تداولات أسبوعية إيجابية.. تلغيها أو تؤكدها تداولات الأسبوع القادم.. وأهميتها تكمن في تحديد الاتجاه العام

تحليل - مؤيد سليمان أبانمي
* باسم الله نبدأ، وكما هي البداية دائما، يعتبر التقرير التالي عرضا رقميا ووصفا بيانيا لمجريات سوق الاسهم السعودي مع الخوض بشكل غير مفصل في اسباب او مؤثرات الاحداث والتغيرات الرقمية التي طرأت على بيانات السوق كون هذا الطرح يدخل في نطاق القراءة الاحصائية الوصفية والتي تعتبر فرعا من فروع علم الاحصاء الذي يعتبر احد فروع علم الرياضيات التطبيقية والذي يهتم بدراسة البيانات والظواهر وتحليلها وعرضها بطريقة مختصرة، اذ يعمل على جمع وتلخيص وتمثيل وايجاد استنتاجات من مجموعة البيانات المتوفرة مما يجعله ذا اهمية تطبيقية واسعة في شتى مجالات العلوم والاعمال.
التحليل الوصفي
أدى تماسك اسعار النفط لخام برنت فوق حاجز ال 60دولارا نهاية الأسبوع السابق نتيجة تخفيض منظمة اوبك لانتاجها الأسبوع الماضي واجراءات مالية شرعتها البنوك المركزية لعدد من الدول العالمية كتخفيض الفائدة الى استقرار في اسواق المنطقة وتوقف لنزيف دام عدة اسابيع حيث تماسكت وارتدت اسواق الخليج وعلى رأسها السوق المحلي بنهاية الأسبوع السابق واستكملت ذلك مطلع هذا الأسبوع وجاء هذا الارتداد وسط حالة ركود في الاخبار كون تداولاتنا تصادف اجازة نهاية الأسبوع لاسواق النفط والمال العالمية مما عزز ودعم ذلك الاتجاه الصعودي نتيجة انحسار المؤثرات السلبية خلال مطلع التداولات الأسبوعية لدينا، ولم يكن لتراجع اسعار النفط مطلع التداولات الأسبوعية في الاسواق العالمية الى 60دولارا وبانخفاض 6.6% أي تأثير على نفسيات المتداولين الذي سرعان ما ارتد في اليوم التالي، كما ان حالة من الترقب والحذر والذي يسوده التفاؤل بانتظار ماتؤول اليه نتائج الانتخابات الامريكية ساعدت على تماسك الاسواق الامريكية مما انعكس على تداولات سوقنا المحلي بالايجاب خاصة مع انخفاض وتيرة الهلع والمخاوف من ربط اقتصادنا باقتصاديات تلك الدول الصناعية الكبرى ومايحدث بها من اضطرابات، حيث بدأت سوق الأسهم تداولات الأسبوع الحالي على ارتفاع مسايرة أداء الأسواق العالمية ومدعومة بقرار مؤسسة النقد خفض سعر فائدة إعادة الشراء الأساسي 100نقطة أساس، للمرة الثانية خلال أكتوبر الماضي بعد خفض الفائدة الأمريكية.
وعند الإقفال ارتفع المؤشر 333نقطة بنسبة 6.02% وصولا إلى 5871نقطة، وارتفعت أكثر الأسواق العالمية بنهاية الأسبوع الماضي، مستفيدة من تخفيض عدة بنوك مركزية على مستوى العالم أسعار الفائدة، الأمر الذي ادى الى توقعات تفاؤلية في ان تحد هذه الإجراءات من أثر الازمة المالية وتخفيف حالة ركود منتظرة، وكما نعلم فان العلاقة بين أسعار الفائدة وأسواق الأسهم علاقة عكسية، وتخفيض أسعار الفائدة يقلل من تكديس الأموال في الودائع البنكية ويزيد من عملية استثمارها في الأسهم متى ماكانت توزيعات الاسهم في اعلى مستوى الفائدة، وبعد حركة الارتفاع الشاملة للسوق بنهاية يوم السبت، واجه السوق ضغوطا طفيفة على العديد من شركاته صبيحة يوم الاحد حيث فقد المؤشر باغلاقه منخفضا ب 70نقطة بنسبة 1.20% وصولا إلى 5800نقطة وجاء انخفاض السوق السعودي مخالفا لأداء الأسواق الخليجية، التي ارتفعت متفاعلة مع تخفيض أسعار الفائدة العالمية، وقادت أسهم البتروكيماويات خاصة سابك ذلك التراجع على خلفية المخاوف من تراجع الطلب على منتجاتها وتاثرها سلبا بمواصلة انحدار أسعارالبتروكيماويات في الأسواق الفورية الآسيوية للأسبوع الثالث على التوالي، وكانت "الرياض الاقتصادي" قد اشارت وفقاً لتقرير ارقام الى مواصلة أسعار البتروكيماويات في الأسواق الفورية الآسيوية مسلسل التراجعات الحادة للأسبوع الثالث على التوالي وسط استمرار غياب شبه كامل للمشترين ومحاولة المنتجين التخلص من مخزوناتهم بأي سعر كان، وسجلت المادتان الرئيسيتان، الإيثيلين والبروبيلين، تراجعات كبيرة، فتم بيع الطن من المادتين ب 450دولارا فقط، أي أقل ب 170دولاراً عن الأسبوع الماضي، وأقل بأكثر من 1200دولار عن مستويات شهر يوليو، وعزا مراقبون ذلك إلى توقف شبه كامل لعمليات الشراء بسبب الطلب الضعيف على المادتين من قبل منتجي البولي إيثلين والبولي بروبيلين اللتين هوت أسعارهما لما دون ال 1000دولار للمرة الأولى خلال أكثر من 3سنوات، وواصلت أسعار الأمونيا التصحيح الذي بدأته قبل أسبوعين ليهبط سعر المادة تصدير البحر الأسود إلى 360دولارا للطن (-140) في حين تراجعت تلك المصدرة من الشرق الأوسط إلى 400دولار للطن. وسجلت أسعار اليوريا المصدرة من البحر الأسود تراجعاً طفيفاً إلى مستوى 280دولاراً للطن (-10) في حين تراجعت أسعار اليوريا الحبيبية المصدرة من الخليج إلى 340دولاراً للطن (-10).
