عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-2008   رقم المشاركة : ( 9 )
فاعل خير
أبو عبدالله

الصورة الرمزية فاعل خير

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 566
تـاريخ التسجيـل : 26-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 13,279
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 339
قوة التـرشيــــح : فاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادة


فاعل خير غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اقتصاديات الاربعاء 15شوال 1429 هـ

بموضوعية
عفوا أسواق المال للأغنياء فقط



راشد محمد الفوزان
"ولي عهد دبي يشتري أغلى ناقة في العالم... وبندقية بمليون دولار"
جريدة الشرق الأوسط.


* هذا هو حال أسواق المال للأسف، أقول للأسف ليس لتحقيق الثروات لرجال ونساء الأعمال، ولكن تحسرا على المتوسط والصغير الذي تنصهر وتذوب مدخراته مع الوقت، من النادر والنادر لا حكم له، أن تجد إنساناً بدأ من الصفر بأسواق المال وأصبح صاحب ثروة بالملايين، إلا نوعية خاصة لدينا من المضاربين لم تدخر أي جهد "قانوني أو غير قانوني" لتحقيق الثروة وهناك من حقق بجهده وهم قلة القلة، كان كل مرة الضحية هو المواطن العادي البسيط في كل أنحاء المعمورة، وحتى الشركات تكون ضحية أيضا، سطوة "الحيتان" هي القوى الخفية التي تحدث عنها آدم سميث في ظني، فلا تدار الاقتصاديات بأيدٍ خفية أبدا، بل هي مخفية بعناية وقصد، الأزمة الحالية في أسواق المال والعالم ككل، كان هناك من يعرف عن الأزمة، وهناك من خرج بوقت مبكر سواء بقراءة مالية أو تحليل فني أو معلومة، ومع تراجع الأسواق لأرقام لم يحلم بها أحد وصلت الخسائر إلى 50و 70بالمائة من القيمة ثم ترتد سريعا لتعوض خسائرها بما يقارب 10و 20وحتى 40بالمائة، إذا خروج مبكر وفر خسارة 50بالمائة ودخول من قاع بمتوسط ربط 20بالمائة أي نتحدث عن أرباح أو عائد من مضاربة فقط يقارب 80إلى 100بالمائة، ما رأيكم ؟ لكن من هم الذين حققوا هذه الأرقام، أو البعض الذي حقق 20او 30بالمائة خلال أسابيع بسيطة جدا، هم نوعان، الكبار "الحيتان" ومن يتلمس طريق المعرفة والتحليل والتروي والمستثمر صاحب الهدف البعيد المدى، الغريب أن المتعاملين بالسوق أي "العاديين" يشترون ويبيعون بناء على مشاهدة حركة يومية ومتغيرات نفسية لا أكثر فلا هي تحليل مالي عميق ولا فني متمكن أو محترف، بل قد يقوده البيع في القاع السعري خوفا عوضا عن مستويات أعلى تقلص خسائره، ثم تأتي الحيتان وتبتلع كل شيء، فهم من يملك الإدارة والمال والتسهيلات والمعلومات والتخويف والترويع، وهذا ما عزز الثروات بنسب كبيرة جدا، ومقولة المال يجلب المال، والنظرية الرأس مالية تقوم على مبدأ الغاية تبرر للوصول للثروة، مهما حصل من تنازلات "أيا كانت" لدرجة تفقد قيمتك كإنسان وشخص وتخسر مبادئك وقيمتك واعتزازك بنفسك كثيرا، فقد تمارس أسوأ السلوكيات والتجاوزات والأمثلة كثيرة، فهناك مديرو شركات أصبحوا في السجون، وهناك متعاملون ومضاربون يمكن لهم فعل أي شيء في سبيل الثروة حتى لو دمر الاقتصاد الوطني، وأسواق المال لهم بلا تردد، الصغير المسكين حين يخسر بأسعار مرتفعة جدا، ولا يدرك القيمة المالية الحقيقة للسهم تستحق أو لا تستحق، ولا يدرك التحليل الفني ولا قراءة المتغيرات فماذا يفعل بسوق "الحيتان" يصبح متفرجا حتى حين، فإما البيع بخسارة بعد حين، أو عودة رأس ماله ان كان سعيد الحظ بعد فترة قد تطول جدا. الأسواق المالية علم قائم بذاته، كعلم الطيران والهندسة ولكن الفارق هنا يوجد لغة أرقام، والأرقام تغير النفوس والذمم، ويمكن لها تحقق الكثير دون عناء أو جهد أو عمل، ويصنف في النهاية أنه ذكاء، لو قدر لأسواق المال أن تكون تخضع للنظام والقانون والمحاسبة والحساب لتغيرت كثيرا مما نشاهد، ولكن هي لغة أرقام يجب أن تصبح بهذه الصورة في نظرهم، وإلا كيف ستكون الثروات وتتحقق كما يحدث في الأزمات الحالية التي تصبح مجالا خصبا للثروات، ولكن كيف يمكن لملايين البشر أن تدرك في ظل حضور "الحيتان" التي لن تبقي أو تذر، سواء بقانون أو غير قانون، بتجارة نظيفة أو غير نظيفة، وفي الأخير يصنف ذلك ذكاء مرة أخرى. من يحقق الثروات هم في ازدياد والفقر يزداد فقرا وعددهم يتضاعف، وهذا ما سيضع مستقبل "العالم" بين غني متنفذ ومتمكن ومسيطر، وبين من يبحث عن مسكن وحياة يومه لا أكثر. التباين الكبير في هذه المعمورة سيأتي بكوارث كبيرة سواء بأسواق المال ونحن نشاهدها الآن وبين صراعات ستحدث مستقبلا، فحين يكون هناك صهر ومسح للطبقة الكبرى المتوسطة وأقل لحساب "الحيتان" سيكمن الخلل الذي لن تحل إلا بالعدل والمساواة وكرامة الإنسان في حياته وعيشته. أسواق المال مخلب لا يجب للصغار الخوض فيه دون أسلحة أقلها العلم، ولكن ما بين الطمع والجشع والتفاؤل لن يتعلم الإنسان، وهذه سنة الحياة.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس