رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاثنين 27 شوال 1429 هـ الموافق27/10/ 2008
خبراء ماليون يطالبون بوقف تسييل محافظ المقترضين وتدخل الصناديق الحكومية
عكاظ السعودية الاثنين 27 أكتوبر 2008 6:07 ص
رأوا أن السوق يتذبذب نتيجة وقوعها في قبضة المضاربين
طالب خبراء ومحللون ماليون بضرورة تدخل صندوق الاستثمارات العامة لحفظ توازن السوق وعدم ربط السوق السعودي بالأسواق العالمية. وقال المحلل المالي فضل بن سعد البوعينين لـ«عكاظ» إن هناك الكثير من الخطوات الإيجابية التي يمكن اتخاذها لإقالة السوق من عثرتها، الخطوة الأولى العمل على فصل الارتباط النفسي بينها وبين الأسواق الأمريكية والأوروبية والآسيوية خصوصا أن سوق الأسهم السعودية سوق شبه مقفل ومعظم نشاط شركاتها موجه إلى الداخل عدا قطاع البتروكيماويات.
وأشار إلى أن الخطوة الثانية هي وقف تسييل محافظ المقترضين من البنوك التي أدت إلى تدهور السوق وتسجيلها قيعاناً جديدة إضافة إلى خسائر فادحة للمستثمرين وموضحا أن هذه التسهيلات يفترض أن تغطيها ضمانات الحكومة خاصة أن تسييلها يتم وفق ظروف استثنائية لا علاقة للسوق والمستثمرين بها. وتابع أن الخطوة الثالثة تتمثل في تدخل صندوق الاستثمارات العامة أو أي من الصناديق السيادية لشراء أسهم شركات العوائد القيادية لحفظ توازن السوق، وهذا الشراء يبنى على تحقيق الأرباح الرأسمالية والعوائد السنوية (التوزيعات النقدية) التي تتجاوز بحجم الضعف عن عوائد الودائع الربوية.
أما الخطوة الرابعة فهي أن يسمح للشركات بشراء أسهمها التي انخفضت عن أسعارها العادلة في السوق. وأخيرا لا بد أن تصدر التطمينات لإبعاد شبح الهلع عن المتداولين ما يدفعهم للبعد عن اتخاذ القرارات الجماعية تحت الضغوط النفسية الجائرة.
وأضاف أنه للأسف الشديد لم تكن هناك جهود مباشرة لإقالة سوق الأسهم من عثرتها، حتى في أحلك الظروف العالمية التي ضربتها في مقتل وحملتها خسائر فادحة زادت في مجملها عن خسائر السوق الامريكية التي يفترض أن تكون أكثر المتأثرين بالأزمة المالية الأمريكية التي تحولت إلى العالمية في ما بعد.
من جانبه قال المحلل الاقتصادي عصام خليفة إن الهبوط الحاد الذي يتعرض له السوق حاليا لا يمكن إخضاعه لأي تحليل علمي واقتصادي، فالاقتصاد السعودي يمر بأفضل حالاته، والتفسير الوحيد لكل ذلك هو أن سوق الأسهم السعودية ما زالت تعاني من عمليات مضاربات وتحالفات غير مشروعة وعمليات تدوير بين أسهم الشركات المضاربة.
وأضاف: لكن يبدو أن السوق يتذبذب نتيجة عوامل غير منطقية أو اقتصادية، والهزة القوية التي تتعرض لها حاليا تعود لأسباب مختلفة: من أهمها العامل النفسي والذي يعد سببا رئيسيا في فقدان الثقة في السوق وتخوف الكثير من المتعاملين في السوق ما ساهم في وجود عروض ولكن بدون طلبات حتى على الشركات ذات العوائد، مشيرا إلى وقوع السوق في قبضة المضاربين وتحولها من سوق استثمار إلى سوق مضاربة والتلاعب بأسعار الأسهم على المكشوف، بالإضافة إلى عدم وجود صناع حقيقيين في السوق يقفون في وجه التصحيح العنيف الذي يتعرض له السوق.
وشدد على أن على هيئة السوق المالية دورا لم تكمله بعد في مواجهة تقلبات الأسهم، مثل عدم التهاون مع من يقومون بأعمال غير مشروعة في السوق، وخلق محفزات على مستوى السوق ككل بحيث تحدث استقرارا، وذلك بأن تتبنى صناديق الاستثمار الشراء في السوق وقت الأزمات تقوم بشفط الزيادة من معروض الأسهم حيث يمكن أن تدخل الدولة نفسها كمستثمرة في الأسهم عن طريق صندوق الضعفاء مثلا، حتى يتم الإقبال على السوق، كما ينبغي ألا تسمح الهيئة المسؤولة عن السوق بتداول الشائعات على السهم وتعاقب المسؤول عن انتشارها.
من جانبه قال المحلل الاقتصادي د. أسامة فلالي إنه لا يجب أن ننسى أن العالم يمر بأزمة حقيقية تأثرت بها كل اقتصاديات العالم وهي كالزلزال يحسب مدى تأثر الضرر بمدى قربه أو بعده عن مركز الزلزال.
وأضاف أن الناس مذعورة بما يحدث ونحن متأثرون لأننا جزء من هذا العالم وتأثيرنا نفسي ولكن هناك عامل آخر هو عامل الشفافية المفقود في سوق الأسهم السعودي حيث إن هناك شركات لم توضح مركزها المالي الحقيقي، وتوقع أن تزداد الأمور سوءا في العام 2009 مع الانخفاض المستمر والتدريجي لأسعار النفط عالميا وقال: نحن في حالة ترقب حول ما ستؤول إليه السياسات الاقتصادية والمالية الجديدة التي ستطبقها الدول الكبرى كأمريكا وأوروبا.
|