[عثمان الثمالي]

متداولون يترقبون السماح للشركات بشراء أسهمها لإنعاش السوق
الوطن السعودية الاربعاء 29 أكتوبر 2008 5:23 ص




يتناقلون أبياتا من الشعر النبطي تحفز على الشراء

دفعت المستويات التي وصلت إليها سوق الأسهم السعودية بعض المتداولين إلى تناقل أبيات من الشعر النبطي في محاولة لتحفيز صغار المستثمرين على الشراء بعد اقتراب المؤشر من مستويات 5 آلاف نقطة .

ومن بين الأبيات التي رددها متداول أمس في إحدى صالات التداول في الرياض "أسهم كثيرة كلها تحت 10، وين أنت يلي للمكاسب شغوفي".

ويرى متداولون أن وجود أسهم أقل من قيمتها الاسمية ومن سعر الاكتتاب يؤكد عدم عدالة أسعار الأسهم في المرحلة الحالية ، مؤكدين أن الأسعار مغرية للشراء وليس للتدافع للبيع كما يفعل البعض .

فيما يؤكد خبراء اقتصاديون أن أسعار أسهم الشركات المدرجة في تعاملات السوق الحالية (تاريخية) ولا يمكن تجاهلها، مشيرين إلى أن اتخاذ عمليات الشراء بأسلوب متقطع دون الاندفاع هو الحل الأمثل.

وأشاروا إلى أن الأزمة المالية العالمية أثرت على سوق الأسهم السعودية بنسبة تفوق مثيلاتها في بعض الأسواق المتضررة اقتصاديا، مؤكدين على أن كثيراً من أسهم الشركات المدرجة تمتلك أصول عالية تغري المتداولين لاتخاذ عمليات الشراء هذه.

ويعلق الخبراء آمالا على موافقة الجهات المعنية على السماح للشركات المدرجة بشراء بعض أسهمها، كإجراء محفز لتدفق السيولة النقدية إلى السوق من جديد.

و قال عضو جمعية المحاسبين السعوديين والخبير الاقتصادي عبدالله البراك لـ"الوطن" "أسعار أسهم الشركات المدرجة في سوق الأسهم الحالية، مغرية و تمثل فرصة شراء واضحة"،مؤكدا أنه لم يخطر في باله في أحد الأيام إمكانية وصول الأسعار لمناطقها الحالية.

وأضاف أن السوق السعودية تعد من أكثر الأسواق المالية العالمية تصحيحا ، حيث مرت تعاملات السوق بظروف قاسية لا يستطيع أيّ ً من المتداولين تحملها، متمنيا في الوقت ذاته أن يحتفظ المتداولون بأسهمهم لعدة أشهر مقبلة حتى يعوضوا جزءا ً من خسائرهم.

وتوقع البراك أن تجذب أسعار الأسهم الحالية أنظار عدد كبير من المستثمرين الأجانب خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التشاؤم فقط هو من قاد السوق السعودية لمناطقها الحالية.

من جهته أكد أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة لـ"الوطن" أن ثبات مؤشر السوق خلال الأيام القليلة المقبلة سيعزز من فرصة ارتفاع معدلات السيولة النقدية، بالإضافة إلى تحسن مؤشرات الأسواق الخليجية المجاورة.

وقال إن السوق السعودية تعد الأكبر في الخليج، و قائدة حقيقية لأسواق المنطقة"، وارتفاع المؤشر أمس بهذه الحدة يؤكد وجود عمليات شراء حقيقية وليس مضاربية وانخفاض كميات البيع.

وتوقع تذبذب مؤشر السوق في نطاق ضيق خلال تعاملات الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن استقرار المؤشر أمر مطلوب حاليا ليكوّن قاعاً يمكنه من خلاله الانطلاق لتحقيق ارتفاعات مجزية مستقبلا.

وأكد أن تكرر اللون الأخضر في مؤشر السوق لأكثر من 3 أيام خلال الأسبوع الواحد يعزز التفاؤل في نفوس المتداولين، موضحا أن المناطق السعرية التي وصلتها معظم أسهم الشركات في الأيام الحالية لم تبلغها منذ أكثر من 4 سنوات.

من جهته قال الخبير الاقتصادي والمالي الدكتور فتحي خليفة لـ"الوطن" إن المتداولين يعلمون جيدا أن الأسعار الحالية مغرية للشراء، مشيرا إلى أن الانخفاضات التي حدثت مؤخرا كانت نتيجة للذعر غير المبرر.

ويرى خليفة أن الاقتصاد العالمي على مقربة من الخروج من أزمته الحالية، مشيرا إلى أن تكاتف جهود الدول وخطط الإنقاذ الحكومية ساهما في انحسار جزئي للأزمة.