المؤشر يجلد ذاته مجددا... والمحللون يؤكدون: لا صوت يعلو على العامل النفسي
حبشي الشمري من الرياض - -
27/10/1429هـ
جلدت السوق السعودية ذاتها مجددا، لكنها بصورة أهدأ كثيرا مما كانت عليه في جلسة السبت، إذ تراجع المؤشر 93 نقطة (1.66 في المائة) ليغلق عند 5532 نقطة، تحت "ضغط الهلع" من الأزمة المالية العالمية ـ بحسب ثامر السعيد محلل الأسواق المالية. وأصبحت السوق قاب قوسين أو أدنى من فقدان 50 في المائة من قيمتها منذ بداية العام الجاري، إذ تراجعت حتى جلسة أمس 49.89 في المائة.
وارتفعت قيم التداولات 136 في المائة إلى 5.56 مليار ريال (مقارنة بالقيم في جلسة السبت)، لكنه لم يربح سوى قطاعي النشر (0.72 في المائة)، والطاقة (0.50 في المائة)، و25 سهما تصدرها العبد اللطيف بنسبة 5.94 في المائة، ثم جبل عمر (5.01 في المائة)، العثيم (4.44 في المائة)، ساب (3.27 في المائة)، وإعادة (3 في المائة).
وافتتحت السوق تداولاتها متراجعة 2.5 في المائة إلا أنه حاول بعدها أن يقلص جزءا من الخسائر ولكنه فشل في الصعود ليتراجع بعدها إلى النقطة 5360 وهو أدنى مستوى له خلال الجلسة استطاع بعدها أن يرتد ويقلص معظم الخسائر لتنتهي الجلسة بخسارة 93 نقطة بانخفاض 1.66 في المائة ليصل إلى النقطة 5531.
وبتراجع السوق أمس تكون فقدت 865 نقطة خلال آخر ثلاث جلسات ليقارب من فقد نسبة الـ50 في المائة انخفاضا منذ بداية العام. وكانت السوق قد سجلت في جلسة السبت تراجعات حادة اقتربت من 9 في المائة لتكسر عددا من الدعوم التي سبق أن حددها لها كثير من المحللين.
وهنا يلفت ثامر السعيد ـ محلل الأسواق المالية ـ إلى أن المؤشر وجد أمس على مقربة من "مستوى دعم مائل متحرك، وأن صوله لذلك كان يوحي بالارتداد"، مستدركا أن "البيع الذي حدث كان بيع خوف... من أفراد خائفين من المستقبل المجهول"، وأنه "لا صوت يعلو على العامل النفسي" رغم التصريحات الرسمية خلال الأيام الماضية التي أكدت سلامة الوضع المالي والاقتصادي في البلاد. ويزيد "يمكن القول إن 70 في المائة من التراجعات "تعد انعكاسا للأزمة". في حال استمرت (الأزمة المالية العالمية) قد يكون هناك قاع جديد. القاع المرجح الثاني في حال استمر الهلع عند مستوى مقارب من مستويات آيار (مايو) عندما تعرضت لتصحيح عنيف وقتذاك.
ويشير السعيد إلى أن مؤشر ATASI تماسك عند أدنى مستوى، وعاد للارتداد بقيادة الأسهم القيادية وقطاع المصارف، بزخم من مصرف الإنماء الذي تسنم الأسهم الأكثر نشاطا إذ تم تداول 61.6 مليون سهم منه لكن قيمته تراجعت عند الإغلاق إلى 12.05 ريال (0.41 في المائة)، وأن "كل ذلك يبرر الارتداد"، في حين أن "(سهم) سافكو خسر خلال 11 جلسة تداول ما يقارب 47 في المائة عاد ليتماسك من جديد. من الواضح أن شهية الشراء عليه عادت من جديد. هذا أمر منطقي مع ثبات أسعار اليوريا عند 350 دولارا (...) أوحى بالاطمئنان للمستثمرين فيها". وزاد "في موجة الارتفاع سبق (سافكو) السوق وارتفع وفق النتائج المالية المتوقعة للشركة من توسعات وارتفاع أسعار الأمونيا واليوريا... في الفترة الأخيرة سبق السوق نزولا . من الناحية الفنية (على الأرجح أن ) يتوقف عن النزول. العامل النفسي يفرض نفسه الآن.
وكان سهم سابك المؤثر الأساسي في حركة السوق أمس مع ارتفاع السهم بشكل طفيف كان السوق يحاول الصعود ويقلص جزءا من الخسائر ثم بمجرد ارتداد (سابك) إلى المنطقة الحمراء زادت السوق من خسائرها إلا أنه مع نجاح (سابك) بنهاية الجلسة في إنهاء الجلسة على اللون الأخضر لم تتجاوز خسائر السوق الـ100 نقطة، حيث أغلق سهم سابك عند 75 ريالا بارتفاع 1.69 في المائة.
