة تراجع تسجلها منذ أكثر من عام مع إغلاق المؤشر عند مستوى 6726.6 نقطة مسجلا انخفاضا نسبته 9.81% أي ما يعادل731.89 نقطة وسط عروض بلا طلبات تذكر.
ووصف خبراء اقتصاديون يوم أمس "الاثنين" بأحد أسوأ الأيام في تاريخ السوق السعودية والتي كانت الخاسر الأكبر بين بورصات العالم مع حدوث هلع وإغماءات بين المتداولين في الصالات.
و تهاوت مؤشرات البورصات الخليجية بشدة أمس، حيث تراجعت بورصة الكويت إلى ما دون 12 ألف نقطة للمرة الأولى منذ 15 شهرا وخسرت 4.3% من قيمتها، كما هبطت بورصة دبي 6.7% وأنهت بورصة أبوظبي تداولاتها منخفضة 6.5% وتراجعت سوق الدوحة 43،4% فيما هوت بورصة مسقط 7.6%.
ولم تكن الأسواق العالمية أحسن حالا فقد هوت البورصات الأمريكية والأوروبية والآسيوية بشكل كبير مع تزايد انتشار الأزمة المالية مرغمة الحكومات على التدخل لطمأنة المودعين.
وانخفضت الأسهم الأوروبية 8.6% مسجلة أسوأ نسبة مئوية للهبوط في يوم واحد على الإطلاق كما تراجع مؤشر داو جونز دون 10 آلاف نقطة للمرة الأولى في 4 أعوام.
فقدت سوق الأسهم السعودية أمس 144 مليار ريال من قيمتها السوقية التي كانت قد أغلقت عليها في نهاية تعاملات شهر رمضان الماضي، إذ بلغت الأسهم المدرجة عقب هذه التراجعات 1.3 تريليون ريال، وسط إغلاق معظم أسهم الشركات المتداولة على عروض عالية في ظل عدم وجود طلبات تذكر.
فيما طالب خبراء اقتصاديون ومتعاملون في سوق الأسهم السعودية فور إغلاق تعاملات السوق يوم أمس هيئة السوق المالية بضرورة وقف تعاملات السوق إلى حين عودة الثقة المفقودة إلى نفوس المتداولين، جاء ذلك عقب إغلاق مؤشر السوق أمس منخفضا بالنسبة القصوى تقريبا في أسوأ انخفاض تشهده الأسهم السعودية منذ أكثر من عام وكذلك في خسارة تعتبر الأعلى التي تسجل في يوم واحد منذ هزة فبراير 2006 الأخيرة .
وذكر مسؤولون في بعض صالات التداول البنكية لـ"الوطن" أن تراجع مؤشر السوق على انخفاض حاد منذ لحظة الافتتاح الأولى قاد إلى هلع وإغماءات في أوساط بعض المتداولين وخصوصا بين المصابين بالضغط والسكري.
من جهته استغرب عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الحميد العمري في تصريح لـ"الوطن" أمس عدم تدخل الجهات المعنية لتبرير الأسباب الحقيقية وراء الانخفاض الحاد الذي شهده مؤشر السوق منذ اللحظة الأولى لافتتاح مؤشر السوق العام، مشيرا إلى أن اللحظة الأولى فقد أفقدت سوق الأسهم السعودية 134 مليار ريال من قيمتها النقدية.
وقال "من المفترض أن تتفاعل هيئة السوق المالية مع هذا التراجع الحاد سريعا، من خلال إيقاف تعاملات السوق إلى حين عودة الثقة من جديد إلى نفوس المتعاملين فيه"، مؤكدا على أن الأزمة الحالية التي تمر بها تعاملات السوق غير مبررة ولا يمكن إسنادها للأزمة الاقتصادية العالمية.
وأكد العمري أن السعي وراء جذب ثقة المتداولين في السوق المالية السعودية والبنوك المحلية هو أبرز الأدوات التي ستحقق ارتفاعات مجزية خلال الفترة المقبلة، مؤكدا على أن إعلان بعض البنوك عن أرباح مجزية في نتائج الربع الثالث لم يشفع لها تحقيق أي نوع من الارتفاعات أمس.
ووصف أداء مؤشر السوق العام أمس بأنه (الأسوأ)، مشيرا إلى أن تعاملات أمس لم تشهد أي نوع من أنواع الارتداد كما كان يحدث في السابق أثناء الانخفاضات السريعة.
