[عثمان الثمالي]

جون ثين: الأزمة المالية تكرر سيناريو الثلاثينات
البيان الإماراتية الخميس 13 نوفمبر 2008 5:02 ص




قال رئيس تنفيذي «ميريل لينش» إن الأزمة العالمية الحالية تشبه ما حدث في الكساد العالمي في الثلاثينات عقب أزمة 1929.



ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز عن جون ثين رئيس تنفيذي «ميريل لينش» تحذيره في مؤتمر المؤسسة للبنوك والخدمات المالية السنوي الذي عقد أخيرا من أن تفاؤله السابق حول قطاع الخدمات المالية يشوبه شيء من التشاؤم بشأن مستقبل هذا القطاع بفعل التوقعات الخاصة بالاقتصاد الأميركي والأسواق العالمية.



وقال ثين إن الاقتصاد الأميركي ينكمش بشدة في الوقت الحالي وأكد اننا مشرفون على مرحلة من الكساد العالمي. وقال ثين للمؤتمرين إن ما يحدث الآن ليس كما حدث في 1987 و 1998 و 2001 بل أكبر من ذلك. وأضاف يقول «نحن في الواقع مشرفون على ما يشبه ما حدث في عام 1929».



وقال ثين إن المشكلات التي تكتنف قطاع العقارات الأميركي سوف تنسحب على العالم اجمع حيث تنخفض اسعار العقارات والأصول بشكل سريع وشديد. وأكد أنه ليس هناك فصل بين ما يحدث في أميركا والعالم وبالتالي ليس صحيحا أن الأسواق الصاعدة سوف تستمر في النمو حتى ولو كانت الدول الكبرى في العالم تعاني كسادا. وقال إن جميع أسواق الأسهم مرتبطة ببعضها وسوف يتأثر اقتصاد كل دولة على حدة بدرجة ما بناء على مدى مرونته لتقبل الصدمات واعتماده على التجارة العالمية.



لكن ثين أعرب عن تشاؤم محفوف بالحذر بشأن الخدمات المالية. وقال ان برنامج الإنقاذ الأميركي الذي يبلغ حجمه 700 مليار دولار وضخ 125 مليار دولار في البنوك الكبرى في البلاد سوف يكون له تأثيره لاحقا. وقال إن سعر الإقراض بين البنوك بالدولار في لندن بدأ ينخفض وبدأ سوق تجارة الأوراق المالية يستعيد بعض السيولة. لكنه قال لايزال هناك نوع من الانتقال في أسواق الإقراض ورغم أن الأمور بدأت في التحسن فإن العملية سوف تحتاج إلى وقت طويل.



من جهة أخرى قال ديفيد غيلمور من «فورين ايكشنج اناليتكس» ان «عودة الرساميل متواصلة. وتلهث المؤسسات وراء الدولار لتنفيذ تعهداتها». واضاف «ان الاقتصاد العالمي قائم على الدولار. ونحن نشهد انكماشا في القروض والناس الذين اعتادوا على التمول بفضل عملات متدنية الفائدة مثل الين والدولار» بحاجة لتعديل التزاماتهم.



وقلص الدولار الخسائر التي مني بها في بداية جلسة الأمس مقابل اليورو الاوروبي وارتفع مقابل الجنيه الاسترليني اذ دعمت المخاوف المستمرة بشأن الاقتصاد العالمي العملة الاميركية في الوقت الذي تحاشى فيه المستثمرون الاستثمارات ذات المخاطر الاعلى. وانتعش اليورو الاوروبي مقابل الدولار في التعاملات الاوروبية لكنه تخلى عن معظم مكاسبه مع اقبال المتعاملين على البيع لجني الارباح.



وقال جيفري يو خبير استراتيجيات العملات لدى بنك يو.بي.اس في لندن «في ضوء المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي. فان المستثمرين يحتفظون بالنقد السائل والملاذ الامن وهو ما يعني العودة الى سندات الخزانة الاميركية والدولار الأميركي».



وأضاف «نحن نتجه الى مزيد من العزوف عن المجازفة لكن بطريقة أفضل تنظيما بالمقارنة مع ماحدث في أكتوبر». وكان الدولار والين ارتفعا الشهر الماضي الى أعلى مستوياتهما منذ عدة أعوام مقابل العملات مرتفعة العائد وسط اقبال شديد على بيع الاسهم والاصول الاستثمارية الاخرى بسبب العزوف عن المخاطرة.



وصعد الدولار الى أعلى مستوى منذ أسبوعين مقابل العملة الاوروبية الموحدة والجنيه الاسترليني في المعاملات الاسيوية بينما سجل الين منخفض العائد أعلى مستوى منذ أسبوعين أمام اليورو مع هبوط الاسهم الاسيوية بفعل المخاوف من ركود اقتصادي عالمي طويل. وارتفع اليورو في البداية نحو واحد في المئة مقابل الدولار لكنه قلص مكاسبه الى 2, 0 في المئة ليستقر عند 2543, 1 دولار ا.



وكانت العملة الاوروبية ارتفعت الاثنين حتى 2927, 1 دولارا بفضل التفاؤل الذي اشاعه الاعلان الاحد عن خطة صينية لاطلاق الاقتصاد بقيمة 586 مليار دولار على مدى عامين.



غير ان اليورو فقد من جاذبيته في الوقت الذي تتراجع فيه معظم البورصات العالمية في اوروبا والولايات المتحدة في اسواق تركز على صعوبات المؤسسات في مواجهة الازمة. ولخص محللون لدى «كوميزبنك» الوضع بقولهم ان «الدولار يبقى القيمة الملاذ»متوقعا تراجعا جديدا لليورو. غير ان غيلمور لا يرى في الدولار «ملاذ»، واعتبر ان الافاق الاقتصادية في الولايات المتحدة ليست افضل من اوروبا.