[فاعل خير]

"إعمار" دون 5 دراهم لأول مرة من 4 سنوات وأسهم بدرهم واحد
موجة التفاؤل بفوز أوباما تنقلب إلى عاصفة تشاؤم تعصف بمكاسب الأسهم الخليجية

عبد الرحمن إسماعيل من دبي - - 09/11/1429هـ
لم تستمر موجة التفاؤل بانتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة التي دفعت أسواق الأسهم الخليجية لتسجيل صعود جماعي سوى يوم واحد انقلبت في تعاملات الأمس إلى عاصفة من الهبوط الحاد والجماعي انحدر معها عديد من الأسهم الإماراتية لأول مرة دون قيمتها الإسمية (درهم واحد) كما هوى سهم "إعمار" لأول مرة منذ أربع سنوات دون خمسة دراهم.
وكعادتها في حالة الهبوط اقتفت الأسواق الخليجية أثر الأسواق الأوروبية والآسيوية والأمريكية التي سجلت تراجعات قوية مع عودة المخاوف من ركود الأسواق على الرغم من أن الأسهم الخليجية قد بدأت مطلع الأسبوع الجاري تتلمس طريقا للفكاك من ارتباطها غير المبرر بالأسواق الخارجية.
ومنيت الأسهم الإماراتية بأكبر الخسائر في تعاملات الأمس حيث انخفض مؤشر سوق دبي بنسبة 4.1 في المائة، سوق أبو ظبي 3.3 في المائة، سوق مسقط 1.6 في المائة، سوق الكويت 1.1 في المائة، سوق الدوحة 0.95 في المائة، وسوق البحرين 0.33 في المائة.
وبنهاية تعاملات الأسبوع تباين أداء الأسواق الخليجية بين ارتفاع قوي لسوق مسقط نسبته 10.7 في المائة على مدار الأسبوع و6.5 في المائة لسوق الدوحة، في حين سجلت بقية الأسواق انخفاضات راوحت بين الحدة في سوق دبي بنسبة 5 في المائة وسوق الكويت 1.2 في المائة وتراجع طفيف في سوق أبو ظبي بنسبة 0.15 في المائة وميل نحو الانخفاض في سوق البحرين 0.04 في المائة.
واتسمت تعاملات الأسواق خلال الأسبوع بتذبذب ضيق وواسع النطاق بين ارتفاع وهبوط وسط ضعف شديد في قيم التداولات, وتفاعلت الأسواق بقوة مع انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة، غير أن الارتباط بالأسواق الخارجية عصف بكافة المكاسب التي تحققت على مدار الأسبوع.
ولم تفلح القرارات التي أصدرها كل من مصرف الإمارات المركزي ومصرف الكويت المركزي أمس بشأن توفير الإقراض بالدولار للبنوك الإماراتية بسعر اليوم, وتوفير التمويل من قبل البنوك لشركات الاستثمار الكويتية التي تعاني شح السيولة في وقف الهبوط الذي طال أسهم البنوك وشركات الاستثمار على السواء في كلا السوقين.
ولأول مرة منذ أربع سنوات سجل سهم "إعمار" القيادي في سوق دبي مستوى سعريا تحت الدراهم الخمسة إلى 4.93 درهم بانخفاض 7 في المائة, وهو المستوى الذي كان عليه السهم في كانون الأول (ديسمبر) عام 2004، كما أنه دون سعر الاكتتاب لزيادة رأسمال "إعمار" المحدد بخمسة دراهم الذي جرى في آب (أغسطس) من عام 2005.
وعادت الانتقادات من جديد توجه من قبل المتعاملين لشركة إعمار بشأن قرار إعادة شراء أسهمها الذي لم تنفذ منه الشركة سوى صفقتين بنحو 200 ألف سهم بقيمة مليون درهم وهو ما قوبل بحالة من الغضب على محدودية التدخل الذي كان يعول عليه المتعاملون في إنقاذ السهم والسوق معا.
وقاد سهم "إعمار" ومعه أسهم العقارات موجة الهبوط الحادة لسوق دبي، حيث سجلت أسعار 22 شركة انخفاضات قياسية مقابل ارتفاع أربعة أسهم فقط من بينها سهم "شعاع" 2.5 في المائة و"أمان للتأمين" 1.5 في المائة و"دار التكافل" 1.3 في المائة.
وسجلت كافة الأسهم القيادية انخفاضات قياسية أوصلت أسعارها إلى مستويات متدنية للغاية حيث انخفض سهم "أرابتك" 7.1 في المائة إلى 5.57 درهم، "دبي الإسلامي" 2.2 في المائة تحت الدراهم الأربعة إلى 3.96 درهم، "دبي للاستثمار" 5.6 في المائة تحت الدرهمين إلى 1.84 درهم، و"دبي المالي" 9 في المائة مقتربا من الدرهمين إلى 2.03 درهم.
واقتربت أسهم عدة من قيمتها الأسمية درهم واحد، منها "الخليج للملاحة" 1.06 درهم منخفضا 4.5 في المائة وديار 1.08 درهم بانخفاض 3.5 في المائة و"تبريد" 1.06 درهم بانخفاض 5.3 في المائة و"العربية" 1.17 درهم بانخفاض 4 في المائة.
وانحدر سهما "رأس الخيمة العقارية" و"دانة الغاز" دون قيمتيهما الأسمية درهم واحد في سوق أبوظبي في تعاملات الأمس، حيث انخفض الأول بنسبة 4 في المائة إلى 97 فلسا والثاني 4.7 في المائة إلى درهم بعد أن انحدر دون ذلك بكثير خلال الجلسة.