من جهة أخرى طالب الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة هيئة السوق المالية بإيقاف تعاملات السوق إلى حين انتهاء الأزمة الحالية، مشيرا إلى أن محافظ المستثمرين الأفراد والمؤسسات في سوق الأسهم لم تعد تتحمل انخفاضات جديدة.
وتمنى باعجاجة من المتعاملين في السوق ضرورة التحلي بالصبر، مشيرا إلى أن الأزمات المالية المتلاحقة تحتاج إلى نفس طويل من قبل المستثمرين.
من جهته قال المحلل المالي محمد العنقري لـ"الوطن" :"ما يحدث في السوق السعودية أمر طبيعي نتيجة الأزمات اقتصادية العالمية", مبينا أن حركة الأسواق حاليا تخرج عن التقييم المالي والفني, إذ تتولد فيها الفرص الاستثمارية.
وأوضح العنقري أن أسعار أسهم الشركات المدرجة في تعاملات السوق عقب إغلاق الأمس في مناطق شراء مغرية، عقب وصولها لقيعان تاريخية.
وأضاف العنقري :"يعتبر اقتناص الفرص من قبل المتعاملين في السوق من الذكاء الاستثماري, كما أنه ينبغي على المستثمرين مراقبة تداولات السوق المحلية خلال فترة التقلبات التي ستستمر حتى انتهاء إعلانات الربع الثالث", مشيرا إلى أن ما حدث أثناء تعاملات أمس كان أحد أسبابه الذعر العام المتراكم في نفوس المتعاملين في جميع الأسواق المحلية والعالمية.
وأشار إلى أن الأسواق الخليجية تتأثر بالدرجة الأولى بالاقتصاد العالمي كونها غير متنوعة بشكل كبير كباقي الأسواق الكبرى ذات التنوع, موضحا أن التأثير عليها أقوى خصوصا أن التعامل في الأسواق الخليجية فردي بشكل كبير.
وأضاف العنقري أن هناك أسباباً أخرى أثرت بالسوق من أهمها عدم وجود نية للتدخل أو التحرك من قبل الجهات المعنية في السعودية لحل هذه الأزمة, كباقي دول العالم وخاصة الدول الخليجية المجاورة, بالرغم من وجود معروض نقدي وفير واحتياطيات ضخمة.
وشدد على أن الجهات المعنية بالمتابعة والمراقبة لابد أن توجد خطة لدعم السوق بأي حال من الأحوال بشكل مباشر أو غير مباشر, لافتا إلى أن قطاع المصارف السعودية هو أكثر القطاعات المتضررة.
وأضاف قائلا" إن مشكلة قطاع المصارف عدم وجود الشفافية فيها, حول حجم دخول المصارف السعودية في الأسواق الدولية, وإنه لابد من كشف تام عن هذا الموضوع حتى يعرف حجم المشكلة ليتم بعد ذلك تقييمها".
من جهته أكد مضارب في سوق الأسهم "رفض الكشف عن اسمه" أن لدى المستثمرين حاليا فرصة تاريخية نادرة للدخول في سوق الأسهم, معتبرا أن الاقتصاد السعودي بعيد كل البعد عن الأزمة الأمريكية بشكل مباشر.
ويرى أن انهيار اقتصاد العالم الغربي ونمو اقتصاديات أخرى في الصين والدول الخليجية النفطية الناشئة ولّد فرصاً استثمارية جديدة تتوفر فيها جميع شروط النمو الاقتصادي الجديد, مشيرا إلى أن 93% من المتداولين في سوق الأسهم السعودية أفراد يتأثرون بعوامل نفسية.
وقال "على المستثمر الدخول في هذه النقطة للاستثمار في هذا السوق الناشئ الواعد". من جهة أخرى ذكر المستثمر أحمد الخالدي أن جميع المتداولين يتطلعون هذه الأثناء إلى وجود حل جذري من قبل الجهات المعنية لإنقاذ المتعاملين في السوق من أزمة خانقة قد تحدث مستقبلا، مشيرا إلى أن تراجع معدلات السيولة النقدية أمس أمر طبيعي في ظل ارتفاع نسبة المعروض وعدم وجود أوامر شراء حقيقية.