وفي يوم الاثنين جاء ارتفاع السوق السعودي مخالفا لأداء الأسواق الخليجية والشرق آسيوية وللمرة الثانية خلال الأسبوع في حركة انفصال تام عن تلازم السوق بالاسواق الاخرى اذ انهت الأسهم السعودية تعاملاتها كاسبة 88نقطة مايعادل 1.52% عند 5889نقطة وسط تجاهل لمؤشرات سلبية تطغى على افتتاح اسواق النفط لذلك اليوم وتجاهل لحركة اسواق الشرق الادنى وعلى رأسها مؤشر نيكاي الذي اغلق قبل افتتاح السوق السعودي بنسبة تراجع 6% الامر الذي انعكس على تداولات المنطقة باستثناء السعودية التي عوض مؤشرها انخفاض اليوم السابق وسط حالة من الترقب لافتتاح السوق الامريكي في مساء اليوم نفسه والذي اغلق على استقرار تام على خلفية انتظارالنتائج للانتخابات في حين لم تؤثر تقارير وبيانات مالية صدرت يوم الاثنين والتي افادت بانكماش للناتج المحلي الامريكي بنسبة 6% بنهاية الربع الثالث على تداولات تلك الاسواق، وهو ما هيأ الاجواء للاسواق الامريكية وتتبعها اسواق المنطقة للتحليق من جديد خلال تداولات الثلاثاء، حيث صعد السوق وبقوة بنهاية تداولات الثلاثاء ليغلق مرتفعا عند اعلى مستوى له في ذلك اليوم متجاوزا الحاجز النفسي عند 6000نقطة بواقع 155نقطة، بنسبة 2.65%، وصولا إلى 6045نقطة مدعوما بارتفاع اسعار النفط بعد انعكاسها والتي اغلقت عند 65دولارا لخام برنت وسط تاكيدات ببدء السعودية تخفيض انتاجها المتفق عليه في آخر اجتماع لمنظمة اوبك الأسبوع الماضي ..
ويعتبر وصول المؤشر لحاجز الستة آلاف نقطة هو الاول له منذ عشرة أيام ليواصل السوق مسيرة الارتفاع مع بداية تداولات الاربعاء وسط تحقيق اغلب الشكات لمكاسب مغرية، جراء تواصلها لعدة ايام مما أغرى الكثير بالبيع منتصف الجلسة مما خلق نوعا من الذعر ساعد في بروزه سلبية سهم سابك الذي تراجع 7ريالات اثناء الجلسة لنرى اللون الاحمر على مؤشر السوق قبل ان يتماسك السوق ويرتد للاعلى متخطيا حاجز ال 6000نقطة بعد ان تم التداول اسفل منه للحظات وينتهي الأسبوع باقفال اخضر حيث ارتد السوق ارتدادا ايجابيا وسط تقليص جميع الشركات لخسائرها وتحقيق مكاسب كبيرة جدا لمن استطاع الدخول بها حيث وصلت نسب ارتفاع بعض الشركات الى 45% خلال أسبوع و60% خلال أسبوع ونصف، وهي نسبة خيالية في ظل الظروف الحالية وفي ظل سرع المدة الزمنية التي شهدتها تلك الارتفاعات.
إضاءة فنية
واصل مؤشر السوق خلال تداولاته الأسبوع الحالي احترام المسار الفرعي الصاعد الذي بدأه يوم 27اكتوبر انطلاقا من 5218ليستهدف بنهاية الأسبوع مناطق ال 6224حيث ارتد المؤشر بعد كل هبوط من نقطة دعم المسار الفرعي الصاعد حيث ارتد من عند 5300ليوم الثلاثاء ماقبل الماضي و 5526ليوم السبت الماضي وهي نقاط دعم المسار خلال تلك الايام مما اعطى زخما اكبر لتداولات تلك الايام وهو مايفسر طول تلك الشموع على الرسم البياني او بعبارة اخرى قوة الارتفاع لذلك اليوم.
