رد: البرشومي (الصبار )
* البرشومي.. فاكهة لمن أراد الصحة
* ما تدل عليه هذه الدراسات بالعموم هو أن تناول ثمار البرشومي سلوك صحي. لكن وصف أحد المنتجات الغذائية بعينه كعلاج لأحد الأمراض المحددة فليس وارداً في أسلوب الطب اليوم، لا حول البرشومي ولا حول غيره. وهذه نقطة مهمة، لأن الغاية هي لفت النظر إلى أن منتجات غذائية معينة، وخاصة الخضار والفواكه، مفيدة للصحة. وعلى الإنسان الراغب في نيل العافية السلامة الإكثار من تناول تشكيلة واسعة من الخضار والفواكه.
والبرشومي، أو التين الشوكي، واحد من قلائل ثمار الفاكهة القادرة على النمو والنضج في الأجواء الصحراوية الحارة، وكذلك في تلك المعتدلة. والنظر الطبي العلمي المجرد نحو ثمار البرشومي يترك انطباعاً يقوله المرء بعبارة واحدة: كم نحن غافلون عن كل تلك القيمة الغذائية والفوائد الصحية التي يُقدمها البرشومي لنا دون أن نعلم! وإن كان البعض لا يُقبل مطلقاً على تناوله، أو البعض الآخر يتناوله مرات معدودة في السنة عند موسم قطافه، فإن ثمة منْ يحرص على تناوله طوال العام، إما طازجاً أو مجففاً، ابتغاء تزويد الجسم بعناصر غذائية مفيدة وابتغاء نيل الفوائد الصحية له. والواقع أن الشعوب المختلفة تتناوله بطرق عدة، منها الأكل المباشر لقطع الثمر كاملة، أو للعصير المعمول منها بإزالة البذور التي تُؤذي الكثيرين جراء التسبب في حالات الإمساك، أو بإعداد المربيات أو الجلي أو البوظة (الآيسكريم)، أو حتى إعداد مرق يُضاف إلى إعداد قطع اللحم المشوي.
والأساس في النظر إلي البرشومي هو العناصر الغذائية التي تحتويها ثماره.. وتشير مصادر التغذية إلى أن الثمرة الواحدة من البرشومي، بوزن حوالي 100 غرام، تحتوي على طاقة بمقدار 42 كالورى (سعر حراري)، و حوالي 1 غرام من البروتينات، و10 غرامات من السكريات، ونصف غرام من الدهون، وحوالي 4 غرامات من الألياف. وتُصنفه كمصدر ممتاز لفيتامين سي، وجيد للمغنيسيوم، وفق تصنيف وزارة الزراعة الأميركية. وبالرغم من قلة محتوى الثمار من السكريات إلا أن نوعيتها وطريقة امتزاجها بتراكيب نفس الثمرة يعطيان لمتناولها طعماً حلواً في الفم، وهو في هذا أشبه ما يكون بالبطيخ كما سبق الحديث عنه في ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط».
والثمرة ممتلئة بالفيتامينات والمعادن بشكل متوازن وطبيعي، لرفع مناعة الجسم بالدرجة الأولى. وأهمها الكالسيوم والمغنسيوم والبوتاسيوم، هذا مع تدني محتواها من الصوديوم. ومجموعات الفيتامينات مثل فيتامين سي وإيه على وجه الخصوص. وكذلك تحتوي على نسبة عالية من المركبات الكيميائية، التي من أهمها تلك المجموعات العديدة والمختلفة التركيب من المواد الكيميائية المضادة للأكسدة من نوع فلافانويد flavanoids، وهي مركبات كيميائية تعمل ضمن منظومة جهاز مناعة للجسم من نوع مختلف تماماً عن جهاز مناعة الجسم المعروف، لأن جهاز مناعة الجسم المعروف والمكون من خلايا الدم البيضاء وغيرها ومن المركبات الكيميائية المعروفة باسم الأجسام المضادة، تعمل في مواجهة الميكروبات من فيروسات وبكتيريا وفطريات وطفيليات. بينما أنظمة المواد المضادة للأكسدة تعمل في اتجاهات أخرى لحماية الجسم من تأثيرات العوامل البيئية وتقدم العمر والعمليات الكيميائية غير المنضبطة. ولذا تُسهم في تخفيف أعراض الشيخوخة وتأثيرات الإشعاعات وأشعة الشمس والحرارة والسموم واضطرابات الكولسترول والخلايا السرطانية والتهابات المفاصل وغيرها.
والطب التقليدي للعديد من شعوب العالم تنبه إلى هذه الثمار الغنية الفائدة. وهو ما يُحاول الباحثون اليوم معرفته والتأكد منه من خلال العديد من الدراسات الطبية في هذا الشأن. ومنها اكتشف الباحثون عدة فوائد صحية لتناول البرشومي تطال جهاز مناعة الجسم لتخفيف حدة عمليات الالتهابات خاصة في المفاصل والعضلات والبروستاتة. وضبط نسبة سكر الدم. وخفض الكولسترول والدهون الثلاثية. وحماية الشرايين من ترسب الكولسترول داخل جدرانها. وتخفيف أعراض تناول الكحول.
وليس الحديث بصدد تقييم نتائج تلك الدراسات، لكن لنا أن نستعرض بعضاً منها بشكل سريع. وبالإضافة إلى البحوث العالمية العديدة حول دور البرشومي الإيجابي في خفض نسبة سكر الدم، فإن الدكتورة ماريا ليز فيرنانديز من جامعة أريزونا، وهي التي تصنفها المصادر العلمية كأحد أهم الباحثين في موضوع ثمار البرشومي، كانت قد تناولت تأثير مادة بيكتين pectin، وهي مادة جيلاتينية في ثمار البرشومي، وقالت إن نتائجها تدل على قدرة الثمار هذه في خفض الكولسترول، وخاصة الكولسترول الخفيف.
وعرضت الدكتورة لويزا تيسوريري، من جامعة بالميرو في إيطاليا، نتائج دراستها في عدد أغسطس (آب) من المجلة الأميركية للتغذية الإكلينيكية. وفيها قالت إن نتائجها تدل على أن تناول ثلاث ثمار يومياً من البرشومي يُقدم للجسم كمية أعلى من فيتامين سي مقارنة بتناول قرصين يومياً من فيتامين سي بكمية 75 مليغراما.
|