وقادت أسهم "الطاقة" و"العقارات" موجة الهبوط بعد تسجيلها نسب هبوط كبيرة حيث انحدر سهم "صروح" دون الدراهم الأربعة إلى 3.90 درهم بانخفاض 5.8 في المائة و"الدار" الأنشط بتداولات قيمتها 105 ملايين درهم من إجمالي 283 مليون درهم للسوق ككل وانخفض 5.1 في المائة إلى 5.40 درهم, وسجل سهم "طاقة" انخفاضا حادا نسبته 7.3 في المائة إلى 1.88 درهم.
وتعرضت سوق مسقط لعمليات جني أرباح بعد الارتفاع القوي الذي سجلته أمس الأول 6 في المائة, وتمكنت السوق رغم الهبوط من الاحتفاظ بجزء كبير من مكاسبها التي تجاوزت 10 في المائة للأسبوع ككل.
وتعرضت جميع الأسهم القيادية الثقيلة في المؤشر لعمليات جني أرباح, وهبط سهم بنك مسقط الأنشط بتداولات قيمتها 1.3 مليون ريال من إجمالي 5.6 مليون للسوق بنسبة 2.8 في المائة إلى 1.041 درهم و"عمانتل" 1.2 في المائة إلى 1.765 ريال و"جلفار" 1.7 في المائة إلى 0.803 ريال وبنك صحار 4 في المائة إلى 0.168 ريال و"ريسوت للأسمنت" 3.2 في المائة إلى 1.359 ريال في حين خالفت عشر شركات مسار السوق مسجلة ارتفاعا جاء قويا لسهم "الباطنة للفنادق" بنسبة 50 في المائة بسبب صفقات نقل ملكية أسهم بين المؤسسين.
ولم تفلح تصريحات محافظ مصرف الكويت المركزي عن بدء البنوك بتوفير الإقراض لشركات الاستثمار التي تعاني نقص السيولة بسبب خسائرها في وقف الهبوط الذي قادته أسهم البنوك والاستثمار والصناعة, وإن تحسنت إلى حد ما قيم التداولات إلى 103.7 مليون دينار من تداول 472 مليون سهم.
وسجل سهم "هيتس تليكوم" أعلى الارتفاعات بين 33 شركة سجلت ارتفاعا مقابل انخفاض أسعار 90 شركة وارتفع السهم 8.3 في المائة إلى 0.325 دينار بدعم من إعلان الشركة استحواذها على 55 في المائة من أسهم شركة الاتصالات الصينية بصفقة قيمتها 60 مليون دينار.
وتباين أداء الأسهم القيادية بين ارتفاع بالحد الأعلى 100 فلس لسهم بنك الكويت الوطني إلى 1.480 دينار وانخفاض لسهم بيت التمويل الكويتي بنسبة 3.4 في المائة إلى 1.700 دينار, وأعلن البنك حصول وحدته التابعة في السعودية على ترخيص استثماري للعمل في المملكة برأسمال 500 مليون ريال, واستقر سهم "زين للاتصالات" دون تغير عند 1.140 دينار وأعلنت الشركة عن تطلعها لتنفيذ 4 إلى 5 عمليات استحواذ بقيمة أربعة مليارات دولار قبل عام 2010 لاقتناص فرص انخفاض أصول شركات الاتصالات بسبب الأزمة المالية.
وتماسكت سوق الدوحة إلى حد كبير بعدما احتوت موجة البيع المكثفة التي تركزت على الأسهم القيادية, ونجحت السوق في إنهاء الأسبوع على ارتفاع 6.5 في المائة بدعم من أسهم البنوك التي تباين أداؤها في تعاملات الأمس.
وانخفضت أسعار 28 شركة مقابل ارتفاع أسعار عشر شركات, واستمرت التداولات قوية للجلسة الخامسة على التوالي على سهم مصرف الريان بتداول 8.5 مليون سهم من إجمالي 21.2 مليون للسوق ككل وانخفض سعر السهم 2.5 في المائة إلى 11.70 ريال، كما انخفض سهم "صناعات قطر" 1.8 في المائة إلى 109.90 ريال.
وتباين أداء أسهم البنوك بين انخفاض لأسهم "الخليجي" 5.7 في المائة إلى 9.10 ريال، "الأهلي" 5.1 في المائة إلى 46 ريال، "المصرف الإسلامي" 2.6 في المائة إلى 92.30 ريال، وبين ارتفاع لسهمي "التجاري" 2.4 في المائة إلى 78 ريال و"الوطني" 0.31 في المائة إلى 164.10 ريال, وسجل سهم "الخليج القابضة" أكبر انخفاض في السوق بنسبة 8.5 في المائة إلى 23.30 ريال بتأثير من توصية لمجلس الإدارة بترحيل الأرباح المحققة للعام الجاري إلى السنة المالية المقبلة دون أي توزيعات أرباح.
وضغطت أسهم القطاعات الثلاثة الرئيسية على مؤشر سوق البحرين للتراجع في الوقت الذي تمكن سهم "مصرف الإثمار" الأثقل في المؤشر من الإغلاق دون تغير عند سعر 0.480 دولار على الرغم من إعلان المصرف تكبده خسائر في الربع الثالث من العام بقيمة 20.5 مليون دولار من أرباح بقيمة 3.6 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي، وإن حقق البنك في الأشهر التسعة نموا في الأرباح بنسبة 42 في المائة إلى 60 مليون دولار من 42.3 مليون دولار.
وسجلت الأسهم القيادية انخفاضات حادة أعلاها لسهم "بيت التمويل الخليجي" 5 في المائة إلى 1.900 دولار، "الاستيراد" 2.9 في المائة إلى 0.500 دينار، "مصرف السلام" 2.7 في المائة إلى 0.144 دينار، "السينما" 2.7 في المائة إلى 1.070 دينار، و"بتلكو" 0.83 في المائة إلى 0.600 دينار.