[عثمان الثمالي]

قطاع البتروكيماويات يقترب من خسارة نصف قيمته في العشرة أسابيع الأخيرة.. والعديد من أسهمه تحقق اليوم أدنى أسعار تاريخية مباشر الثلاثاء 11 نوفمبر 2008 1:47 م

شهد قطاع البتروكيماويات تراجعات متوالية خلال العشرة أسابيع الأخيرة (وحتى إغلاق جلسة أمس) خاسرًا 4702 نقطة خلال الـ 50 جلسة تداول الأخيرة ليفقد بذلك 46% من قيمته وليكون بذلك أكبر المتراجعين في السوق السعودي خلال تلك المدة، وليفقد بذلك 64.3% منذ منتصف يناير من العام الجاري .
وكانت أكبر تراجعات القطاع من نصيب سهم الصحراء حيث انخفض بنسبة 67.47% يليه ينساب والذي تراجع بنسبة 66.82% بينما تراجع سابك أكبر قيادي القطاع والسوق بنسبة 50.74% .
وكانت أقل التراجعات من نصيب سهم سبكيم العالمية الذي تراجع بنسبة 43.88% إذا استثنينا سهم كيمانول أحدث الوافدين في هذا القطاع حيث لم يمر على إدراجه في السوق شهرين .







كان سهم سابك قد وصل خلال جلسة تداول أمس إلى 66 ريالاً وأغلق قريبًا من هذا المستوى عند 66.25 ريال وبكميات تداول 10.4 مليون سهم ، ثم واصل تراجعه اليوم محققاً أدنى سعر له منذ أربعة أعوام حيث وصل اليوم (وحتى منتصف جلسة اليوم 11 نوفمبر ) إلى 62.50.
ويشهد السهم منذ فترة انخفاضات متوالية حيث كان قد فقد 104.9 % من قيمته خلال العشرة أسابيع الأخيرة حيث انخفض من 135.25 ريال في 26 أغسطس إلى 66 ريالاً أمس وبذلك يكون السهم قد فقد 173.8% منذ مطلع العام الجاري حيث كان يتداول عند 180.5 ريالاً في منتصف يناير الماضي.


وتسببت تلك التراجعات السعرية المتوالية لسابك في تقليص وزنها النسبي في مؤشر السوق لحساب الراجحي الذي أزاح سابك عن المركز الأول من حيث التأثير على المؤشر؛ حيث يبلغ عدد الأسهم الحرة للراجحي 752.6 مليون سهم مقابل 728.6 مليون سهم لسابك؛ حيث بوصول سابك إلى 67.5 ريالاً في مطلع هذا الأسبوع تراجع تأثيرها على المؤشر إلى المركز الثاني، وبوصول سابك اليوم إلى 62.50 ريال يواصل السهم تقليص وزنه النسبي.

وتوقع عدد من المحللين تراجع سهم سابك لأقل من 60 ريال خلال الأيام القادمة ، فقد توقع الفوزان أن تصل إلى 62 وأقل من 60 ريال خلال الأيام القادمة وقد تصل إلى 58 ريال، مبررًا ذلك بأن النتائج المالية وأرباح وإيرادات الشركة ستتأثر بشكل كبير بالظروف الاقتصادية الحالية.

ووافقه في الرأي، د.حمد التويجري أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود حيث يرى أن قطاع البتروكيماويات وسابك ستتعرض للضغط نتيجة الانخفاض الكبير المتوقع في نتائجها بالتالي فقد تهبط لأقل من الـ 60 ريال لكنها ليست قضية يوم أو يومين كما اعتبر من الصعب أن نحدد رقم معين تصل اليه سابك أقل من الـ 60 ريال .

وكان د.خالد الحارثي رئيس مكتب أرك للاستشارات المالية قد لفت النظر إلى أنه في الظروف الراهنة فإن قطاع البتروكيماويات لن يسيطر كثيرًا على قائمة القياديات بالسوق ، في حين يرى أنه من اللافت للنظر أن يبقى القطاع المصرفي لديه حصة الأسد بين القياديات بالسوق وتوقع أن يأتي قطاع الاتصالات وبقوة للتأثير على حجم السوق وحصته السوقية.
واستمرارًا لنزيف القطاع شهدت العديد من أسهم القطاع اليوم انخفاضات حادة ومستويات سعرية جديدة خلال النصف ساعة الأولى من الجلسة هي الأدنى منذ أعوام منها سبكيم ، وسافكو ، وينساب ، وبترو رابغ ، والبتروكيماويات ، والمتقدمة ، والمجموعة السعودية ..
فقد وصل سهم ينساب في النصف ساعة الأولى من الجلسة إلى 16.95 ريال وهو أدنى سعر في تاريخ السهم – فبراير 2006- لينخفض بنسبة 8.3% عن إغلاقه أمس والذي كان 18.50 ريال ، وكان ذلك بكمية تداول 517.7 ألف سهم .
وحقق سافكو أدنى سعر له منذ ما يقرب من عام وخمسة أشهر فقد وصل أدنى سعر له اليوم إلى 85.75 ريال وهو أدنى سعر منذ 17 يونيو 2007 والذ كان 85 ريال ، وينخفض السهم بذلك 6.5% عن إغلاقه أمس والذي كان 91.75 ريال .
كما وصل أدنى سعر لبترو رابغ إلى 20.05 ريال وهو أدنى سعر في تاريخ السهم منخفضاً 8.6% عن إغلاقه أمس 21.95 ريال ويتداول السهم بذلك دون سعر الاكتتاب والذي كان 21 ريال ، ووصل سبكيم إلى 18.10 ريال وهو أدنى سعر له في تاريخه منذ نوفمبر 2006 .


وتأتي تلك التراجعات التي طالت أسهم القطاع في ظل التوقعات بتراجع الطلب على المنتجات البتروكيماوية بسبب الأزمة المالية العالمية؛ حيث كان الدكتور حمد آل الشيخ (أستاذ الاقتصاد وعميد معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية في جامعة الملك سعود بالرياض) قد أكد أن الأزمة المالية العالمية ستتسبب في تراجع الطلب على الصادرات البتروكيماوية التي انخفضت أسعار موادها حاليًا بما يزيد عن 55% مقارنةً بما كانت عليه قبل ثمانية أشهر تقريبًا.
في حين أشار وكيل وزارة المال السعودي السابق، سليمان المنديل، أن الهلع الذي أصاب المتعاملين في سوق البتروكيماويات تسبب في خفض أسعار منتجاتها بنسبة كبيرة جداً تصل إلى 70 %، معرباً عن اعتقاده بأن «الأزمة العالمية ليست مبرراً لتراجع الأسعار في هذا الشكل».