ويؤكد السعيد أن وصول سابك إلى مستويات متدنية من مكرر الأرباح ومستويات عالية في العائد على الاستثمار يدعم التوقعات بمزيد من الإقبال من المستثمرين على السهم البتروكيماوي العملاق. ورجح أن يركز المستثمرين خلال الفترة المقبلة على الأسهم التي توزع عوائد أو تحقق نموا أو "حتى تلك ستدخل الإنتاج في وقت قريب"، معللا ذلك ببلوغها أسعارا متدنية مغرية للاستثمرار، يعني بداية ترتيب المحافط، لا يعني انعكاسه للإيجاب بشكل سريع، في المحصلة نجد من اغتنم الفرصة لأنه غض أبصار المستثمرين عن الفرص في السوق.
وبعد أن أنهت قطاعات السوق تعاملاتها أمس الأول على تراجعات مدوية، ارتفع في جلسة أمس قطاع الإعلام و النشر بنسبة بلغت 0.72 في المائة و قد جاء ارتفاعه اليوم بدعم من سهم الأبحاث و التسويق الذي أغلق تعاملاته اليوم عند مستوى 26.9 ريال مرتفعا بنسبة 1.15 في المائة، وسهم تهامة الذى ارتفع بنسبة 0.32 في المائة ليغلق عند 15.85 ريال، و قطاع الطاقة الذي ارتفع 0.5 في المائة لتغلق أسهمه فى المنطقة الخضراء. وأغلقت باقى قطاعات السوق فى المنطقة الحمراء،يتصدرها قطاع النقل بنسبة 6.13 في المائة. وكان سهم النقل الجماعي هو الوحيد من أسهم القطاع الذي أغلق على ارتفاع بلغت نسبته 0.66 في المائة عند 7.7 ريال دون قيمته الاسمية و بكميات تداول بلغت 1.7 مليون سهم. و جاء قطاع التأمين فى المرتبة الثانية متراجعا بنسبة 5.93 في المائة الذي، ولم يرتفع من أسهمه في جلسة أمس سوى سهم إعادة الذي أغلق تعاملاته عند 10.35 ريال مرتفعا بنسبة 3 في المائة بكميات تداول بلغت 1.7 مليون سهم، و تزيد 112.5 في المائة عن كميات السهم في جلسة أمس الأول التي بلغت 799.9 ألف سهم، وسهم المتحدة للتأمين الذي ارتفع 2.4 في المائة ليغلق عند مستوى الـ 25.6 ريال بكميات تداول بلغت 466.6 ألف سهم. وجاء قطاع البتروكيماويات في مؤخرة المتراجعين حيث انخفض بنسبة طفيفة بلغت 0.94 في المائة.
وأغلق سهم المتقدمة أمس منخفضاً بنسبة 10 في المائة عند 23.85 ريال وهو أدنى إغلاق له منذ سنة وثلاثة أشهر وبكميات تداول بلغت اليوم 4.7 مليون سهم تزيد بنسبة 923.9 في المائة على كميات تداوله في جلسة أمس التي بلغت 459 ألف سهم. يليه سهم أنعام الذي أغلق أمس عند 28.9 ريالاً منخفضاً بنسبة 9.96 في المائة عن سعر إغلاق جلسة الأربعاء الماضي والذي بلغ 32.1 ريال. ويعد سعر إغلاق أمس هو أدنى سعر له منذ إعادته للتداول في 20 شباط (فبراير) 2008 وبكميات تداول بلغت اليوم 55 ألف سهم تقل بنسبة 72.8 في المائة عن كميات تداوله في جلسة الأربعاء الماضي والتي بلغت 202.6 ألف سهم.
ووسط انعدام العروض أغلق سهم أنابيب أمس منخفضاً بنسبة 9.64 في المائة عند 56.25 ريال وهو أدنى سعر له منذ عام وبكميات تداول بلغت 930 ألف سهم تزيد بنسبة 1635 في المائة على كميات تداوله في جلسة أمس الأول التي بلغت 53.6 ألف سهم، وتصدر السهم أمس قائمة الأسهم الأقل من حيث نسبة السيولة الداخلة التي بلغت عليه 16 في المائة.
وتصدر الأسهم الأنشط من حيث حجم السيولة الداخلة سهم نادك بنسبة سيولة داخلة 94 في المائة ليغلق السهم مرتفعاً بنسبة 2.56 في المائة عند 31.9 ريال وبكميات تداول بلغت 1.3 مليون سهم هي الأعلى له منذ ثلاثة أشهر تزيد بنسبة 337.7 في المائة عن كميات تداوله في جلسة أمس الأول التي بلغت 297 ألف سهم.
وتصدر قطاع البتروكيماويات القطاع في الاستحواذ على التداولات، إذ حاز 37.3 في المائة من التداولات في الجلسة بقيمة تجاوزت ملياري ريال، يليه قطاع المصارف الذي استحوذ على ما نسبته 19.8 في المائة من إجمالي قيم التداولات محققا 1.1 مليار ريال و هى ما تزيد بنسبة 52 في المائة على قيم تداولات القطاع في جلسة أمس و البالغة 723.2 مليون ريال. واستحوذ قطاع الاتصالات على 7.77 في المائة بقيمة بلغت 431.9 مليون ريال وتقل بما نسبته 14.9 في المائة عن قيم تداولاته في جلسة السبت التي حقق فيها 508.1 مليون ريال، بينما استحوذ قطاع التشييد و البناء على ما نسبته 6.99 في المائة.