عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2008   رقم المشاركة : ( 25 )
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية عثمان الثمالي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع


عثمان الثمالي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخبار الإقتصادية ليوم السبت17 ذو القعدهـ 1429 هـ الموافق15/11/ 2008

السوق يبحث عن صانع سوق حقيقي لإيقاف عمليات المضاربة اليومية

د. عبدالله الحربي
إن المتابعة الدقيقة لتطورات سوق الأسهم السعودية الأخيرة تحتم في الواقع على كل صاحب قلم منصف أن لايتجاهل لسان حال الكثير من المتعاملين البسطاء وهو يتساءل بمرارة: هل يمكن وضع حد للإنخفاضات الحادة والمتكررة في قيم المؤشرالعام وفي أسعارمجمل شركات السوق، ووقف نزيف خسائرالسوق وتبخرمدخرات البسطاء من المتعاملين؟ الواقع أنه خلال متابعتي لمجريات سوق الأسهم السعودية وقراءتي الخاصة أستطيع القول وبشكل مختصر:إن وضع السوق المتردي قد يستمرفي المدى المنظور وذلك لوجود عيوب وتشوهات هيكلية في السوق المالية السعودية, والتي منها:
أولا: غياب أوعدم وجود مايعرف بصناع السوق الحقيقيين. إلاأن هذا الأمرأصبح في هذه الفترة ضرورة أكثر منه مطلبا لأنه وكما يعلم البعض يمكن أن يساهم صناع السوق في التدخل لمصلحة السوق وليس لمصلحة المضارب عند الحاجة وذلك من خلال تقنين عمليات الشراء في حالة الارتفاع، وكذلك تقننين عمليات البيع في حالة الانخفاضات غيرالمبررة مما يؤدي إلى استقرار السوق. وقد أشرت في مقالات سابقة أنه يمكن تحقيق دورصانع السوق من خلال تفعيل الدورالمؤسسي للأذرع الاستثمارية للدول متثمثلة في صندوق الأستثمارات العامة، وصندوق معاشات التقاعد، وكذلك صندوق التأمينات الاجتماعية.
ثانيا: سيطرة عمليات المضاربة وعمليات جني الربح على حساب قرار الاستثمار طويل الأجل من قبل معظم المتعاملين بالسوق حيث لاحظت أن معظم عمليات جني الربح تتم بشكل يومي أو بعد كل يومي تداول بل أحيانا نلاحظ حدوث عمليتي جني ربح في خلال فترة يوم تداول. كذلك يمكن إرجاع سيطرة عمليات المضاربة على الاستثمار إلى أن بعض المضاربين قد يحاول الاستفادة من انخفاض أسعار معظم شركات السوق وخاصة الشركات القوية وذات المحفزات بعد الانخفاضات الكبيرة التي حدثت مؤخرا وذلك عن طريق الدخول في تلك الأسهم. حيث إن التراجعات الكبيرة والمتلاحقة التي شهدتها السوق خلال هذا العام رغم قسوتها قد ساهمت في خلق فرص كبيرة لكبارالمضاربين وأصحاب المحافظ ذات الوزن الثقيل لإعادة تقييم وترتيب مراكزهم المالية، ولم أقل مراكزهم الاستثمارية، من جديد حيث تولدت فرصة مثالية وغيرمتكررة للشراء لمن يمتلك الكاش، وذلك بعدما وصلت مجمل أسعارالأسهم إلى أدنى مستوياتها خصوصا أسعارأسهم الشركات القيادية كشركة سابك، ومصرف الراجحي. إلا أنهم لاينتظرون كثيرا فبعد ارتفاع تلك الأسهم بنسبة أو نسبتين يقدمون على عمليات بيع وجني ربح للاستفادة من الفروقات السعرية مما يؤدي إلى انخفاض أسعار تلك الأسهم وبالطبع سوف تنخفض بقية أسعارالأسهم الأخرى بالتبعية. وهكذا تستمر العمليات على وتيرة واحدة مما يؤدي إلى مزيد من التذبذب ويعيق تقدم السوق وارتفاعه. ولذ فإن هذه الفترة التي يمر بها سوق الأسهم السعودية قد تمثل في نظر بعض المتعاملين فرصة ذهبية يجب استغلالها جيدا لإنه يستطيع من خلالها أن يغنم شيئا من المكاسب قبل أن يغرم بتأثيرقانون أو نظام جديد قد يكون أكثر صرامة وأكثر تقييدا لحركته.
ثالثا: اهتزاز الثقة من قبل بعض المتعاملين بالسوق وعدم الطمائنينة إلى بعض مايدور في السوق وكل مايؤثر به من أنظمة وقوانين خاصة بعد تكبد شريحة كبيرة من المتعاملين لخسائر كبيرة جراء الانخفاض الحاد والكبير الذي حدث بالسوق مؤخرا مما جعل بعضهم لايفظل البقاء بالسوق فترة طويلة خوفا من تعرضه لمزيدا من الخسائر وخاصة الذين يمولون استثماراتهم بتسهيلات وقروض بنكية. مما حدا بالبعض إلى اتباع إستراتيجية الشراء والبيع قصيرالأجل. كما أن حالة عدم التأكد التي يعيشها المتعاملون بالسوق تجاه مستقبل سوق الأسهم السعودية قد ولدت قناعه من قبل المتعاملين من مختلف الأطياف والشرائح على تبني خيارالمضاربة على حساب الاستثمارطويل الأجل. وعليه فإنه يمكنني القول وللأمانة؛: إن سوق الأسهم السعودية يعيش هذه الأيام أزمة ثقة أكثر منها أزمة سيولة، لأنني أجزم أن هناك كمية كبيرة من السيولة لدى شريحة كبيرة من المتعاملين ولكن تنقصهم فقط الثقة للإقدام والقيام بعمليات الشراء ومن ثم البقاء أطول فترة ممكنة في السوق.
stocksanalyst@hotmail.com
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس