رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاثنين5 ذو القعدهـ 1429 هـ الموافق3/11/ 2008
للمنفعة
جهابذة الشركات الخاسرة
نزف أجمل التهاني إلى جهابذة الإدارة والاستثمار بالشركات المساهمة الخاسرة على مر السنين والأعوام. هؤلاء لم تخب بهم الظنون فبجهودهم المضنية استطاعوا تخفيض الخسائر!! فلم يخسر المساهمون نفس الخسائر التي خسروها لنفس الفترة من العام الماضي ولكنها كانت أقل، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الحصافة التي يتمتع بها أصحاب السعادة القائمون على مجالس إدارات تلك الشركات!!. ولا يسعنا إلا أن نقول لهم إلى الأمام وشحذ الهمم لبذل قصارى جهودكم العظيمة لتحقيق مزيد من تخفيض الخسائر وتبشير مساهمي شركاتكم بأنهم سيرون ما يسرهم وأن خسائرهم حتى وإن استمرت لكنها لن تكون بمقدار ما خسروه، وهم بدورهم لن يلوموكم لأنهم لن يخسروا أكثر مما خسروا أو حسبهم أنهم لا يملكون شيئا لدى شركاتكم ليخسروه أو يحرصوا على عدم خسارته، فالأمر أصبح لهم سيان.
أستغرب توجيه اللوم إلى القائمين على تلك الشركات، فهم لم يدخروا جهدا لتخفيض الخسائر، أما من ينادي بتحقيق أرباح بتلك الشركات فهو بالتأكيد لا يعلم شيئا عن نظرية التدرج، فلكي ينجح الطالب المتعود على الرسوب بجميع المواد عليه أولا تخفيض عدد المواد التي يرسب بها وتكوين مؤشر لأدائه نستطيع من خلاله توقع المدة التي سيتقدم بها إلى نقطة النجاح، فليس من الإنصاف أن نطالب من تعود على الرسوب أن يقوم فجأة ويتسابق مع المتفوقين، فالأولى أن نطلب منه أولا محاولة الوقوف وهي معجزة بحد ذاتها لو استطاع فعلها فما بالنا نطالبه بالنهوض ثم المشي ثم القفز، هؤلاء القائمون على تلك الشركات أغلبهم -إن لم يكونوا كلهم- هم من ذوي الاحتياجات الخاصة فهم فعلا يحتاجون إلى الدعم والتشجيع، كما إنهم يحتاجون منا إلى استمرار الدعاء لهم بأن يمدهم الله بالصحة والعافية التي تعينهم على تحريك أطرافهم لكي يخففوا خسائر الشركات التي يتشبثون بكراسيها، سأنادي من الآن فصاعدا وبأعلى صوتي أن ننظر إلى هذه الفئة الغالية على قلوبنا بمزيد من الرحمة والشفقة فهم في أشد الحاجة إلى دعائنا الصادق خاصة في الأوقات المرجوة ولعل الله أن يرينا فيهم ما يسرنا ويفرحنا.
شكرا لكم وإلى الأمام دائما وأبدا وكفاكم الله شر الحسد.
عبدالله كاتب
|