هوت البورصات الأمريكية والأوروبية والآسيوية بشكل كبير
أمس فيما يتزايد انتشار الأزمة المالية في أوروبا مرغمة الحكومات على التدخل لطمأنة المودعين.
وسجلت جميع البورصات الأوروبية تراجعا كبيرا حيث حذت حذو البورصات الآسيوية التي حققت أيضا انخفاضات مرتفعة في ظل تزايد المخاوف من صحة الاقتصاد في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتراجعت الأسهم الأوروبية بنسبة 7% إلى أقل مستوياتها في 4 سنوات في أواخر تعاملات أمس متأثرة بتراجع أسهم البنوك والطاقة بالإضافة لانخفاض في وول ستريت حيث اخترق
مؤشر داو جونز الصناعي مستوى مهما.
وتراجع مؤشر داو جونز في بورصة نيويورك أمس إلى ما دون عتبة عشرة آلاف نقطة وذلك للمرة الأولى منذ أكتوبر 2004،
متأثرا بتصاعد الأزمة المالية في أوروبا. ولم يغلق المؤشر دون عشرة آلاف نقطة منذ خمسة أعوام.
وتراجع داو جونز بنسبة 3.11%، أي ما يوازي 320 نقطة، ليبلغ 10004 نقطة. وكان تراجع لدقائق إلى 9983 نقطة.
وخسر مؤشر ناسداك 4.01% ليبلغ 1869 نقطة. كما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 3.85% ليبلغ 1056 نقطة.
وتراجع مؤشر رئيسي للأسهم الأوروبية الكبرى بنسبة 8.6 % في أواخر تعاملات أمس متجها لأسوأ نسبة مئوية للهبوط في يوم واحد على الإطلاق ومخترقا مستوى مهما للمرة الأولى في أربع سنوات. وانخفض مؤشر يوروفرست 300 بنسبة 7.6 % إلى 1007.30 نقاط بعدما تراجع لما يصل إلى 8.6 % ليهبط إلى 996.02 متراجعا دون ألف نقطة للمرة الأولى منذ أواخر أكتوبر 2004.
ومنيت أسهم البنوك بأكبر خسارة وقادها رويال بنك أوف سكوتلاند الذي انخفض بنسبة 19.4 % في حين تراجع سهم بنك يو.بي.إس بنسبة 13.5 %.
لكن أسهم شركات الطاقة كانت صاحبة أكبر تأثير في انخفاض المؤشر حيث تراجع سهما بي.بي ورويال داتش شل بنسبة 7.3% و7.9 % على التوالي.
وأقفل مؤشر "كاك 40" في بورصة باريس جلسات التداول على تدهور بنسبة 9.04% وهو الأكبر خلال جلسات التعامل منذ بدء العمل به في 1988 وذلك على خلفية الخشية من تفاقم جديد في الأزمة المالية.
وتراجع مؤشر "داكس" الذي يضم أكبر 30 مؤسسة اقتصادية ألمانية بمقدار 4.55 % ليسجل 5533 نقطة في تراجع غير مسبوق منذ يوليو 2006.
وسجل مؤشر "إم داكس"، الذي يضم أسهم 70 شركة متوسطة الحجم، 6340 نقطة بتراجع مقداره 5.42 % فيما هبط مؤشر "تك - داكس" لأسهم شركات التكنولوجيا بمقدار 5.33% ليسجل 644 نقطة.
وهبطت البورصة السويسرية 3.7 %، فيما سجل مصرف UBS، أكبر مصارف البلاد، انخفاضاً قدره 10 %، وهو أقوى انخفاض بين المؤسسات العشرين، وذلك قبل أن يتمكن مِن استعادة 2 % من خسائره. كما انخفضت أسعار أسهم مصرف كرديه سويس، ومصرف جوليوس بار الخاص، في حين سجَّلت نوفارتيس، أكبر المؤسسات الصيدلانية في البلاد، انخفاضاً بلغ 4 %.
ومما يثير المخاوف في أوربا، طبقاً للمحللين الماليين والمصرفيين، أنَّ الانخفاض جاء على الرغم مِن نشاطات مالية وسياسية محمومة شهدتها أوروبا خلال عطلة نهاية الأسبوع لدعم الأسواق المالية الأوربية، كقمة مجموعة الأربعة المُصغرة في باريس ، وإجراءات هولندية ـ بلجيكية مُشتركة لمنع انهيار مصرف فورتيس، وإعلان ألمانيا تقديم ضمانات دون حدود لكافة المدخرات الخاصة.
