[عثمان الثمالي]

وزير المال اللبناني السابق جهاد أزعور لـ «عكاظ»:
المملكة قطب اقتصادي مؤثر وصوتها في القمة الاقتصادية يمثل كل العرب


زياد عيتاني ـ بيروت
أكد وزير المال اللبناني السابق الدكتور جهاد أزعور أن مشاركة المملكة في قمة الواحد العشرين في واشنطن مهمة للغاية لأن المملكة في هذا المؤتمر لن تتكلم باسمها فقط بل ستتكلم باسم العالم العربي ككل وقال في حوار أجرته معه "عكاظ" إن علينا كعرب أن نشارك بفعالية في وضع أطر النظام الاقتصادي العالمي الجديد. وفيما يلي وقائع الحوار:
كيف تقرأ قمة الواحد والعشرين؟
تجيء القمة الواحد و العشرين بناء على طلب مجموعة من الدول أولها دول الاتحاد الأوروبي، وهذا الاجتماع العالمي الأول منذ اندلاع الأزمة المالية يضم مجموعة دول تسمى دول ناشئة والتي لم يكن لها خلال المرحلة الماضية أي دور فاعل في وضع الحلول للأزمة المالية العالمية.
ما من شك أن وجود هذه المجموعة من الدول مهم جداً ودورها حاليا هو المحافظة على النظام المالي والاقتصادي العالمي، ولكن هذا الاجتماع غير كاف، لهذا السبب نرى أن هناك دعوة إلى عقد قمة أخرى بعد مئة يوم. وبالتالي فإن جدول الأعمال الموضوع لهذه القمة حسب رأيي لن يفي بالغرض خاصة أن الأزمة تحولت وتطورت من أزمة مصرفية إلى أزمة مالية وهذه الأزمة من نوع جديد لم يشهد لها الاقتصاد العالمي بالماضي.
المخاطر الناجمة عن الأزمة المالية الحالية استدعت اجراء سلسلة من القمم لدرء هذه المخاطر. هل ستنجح هذه القمم وكيف ترون الحل؟
باختصار إن هذه الأزمة تتطلب طريقة مختلفة بالتعاطي عبر إعادة النظر بالعلاقات بين التكتلات الاقتصادية الكبيرة في العالم.
تشارك المملكة في هذه القمة كدولة وحيدة من المنطقة العربية كيف ترون هذه المشاركة وكيف ستنعكس على الدول العربية؟
مشاركة المملكة هي مشاركة طبيعية نظراً لأهميتها الاقتصادية فالمملكة من خلال وجودها في صندوق النقد الدولي ومن خلال دورها في المنطقة وكونها أكبر دولة نفطية في العالم من الطبيعي أن يكون لها مشاركة واعتقد أن هذه المشاركة مهمة جدا لنا كدول عربية لأنها ستتكلم باسم كل الدول العربية إضافة إلى أنه من المهم أيضاً أن يكون لنا كعرب مشاركة فاعلة في وضع أطر النظام الاقتصادي العالمي.
هناك دعوات دولية لأن تشارك المملكة ودول الخليج بفعالية لحل الأزمة المالية العالمية هل ترى من مكاسب للمملكة في المشاركة في إيجاد الحل؟
هذا الموضوع طرحه رئيس الوزراء البريطاني براون، وإلى حد ما هو تكرار لما جرى في السبعينات بعد الطفرة النفطية الأولى، إنما الوضع يختلف كلياً عن مرحلة منتصف السبعينات أولاً لأن هذه الأزمة المالية لم تكن أزمة نفطية وتحولت إلى أزمة اقتصادية كانت أزمة أسواق عقارية وأزمة مضاربة نشأت في الولايات المتحدة وتطورت بسبب النظام النقدي العالمي إلى أزمة مالية عالمية ندفع ثمنها، ولم يكن للبعد النفطي أي دور في نشوء هذه الأزمة، أما النقطة الثانية فإن الوضع يختلف في السبعينات عن الآن، حتى إن دول المنطقة العربية تأثرت سلباً نظراً لاندماج الاقتصاد العالمي وتأثرت أيضاً سلباً بتداعيات الأزمة المالية والنقدية العالمية وأصبحت الدول في منطقتنا في بعض الأمور تتدخل للمحافظة على استقرار النظام المالي والنظام النقدي لدعم بعض القطاعات والمؤسسات من هنا يعني أن كل هذه الدول التي تأثرت سلباً بتراجع الاقتصاد العالمي يعني ذلك أيضاً دول الخليج، لهذا السبب ليس هناك فارق بين دولة أو أخرى، كلنا متضررون من هذه الأزمة بطريقة مختلفة عن الثانية، لهذا السبب يأتي تسليط الضوء على دول الخليج والطلب منها المساهمة خصوصا أن دول الخليج تحقق فوائض في ميزانها التجاري مع الغرب وخاصة مع الولايات المتحدة . من هنا نعم المملكة تشكل قطبا اقتصاديا كبيرا عالمياً وتشكل إقليمياً القوة الاقتصادية الأكبر ووجودها ضروري وصوتها يجب أن يسمع لأن صوتها سيمثل صوتنا جميعاً كدول عربية، والمملكة تتمتع بخبرة في هذا المجال نظراً لوجودها التاريخي في هذه المحافل المالية وكذلك خبرة الأشخاص الذين هم قائمون على النظام الاقتصادي والمالي والنقدي