وكان المؤشر قد كوّن عدة دعوم قريبة من خلال تداولات الأسبوع لعل ابرزها 5875و 5800وهو نتاج تكتل تداولات 4ايام متتالية والتي كانت مقاومة نجح المؤشر في اختراقها لتتحول الى دعم نجح المؤشر بالبقاء فوقه واحترامه على مدى 3جلسات لتعطي السوق ارضية صلبة للانطلاق نحو الهدف وهو اختراق المسار الهابط وقبله تجاوز الحاجز النفسي عند 6000نقطة، كما يوجد لدينا الدعم 5630و5539- 5533والاخيرة نتاج تكتل 5ايام تداول غير متتابعة بالاضافة الى منطقة قاع سابق سجله المؤشر في 12اكتوبر ولم يصمد فوقه كثيرا، وقد واجه المؤشر بنهاية تداولات الأسبوع اهم المقاومات التي في طريقه في الامد القصير والمتمثلة في مقاومة المسار الهابط المتشكل من عند مناطق 9000نقطة وذلك عند 6030نقطة ليوم الثلاثاء ..
وحقيقة تلك النقطة تم الاختلاف حولها من قبل كثير من المحللين لاختلاف درجة ميلان الترند من شخص لاخر ولكني لن اعتمد على نقطة بحد ذاتها وانما على منطقة تحوي جميع النقاط المختلف حولها، ولعل تلك المنطقة تكون بين 5950- 6050والتي بتجاوزها يفترض بان يبدأ السوق بتكوين موجة صاعدة متوسطة الاجل في انعكاس لمسار السوق الذي يسلكه منذ قرابة نهاية اغسطس الماضي والذي كوّن من خلاله قيعاناً وقمماً هابطة، على امل ان يستمر ذلك المسار للوصول للهدف الاولي 6865لتكوين قمة مزدوجة والتي باختراقها يتأكد مسار السوق الصاعد بتكوينه قمة صاعدة للمرة الاولى منذ 24فبراير عندما تشكلت آخر قمة صاعدة للسوق عند 10200وقبلها القمة التاريخية في 15يناير من هذا العام عند11700، وخلال تداولات يوم الثلاثاء.. اصبح السوق امام مفترق للطرق، اذ اصبح محصورا بين المتجه الهابط والمتجه الصاعد الفرعي ولابد له من اتخاذ اتجاه خلال تداولات الاربعاء، اذ في حالة كسر 5885للاسفل والاغلاق اسفل منها فانه يكون قد كسر المسار الصاعد وبدأ تكوين مسار هابط آخر ويكون بذلك قد كوّن قمة هابطة جديدة وربما يدعمها انهاك المؤشر بعد موجة الصعود الحالية.
وباغلاق السوق ليوم الثلاثاء استطاع اختراق المسار الهابط الفرعي بعد صعوده، ليكمل السوق تجاوزه للمتجه الهابط بارتفاع اليوم التالي صبيحة الاربعاء والذي بان من خلاله ضعف الزخم نتيجة انهاك المؤشر بعد موجة صعود مقنعهة لمن اشترى في مناطق ال 5200-5500، وتجلى ذلك في البيوع التي حدثت منتصف التداول ليوم الاربعاء وعودة السوق لاختبار الحاجز النفسي والفني في آن واحد عند 6000والتي تمثل نقطة دعم المسار الصاعد لذلك اليوم، وعليه علينا ان نتأكد من جدية فرضية اختراق ذلك المسار الهابط والمخترق وذلك بالبقاء فوقه عدة ايام وعدم كسره للاسفل في حال إن تم الهبوط واختباره الأسبوع المقبل ومن ثم البحث عن القمة القريبة للسوق عند 6865والتي باختراقها يكون السوق قمة صاعدة وهو مانامله حاليا كمرحلة اولى تدعم فرضية ايجابية مايحدث، واكثر ما اخشاه حقيقة هو ان يكون اختراق ذلك المسار لاعطاء ايحاء بايجابية الوضع واعطاء اشارات بمواصلة الارتفاع كون اختراقه يفترض به ان يقودنا لموجة دافعة من الصعود كي يتم استجداء طلبات الشراء للتصريف عليها في ضوء ضبابية الوضع الاقتصادي العام وتوقعات بموجة انخفاض سعري قبل نتائج الربع الرابع الذي بات قريبا، خاصة في ظل السلبية القائمة التي تطغى على تداولات سابك وعدم قدرتها على اختراق مقاومتها الصعبة عند 80ريالا وسرعة فقدانها لاي نمو سعري يحدث خلال التداولات الماضية.
اما على الفاصل الأسبوعي فان اغلاق السوق جاء دون المأمول كون اغلاقه جاء اقل واسفل من تكتل المقاومات الافقية الأسبوعية عند 6160ولم يستطع السوق البقاء فوق هذا الحاجز رغم تجاوزه له اثناء تداولات الاربعاء، اذ هبط نتيجة بيوع مزدوجة من قبل من كسب نتيجة الشراء من الاسفل وكذلك من قبل (متعلقي مناطق مافوق ال 6000) ونجدهم يتركزون بين 6160و 6860.