وتراجعت بورصتا موسكو "آر تي إس" و"ميسيكس" 7.6% و 9.6% على التوالي بعد حوالي 20 دقيقة من بدء التداول.
وشهدت البورصات الآسيوية يوما عصيبا أمس مجددا متأثرة بانتشار الأزمة المالية في أوروبا وبسبب عدم اطمئنانها الى خطة الإنقاذ الأمريكية.
وتراجع مؤشر نيكاي في بورصة طوكيو بنسبة 4.25% عند الإقفال مسجلا أدنى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات ونصف السنة بسبب مخاوف متزايدة من صحة الاقتصاد في الولايات المتحدة وأوروبا وتراجع سعر الدولار في مقابل الين. وشهدت أسهم المصارف اليابانية الكبيرة اضطرابات كبيرة.
وقال محللون لدى "آر بي سي كابيتال ماركتس" أمس إن "إقرار الخطة بولسون يشكل المرحلة الأسهل في هذه العملية"، مضيفين أن "هذه الخطة لن تمنع حصول تباطؤ أو انكماش في الولايات المتحدة".
وقال أكيرا إيشيدا الوسيط لدى "تشوو سيكيورتيز" في طوكيو "الآن مع تمرير خطة الإنقاذ المالي ينتقل الاهتمام إلى الوضع الفعلي للاقتصاد الأمريكي".
وأقفلت بورصة شنغهاي أمس على تراجع 5.23% مع استمرار القلق من الاضطرابات المتواصلة في القطاع المالي في الولايات المتحدة وأوروبا. كما أقفلت بورصة هونج كونج متراجعة 5%.
وفي ظل هذه الظروف ستبحث الصين واليابان في سبل تسريع إنشاء صندوق نقدي آسيوي يخصص له 80 مليار دولار ويسمح بحماية آسيا من الأزمة المالية.
وبدأ بنك اليابان المركزي أمس اجتماعا يستمر يومين حيث يتوقع
المراقبون أن يترك أسعار الفائدة دون تغيير، ولكنهم قالوا أيضا إنهم يتطلعون إلى إقرار خفض نادر في أسعار الفائدة في نهاية العام.
في الوقت نفسه ضخ بنك اليابان المركزي تريليون ين "9.6 مليارات دولار" في الأسواق وذلك للمرة الرابعة عشرة على التوالي من أجل التخفيف من أي اختناقات في الأسواق المالية وتوفير السيولة لعمليات الإقراض الائتمانية.
وبلغ إجمالي حجم السيولة التي جرى ضخها في الاقتصاد من جانب بنك اليابان 25.3 تريليون ين وذلك منذ أن طلب بنك ليمان برازرز للاستثمار الأمريكي إشهار إفلاسه في 15 سبتمبر الماضي.
وانخفضت الأسهم في تايوان أكثر من 4 % عند الإغلاق أمس في الوقت الذي يشعر فيه المستثمرون بالقلق حيال التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وانخفض مؤشر تايكس بواقع 236 نقطة أو ما يعادل 4.12% ليصل عند الإغلاق إلى 5505 نقاط.
وقال تشيو هسين ـ لين نائب الرئيس التنفيذي للبنك الصناعي للسندات التايوانية "انخفضت الأسهم الآسيوية الرئيسية أمس نظرا لأنه، على الرغم من الموافقة على خطة الإنقاذ الأمريكية البالغ قيمتها 700 مليار دولار في الكونجرس الأمريكي، لا يعتقد العديد من الأمريكيين أنه بوسع هذه الخطة حل جميع المشاكل الاقتصادية الأمريكية".
وأضاف أن السبب الآخر هو أن الأرقام الاقتصادية التي صدرت في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي لا تبعث على التشجيع.
وانخفضت الأسهم الفلبينية بنسبة 2.59% حيث التزم المستثمرون موقف الترقب حيال خطة الإنقاذ الأمريكية.
وانخفض مؤشر بورصة الفلبين المكون من 30 سهما بمقدار 66.68 نقطة ليغلق على 2499 نقطة.