دبي .. طموحات هائلة لكن فرص النجاح غامضة
جيمس درموند من دبي - - 09/11/1429هـ
تحليل السياحة في دبي يشبه إلى حد ما تخطيط مصنع تراكتورات في الاتحاد السوفياتي السابق؛ الأعداد هائلة لكن ليس جليا دائما ماذا تعني، وعلى الرغم من الركود الاقتصادي العالمي، تخطط الإمارة إلى تطوير السياحة ورفع عدد الزائرين من ثمانية ملايين سائح سنويا في الوقت الحالي، إلى 15 مليونا بحلول عام 2015، أي خلال أقل من عشرة أعوام.
وتعتزم دبي زيادة عدد الأسِرة في الفنادق إلى ثلاثة أضعاف العدد الحالي البالغ 44 ألف سرير – جميع الفنادق تقريبا خمس نجوم – إلى 127 ألفا بحلول 2016. ويتوقع أن يرتفع عدد الفنادق والشقق الفندقية من 452 في 2007 إلى 488 بحلول عام 2010، وإلى 554 بحلول 2016.
ومن المزمع هذا العام افتتاح 22 فندقا. أحدها فندق أتلانتس، طوِّر بواسطة سول كيرزنر، الرجل الذي يقف خلف مشروع تطوير مدينة الشمس (صن سيتي) في جنوب إفريقيا. وتم افتتاح "أتلانتس" في الصيف الماضي في نخلة جميرة. ومن المنتظر أن يتم تحريك السفينة QE2 ورسوها بشكل دائم داخل المياه قبالة ساحل دبي واستخدامها فندقا آخر.
إنها ببساطة ليست مسألة إعداد فقط فقد أعلنت "ديلوتي"، الشركة الاستشارية، في تقريرها الصادر في آب (أغسطس) أن العائد مقابل الغرفة سجل نموا في دبي بنسبة 9.6 في المائة خلال النصف الأول من العام، ليصل إلى 274 دولارا. وحققت الإمارة كذلك معدلات إشغال بلغت 85.3 في المائة ومتوسط إيجار للغرفة 321 دولارا – الأعلى في منطقة الشرق الأوسط. ربما يصبح من المستحيل الحصول على غرفة في الأشهر التالية لذروة موسم الصيف.
ويقول إياب سكوت، من هيئة دبي للسياحة والتسويق التجاري في لندن، إن نحو 10 في المائة من الزائرين قدِموا من بريطانيا، مضيفا أن 130 رحلة جوية تتجه أسبوعيا إلى الإمارة "الناس يذهبون إلى هناك وفي مخيلتهم أن الطقس سيكون حارا، وأن هناك فرصة عظيمة للتسوق، وهناك بعض الفنادق الممتازة.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
تحليل السياحة في دبي يشبه إلى حد ما تخطيط مصنع تراكتورات في الاتحاد السوفياتي السابق؛ الأعداد هائلة لكن ليس جليا دائما ماذا تعني.
وعلى الرغم من الركود الاقتصادي العالمي، تخطط الإمارة إلى تطوير السياحة ورفع عدد الزائرين من ثمانية ملايين سائح سنويا في الوقت الحالي، إلى 15 مليونا بحلول عام 2015، أي خلال أقل من عشرة أعوام.
وتعتزم دبي زيادة عدد الأسِرة في الفنادق إلى ثلاثة أضعاف العدد الحالي البالغ 44 ألف سرير – جميع الفنادق تقريبا خمس نجوم – إلى 127 ألفا بحلول 2016. ويتوقع أن يرتفع عدد الفنادق والشقق الفندقية من 452 في 2007 إلى 488 بحلول عام 2010، وإلى 554 بحلول 2016.
ومن المزمع هذا العام افتتاح 22 فندقا. أحدها فندق أتلانتس، طوِّر بواسطة سول كيرزنر، الرجل الذي يقف خلف مشروع تطوير مدينة الشمس (صن سيتي) في جنوب إفريقيا. وتم افتتاح "أتلانتس" في الصيف الماضي في نخلة جميرة. ومن المنتظر أن يتم تحريك السفينة QE2 ورسوها بشكل دائم داخل المياه قبالة ساحل دبي واستخدامها فندقا آخر.
إنها ببساطة ليست مسألة إعداد فقط. فقد أعلنت "ديلوتي"، الشركة الاستشارية، في تقريرها الصادر في آب (أغسطس) أن العائد مقابل الغرفة سجل نموا في دبي بنسبة 9.6 في المائة خلال النصف الأول من العام، ليصل إلى 274 دولارا. وحققت الإمارة كذلك معدلات إشغال بلغت 85.3 في المائة ومتوسط إيجار للغرفة 321 دولارا – الأعلى في منطقة الشرق الأوسط. ربما يصبح من المستحيل الحصول على غرفة في الأشهر التالية لذروة موسم الصيف.
