[عثمان الثمالي]

الأسهم السعودية تكتسي باللون الأخضر لليوم الثاني على التوالي والسيولة هي الأكبر منذ نهاية يوليو الماضي مباشر الثلاثاء 14 أكتوبر 2008 4:17 م

واصل السوق السعودي الارتفاعات الكبيرة للجلسة الثانية على التوالي حيث افتتح اليوم تداولاته علي ارتفاع فاقت نسبته الـ6% وواصل بعدها الصعودي القوي وسط ارتفاع جماعي للأسهم والقطاعات على حد سواء لتصل ذروة تلك الارتفاعات عند ما تخطي خلال الساعة الأولي من التداولات الـ8% ارتفاعا إلا أن قلص قليلا من أرباحه في نهاية التعاملات ليغلق مقتربا من مستوي الـ7 آلاف النفسي وتحديدا عند النقطة 6825 بارتفاع 7.29%، وبارتفاع السوق اليوم يكون قد كسب 1034 في الارتفاعات القوية في الجلستين الأخيرتين بالإضافة إلى الارتفاع الطفيف (+19) في الجلسة السابقة لتلك الجلستين ليعوض بذلك 62% من الخسائر التي مني بها المؤشر في الأربع جلسات التالية لإجازة عيد الفطر والتي خسر فيها المؤشر 1663 نقطة، وبهذا أيضا تنخفض تراجعات المؤشر من أول العام لتصل إلى 38%.




وقد سجلت السيولة اليوم مستويات مرتفعة جدا مقارنة بما كانت تسجله في الأسابيع القليلة الماضية حيث بلغت اليوم 10.5 مليار ريال وهي الأعلى لها منذ نهاية يوليو 2008 وتحديدا في اليوم الثاني من إدراج سهم معادن بالسوق، وتزيد قيم تداولات اليوم بنسبة 26.5% عن قيم التداولات في جلسة أمس والتي بلغت 8.3 مليار ريال، ويمكن ارجاع الزيادة في السيوله حالة التفاؤل التي سادت متداولو السوق وأصبحوا يقبلون على الشراء بشكل مكثف بعد حاله الهلع التي كانوا عليها في الأيام الماضية وقت هبوط الأسواق، وأيضا قرار مؤسسة النقد بخفض الفائدة على الريال والذي يزيد من السيولة.
ودعم ارتفاعات السوق في جلسة أمس واليوم أيضا دخول قوة شرائية من المحافظ والصناديق الاستثمارية على الأسهم القيادية وبخاصة سهم سابك وكذلك الراجحي والاتصالات وهو ما يفسر الكميات الكبيرة التي يتم تداولها على سابك وباقي القياديات في جلسة اليوم وأيضا في الأيام القليلة الماضية وذلك حسبما أكد عدد من المحللين، حيث نجح سهم سابك اليوم في تخطي حاجز الـ 100 ريال مرتفعاً بنسبة 5.9% عند 103 ريال وبكميات تداول بلغت 15.9 مليون سهم تزيد بنسبة 98.75% عن كميات تداوله فى جلسة أمس والتى بلغت 8 مليون سهم.
و للجلسة الثانية على التوالى أغلقت جميع قطاعات السوق فى المنطقة الخضراء يتصدرها قطاع التشييد و البناء مرتفعا بالنسبة القصوى،كما ارتفع كلا من قطاع النقل و قطاع التجزئة و الاستثمار المتعدد و التطوير العقارى(الذى كان متصدرا الارتفاعات أمس)،و قطاع الزراعة بالنسبة القصوى.كما ارتفع قطاع البتروكيماويات بنسبة 7.51% و كان قطاع الطاقة أقل القطاعات ارتفاعا حيث أغلق تعاملاته مرتفعا بنسبة 4.7%بعد أن كان مرتفعا فى جلسة أمس بنسبة 8.07%.




