رد: مزيد من أخبار الأسواق الماليه ليوم الثلاثاء13/11/2008م
العطية: لجنة عليا لدراسة الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في قطر
الشرق القطرية 11/11/2008
أكد سعادة السيد عبد الله بن حمد العطية نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة على اهمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية لمواجهة تحديات التنمية الاقتصادية المستقبلية.. وقال إن لجنة عليا تم تشكيلها في قطر لدراسة الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وقال العطية ان الطاقة النووية اصبحت تحظى باهتمام دولي متزايد لما تتمتع به من مزايا اقتصادية وبيئية، حيث بدأت العديد من الدول التي لم تكن فيها الطاقة النووية تدخل ضمن مصادر الطاقة التقليدية ومنها دولة قطر، تقوم بإعادة تقييم للدور الذي تضطلع به الطاقة النووية في مزيج الطاقة المحلية مستقبلا.. وأكد العطية لدى مخاطبته امس منتدى الشرق الاوسط وشمال افريقيا (مينا) للطاقة النووية بفندق الريتزكارلتون بالدوحة أهمية التزام الحكومات التي تتبنى برامج للطاقة النووية بمواجهة التحديات الرئيسية في هذا الجانب والتي تتمثل في وضع قواعد تنظيمية فعالة لتشييد وصيانة المنشآت النووية وتطوير قدرة الموارد البشرية في عمليات التشغيل والاشراف على المنشآت النووية وتوفير القدر الكافي من الموارد للحفاظ على سلامة تشغيل المرافق، ووضع الترتيبات المناسبة على المدى الطويل لادارة النفايات النووية وترسيخ قنوات الاتصال والتشاور مع الدول المجاورة بانفتاح وشفافية.
ورحب العطية بالمشاركين في المنتدي وقال ان افتتاح منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية يأتي في وقت تشهد في المنطقة نموا غير مسبوق في الطلب على الطاقة النظيفة والرخيصة التي تشكل العنصر الاساسي لعملية التنمية بمعناها الشمولي اقتصاديا واجتماعيا، مشيرا إلى النمو والازدهار الكبير الذي تشهده دولة في كافة المجالات بفضل الدعم المستمر من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وتوجيهاته الكريمة.
وأكد وزير الطاقة ارتفاع معدلات النمو في الطلب على الطاقة الكهربائية في المنطقة والتي قدرتها وكالة الطاقة الدولية خلال الفترة بما يفوق 650 % خلال الفترة من 1980 و2006 مشيرا الى ان تقديرات الوكالة الامريكية للطاقة لنمو الطلب على الطاقة الاولية في منطقة الشرق الاوسط سيناهز 2 % سنويا وهي نسبة مماثلة لنموالطلب المتوقع على الطاقة في شمال افريقيا.. وقال ان هذا النمو الكبير يمثل اخبتارا مهما للحكومات في المنطقة التي يتعين عليها ضمان جاهزية البنية التحتية لقطاع الطاقة في مواجهة تحديات التنمية المستقبلية.. وتتعزز أهمية ذلك في ضوء التزامات حكومات منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بامن امدادات العالم بالطاقة خاصة الطاقة النظيفة. موضحا أن تلك التحديات دفعت العديد من الحكومات الى مراجعة استراتيجياتها الخاصة بامداد الطاقة واتخاذ التدابير الملائمة بشكل يضمن استمرار تزويد العالم بامدادات آمنة واقتصادية من الطاقة.
وقال إن تحديات الطاقة التي تواجه دول المنطقة يمكن التصدي لها بشكل جزئي من خلال رفع كفاءة استخدام الطاقة، ولكن بالرغم من حجم التوفير الذي سيحدثه ذلك إلا ان الحاجة الى بناء المزيد من محطات توليد الطاقة الكهربائية سيستمر وعلى الحكومات ان تكون على اطلاع تام بكافة الاختيارات المتاحة وامكانية توظيفها من اجل الوفاء باحتياجات الطاقة.
وقال إن هناك تزايدا كبيرا على الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، فقد بلغ عدد المفاعلات النووية قيد الانشاء 35 مفاعلا في جميع انحاء العالم ومن المتوقع ان يبلغ مجمل الطاقة الكهربائية التي ستنتجها هذه المفاعلات قرابة 30 ألف ميغاوات بالإضافة الى ما يقرب من 100 مفاعل لاتزال في مرحلة التخطيط والتي ستكون قادرة على اضافة ما يزيد عن 108 آلاف ميغاوات من الطاقة الكهربائية مما يؤكد الاهمية المتزايدة على الطاقة النووية في مزيج مصادر الطاقة على مستوى العالم.
وأشار العطية إلى أن استخدام الطاقة النووية تصاحبه مجموعة من التحديات ذات الصلة اهمها: قبول الجمهور، والسلامة التشغيلية، وإدارة النفايات النووية الناتجة والتي تعتبر جمعيها من القضايا المهمة التي يجب التعامل معها عند النظر في بناء مفاعلات انتاج الطاقة النووية مع الاخذ في الاعتبار التطورات الكبيرة التي شهدها تشييد المفاعلات النووية التي بدأ تشييدها في خمسينيات القرن الماضي وصولا الى مفاعلات الجيل الثالث الحالية والتي شهدت قفزة نوعية في اجراءات السلامة وادارة العمليات التشغيلية، الأمر الذي يبشر بتحسن ملموس على هذه الاجراءات التي ستعتمد في بناء مفاعلات الجيل الرابع الحديثة فضلا عن انخفاض مستوى النفايات النووية فيها ومساهمتها في الحد من مخاطر انتشار الاسلحة النووية. مشيرا إلى جسامة التبعات المترتبة على قرار اي دولة الدخول في مجال استخدام الطاقة النووية وما يقتضيه ذلك من تخطيط دقيق ودراسة مستوفية وتشاور مستمر مع كافة الاطراف المعنية وبالاخص دول الجوار.
وقال ان دول الخليج بدأت مناقشات أولية بشأن إمكانية التعاون في مشروع للطاقة النووية، مشيرا إلى ان هذه المناقشات لاتزال في مراحلها الاولى، مؤكدا أن هناك مجالا واسعا للاستفادة من تبادل المعارف والافكار بشكل رسمي وغير رسمي حول هذا الموضوع. وأعرب عن أمله في أن يسهم خبراء منتدى الطاقة بالدوحة بخبراتهم وتجاربهم القيمة في مجالات استخدام الطاقة النووية.
|