ويقول إياب سكوت، من هيئة دبي للسياحة والتسويق التجاري في لندن، إن نحو 10 في المائة من الزائرين قدِموا من بريطانيا، مضيفا أن 130 رحلة جوية تتجه أسبوعيا إلى الإمارة "الناس يذهبون إلى هناك وفي مخيلتهم أن الطقس سيكون حارا، وأن هناك فرصة عظيمة للتسوق، وهناك بعض الفنادق الممتازة. ولدى وصولهم يفاجأون بأن الصورة هي ذاتها، لكن هناك أيضا المزيد والمزيد فوق تصوراتهم".
ويستشهد سكوت بالرياضة، الوجبات الشهية، رحلات السفاري الصحراوية، حياة الليل، ينابيع المياه المعدنية، وعناصر جذب إضافية خارج الأسواق التجارية، الشواطئ، والفنادق تضيف المزيد من المتعة السياحية.
ويقول سكوت إن أكثر من 200 مشغل رحلات سياحية في بريطانيا اكتشفوا أن دبي تلقى إقبالا ربما الأعلى من بين كل المقاصد السياحية التي يروجونها للسائحين.
ويرى البعض نوعا من عدم التجانس في رغبة دبي المزاوجة بين كونها مقصدا سياحيا راقيا والتحرك في الوقت نفسه باتجاه تطوير السياحة الجماعية.
ويقول رسل شارب، وهو استشاري ضيافة، إن هناك عدم وضوح في هدف الوصول إلى 15 مليون زائر. فالإحصائيات لا تفرق بين رجل الأعمال الذي يقضي يوما واحدا على الشاطئ عندما يكون في رحلة عمل، أي زيارة ليلة واحدة بالطائرة، وبين الزائرين القادمين من دول الخليج المجاورة، وأولئك الذين يقيمون لبضعة أسابيع في كل مرة.
ويرى شارب أن طموح استقبال أعداد هائلة من السياح الأغنياء ينطوي على تناقض: "إذا كنت تسدد نفقاتك بالدولار، فإنك لن ترغب في أن تكون أحد الـ 15 مليون سائح، بل تريد أن تكون شخصا مميزا بالذهاب إلى أماكن خاصة، تلافيا للازدحام وتفادي رؤية الأشخاص المستلقين حول أحواض السباحة والوشم على أجسادهم".
وإذا أريد تحقيق هذا الهدف، بحسب شارب، يجب زيادة عدد الرحلات الجوية. وتتم خدمة الإمارة بواسطة رحلات جوية مجدولة، لكن إذا أريد مضاعفة عدد الزائرين، يجب أن تضاف الرحلات الجوية التي تتم عبر الطائرات المستأجرة إلى مجموعة الرحلات. ويأتي مع التحول إلى رحلات الطائرة المستأجرة التحرك نحو السياحة الجماعية.
وتحتاج الإمارة كذلك إلى تمديد متوسط فترة الإقامة إلى أكثر من نحو ثلاث ليال. والواقع أن إنشاء الحديقة العامة "دبي لاند"، وبوادر تطوير عقاري مصاحب يضم عدة فنادق، هي محاولة لتوفير المزيد من عناصر الجذب السياحي وإغراء الزائرين على الإقامة فترة أطول.
وفوق ذلك، ينبغي لدبي تطوير هوية مميزة باعتبارها مكانا يقدم قيمة للمال وممتعا، وفقا لشارب. ويضيف: "في السوق الدولية تحتاج دبي أن ينظر إليها ليس مدينة عالمية فحسب، وإنما مركزا للترفيه ومركزا اجتماعيا وقيمة للمال".
ويتذكر أنموذج سنغافورة التي أنشأت عددا ضخما من الفنادق الممتازة، لكن مع ذلك تصنّف فنادق غالية للغاية، وبالتالي تعاني من ركود طويل الأمد.
وشرعت سنغافورة فترة من الوقت في تنفيذ برامج لإنعاش نفسها، وتعتبر الآن مقصدا سياحيا متوسط التكاليف، لكن ليس بدون بعض الألم على الطريق لتحقيق هذا الهدف.
وتأثرت سمعة دبي بنشر فضيحة جنسية حدثت خلال موسم الصيف، بعد أن ألقي القبض على امرأة ورجل بريطانيين يمارسان الجنس علنا في مكان عام. وجذب الحادث اهتماما واسعا من قبل الصحف الشعبية البريطانية التي وضعت دبي على صفحاتها الأولى.
وهناك أيضا آثار الأزمة المالية العالمية، فدبي تقع على مسافة بعيدة من أوروبا الغربية وليست مقصدا سياحيا رخيصا. وبالتالي تواجه احتمال ركود القطاع السياحي. ويرى مناصرو مشروعات الإمارة أن الأزمة لم تخرج عن حدود المعالجة الممكنة.
ويقول سكوت: "أنا لا أقول إننا معصومون، لكنني أظن أننا محميون بعض الشيء". ويتابع: "هناك استراتيجية واضحة للغاية جاهزة الآن. المسألة برمتها تتعلق بتنويع الاقتصاد بشكل عام.
لكن عندما تلج صناعة السياحة، الأمر يتطلب كذلك تنويع المنتج السياحي".