و بالنسبة الى نصيب القطاعات من إجمالى قيم التداولات فقد تصدرها قطاع البتروكيماويات مستحوذا على ما نسبته 25.43% محققا 2.6 مليار ريال مقارنة بمبلغ 1.7 مليار ريال فى جلسة أمس بزيادة 52.9%،و هبط قطاع المصارف الى المرتبة الثانية مستحوذا على ما نسبته 24.82% من إجمالى قيم التداولات محققا ما نسبته 2.59 مليار ريال و هى على الرغم من ذلك تزيد بنسبة 12.6% عن القيم التى حققها القطاع فى جلسة أمس و البالغة 2.3 مليار ريال،تلاهم قطاع الاتصالات باستحواذ بلغ 11.74% ليحقق 1.2 مليار ريال بزيادة بلغت نسبتها 20.3% عن قيم التداولات التى حققها القطاع فى جلسة أمس و التى تجاوزت 997 مليون ريال،بينما استحوذ قطاع الاستثمار الصناعى على ما نسبته 9.63% بقيمة تجاوزت المليار ريال،فيما بلغ نصيب باقى القطاعت من إجمالى قيم التداولات 28.38%.




وبرر د.عبدالله باعشن رئيس مجلس ادارة شركة الفريق الاول للاستشارات المالية الارتفاعات القوية للسوق السعودي اليوم، بانها راجعه الى العامل النفسي لدى المتداولين، مضيفا : اننا يجب ان نكون واقعيين فلا نتفائل او نتحفز بشكل مبالغ فيه، جاء هذا في حوار له مع قناة cnbc عربية.
واعتبر باعشن ما حدث راجع الى عوامل نفسية، مشيرا الى انه ليس من المنطقى ان ينخفض قطاع كالقطاع العقاري بهذه النسب من الانخفاض بما به من شركات رائدة في اماكن من اغلى الاماكن في العالم واصولها باللغة المحاسبية في ارتفاع مستمر، ذلك بالاضافة للشركات بقطاعات الاسمنت او الخدمات.
ولكن من ناحية اخرى، يرى باعشن ان قطاع كالقطاع المالي والتامين سيتاثر بلا شك بما يحدث في العالم نتيجة لارتباطه بها، وهو ما اعلنه بعض البنوك في نتائجهم من انهم رصدوا بعض الاحتياطيات تحسبا لاي تضرر بمحافظهم، مشيرا الى ان بعض البنوك حققت نتائج جيدة ، بالتالي هناك شركات قوية تحقق ارباح وقاعدتها الاقتصادية متينة وتتعامل مع عوامل لا تتاثر بالخارج ومن ناحية اخرى هناك شركات ستتاثر وبالتالي اخذت بنظام الاحتياطيات وهو نوع من التحوط والدفاع عن مراكزها المالية.
وعبر باعشن عن صعوبة التوقع لحركة السوق صعودا وهبوطا في ظل هذه الاوضاع، لكنه المح الى ان ظهور المسئولين وما تم من اتحاذه من قرارات يعتبر عامل نفسي جيد، مذكرا بموقف الحكومة بجانب بنك القاهرة عندما كان يتعامل بالفضة ، معتبرا الدولة انها دائما ما تكون صمام الامان.

أما من حيث اداء الأسهم فقد أغلقت جميع الأسهم اليوم على ارتفاع بإستثناء سهمين فقط خالفوا اتجاه السوق العام وهما سهمي أسمنت ينبع وملاذ للتأمين حيث عكس سهم أسمنت ينبع اتجاهه في النصف ساعة الأخيرة ليغلق منخفضاً بنسبة 4.17% عند 57.25 ريال وبكميات تداول بلغت اليوم 1.7 مليون سهم هى الأعلى له منذ سنتين و8 أشهر وتزيد بنسبة 1519% عن كميات تداوله فى جلسة أمس والتى بلغت 105 ألف سهم.
وكذلك فقد أغلق سهم ملاذ للتأمين اليوم منخفضاً بنسبة 2.69% عند 81.25 ريال وبكميات تداول بلغت 3.4 مليون سهم هى الأعلى له منذ 4 أشهر وتزيد بنسبة 457% عن متوسط حجم تداولاته الأسبوعية والتى بلغت 610 ألف سهم.
وبلغت الكميات المتداولة على سهم بنك السعودى للاستثمار اليوم 6.8 مليون سهم هى الأعلى له منذ 4 سنوات ونصف وتزيد بنسبة 466.7% عن متوسط حجم تداولاته الأسبوعية والتى بلغت 1.2 مليون سهم، وصاحب ذلك ارتفاع فى المستويات السعرية للسهم بنسبة طفيفة ليغلق السهم اليوم عند 20 ريال مرتفعاً بنسبة 0.5%.