اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر قريش
ومعنى كون الكلمة من الأضداد أنها تحمل معنيين متضادين، ولفظها واحد مثل: (شرى) يكون بمعنى اشترى، وبمعنى باعَ.
|
فائدة قيّمة حقا
بارك الله فيك , ونفع بما أوردت .
_______________________
من عجائب لغتنا العربية أن تحمل الكلمة معنيين متضادين .
وقد نتساءل ما الأصل اللغوي لكلمة الضد ؟
وما سبب نشوء ظاهرة الأضداد في اللغة العربية ؟
أما عن الأصل اللغوي فقد قال أبو محمد بن الخشاب في بعض مؤلفاته :
الضد معناه : الملء , يقال : ضددت الإناء أضده ضدا : إذا ملأته , فإن كل واحد من الضدين يشغله الحيز عن الآخر قد ملئ دونه , قال : وقد صنف اللغويون فيها كتبا كالأصمعي وغيره , وأحسن من جاء بعده أبو بكر بن محمد بن القاسم الأنباري , وممن أنكره أحمد بن يحيى بن ثعلب , ولم يوافقه الأكثرون على مذهبه .
أما عن أسباب ظاهرة الأضداد في اللغة العربية فمتعددة منها :
الأسباب الخارجية:
إختلاف اللهجة ، مثل : السدفة بمعنى الظلمة عند تميم و الضوء عند قيس.
أسباب اجتماعية
التفاؤل ، مثل : إطلاق اسم المفازة على الصحراء وهي مهلكة ، والسليم على اللديغ
التشاؤم ، حيث يطلقون على الأسود : أبيض ، وفي بعض البلدان العربية يسمونه الفحم البياض
التهكم ، مثل : كلمة التعزير فأصل معناها في العربية التعظيم ، ومن ذلك قوله تعالى : " لتؤمنوا باللـه ورسوله وتعزروه وتوقوره " . وقد استعملت بمعنى التأديب والتعنيف واللوم ؛ تهكما بالمذنب و استهزاء به .
التأدب ، مثل : إطلاق كلمة البصير على الأعمى
الخوف من الحسد ، مثل إطلاق العرب كلمة الشوهاء على المهر الجميلة والقبيحة
الأسباب الداخلية:
أسباب ترتبط بالمعنى وهي :
الاتساع مثل إطلاق الصارخ على المغيث والمستغيث :
المجاز : مثل إطلاق اسم الفاعل على المفعول ، وهذا شائع في اللغات السامية ،مثل قوله تعالى : " عيشة راضية " ، أي : مرضية
عموم المعنى الأصلي ، مثل : كلمة الطرب والتي تطلق على الحزن والفرح ، وكلمة الجون التي تطلق على الأبيض والأسود .
زيادة القوة التعبرية:
إذا اراد المتحدث المبالغة في التعبير عن شىء عبر عنه بضده ، ومن ذلك أن أحد خلفاء العرب في الأندلس سمى أحد جواريه بالقبيحة لشدة جمالها.
أسباب ترتبط باللفظ
اختلاف الأصل الاشتقاقي لكل المعنين المتضادين ، مثل : ضاع بمعنى اختفى وظهر
المعنى الأول من ضاع بمعنى يضيع ضياعاً
والثاني من ضاع يضوع ، الألف في الأول منقلبة عن ياء
وفي الثانية عن واو
فاختلاف المعنى لاختلاف الأصل الاشتقاقي .
الإبدال
مثل كلمة أسرً ، بمعنى أظهر وكتم ، وأصل معنى الأظهار في كلمة أشر، فإبدل الشين سيناً جعل الصورتين الصوتيتين للكلمتين صورة واحدة تحمل المعنيين المتضادين .
القلب المكاني
مثل كلمة صار بمعنى جمع وقطع ، مثال في قوله تعالى : "فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك"
بمعنى اجمعهن وضمهن ، وبمعنى قطعهن واجمعهن .
أسباب ترتبط بالصيغة
دلالة الصيغة على السلب والأيجاب ، مثل مرضت الرجل أي داويدته ليزول مرضه .
وأشكيت زيد أي أزلت ما يشكوه
ودلالة الصيغة على الفاعلية والمفعولية ، مثل استخدام الركوب للفاعل والمفعول ، والرعيب للشجاع والجبان.
مجلة أقلام الثقافية