اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيد الخير
إن الإنسان لا يمكن أن يحكم على الأمور حكماً صائباً إلا إذا علم الغاية التي خلق من أجلها -وهي عبادة الله جل وعلا- وأقر بها وعمل بمقتضاها، فلما كان البقاء في مكة يحقق العبودية لله سبحانه وتعالى بقي عليه السلام فيها، ولما تعذر ذلك وصارت عبوديته لربه تبارك وتعالى تتحقق بالهجرة منها هاجر وتركها،
.
|
في صحيح البخاري : لما أخبر ورقة بن نوفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قومه – وهم قريش – مخرجوه من مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أو مخرجي هم) . قال: ( نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي )) أخرجه البخاري في صحيحه
قال السهيلي- رحمه الله - : ( يؤخذ منه شدة مفارقة الوطن على النفس فإنه صلى الله عليه وسلم سمع قول ورقة أنهم يؤذونه ويكذبونه فلم يظهر منه انزعاج لذلك، فلما ذكر له الإخراج تحركت نفسه لحب الوطن وإلفه فقال أو مخرجي هم ) نقله عنه ابن حجر العسقلاني في شرحه للبخاري ج 12 / 359
يقول أبو تمام :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى = ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزلِ