القطاع البنكي يدعم السوق و نمو قطاع التجزئة تعززه توقعات ارتفاع الاستهلاك
السوق السعودي يحوم حول قاعه ... والاسواق المالية استوعبت الأخبار السيئة نزولا
أسعار النفط ستعاود الصعود الى 68 دولارا و «اوبك» قد تخفض من جديد

د. خالد المانع
سارت الاحداث فيما يبدو متسقة الى حد كبير مع المقال التحليلي السابق , فالبطالة الأمريكية اظهرت ارتفاعا بحيث كانت اسوأ حتى من التوقعات مسجلة 6.5 بالمئة ,و على اثر معناها – بالاضافة الى عوامل اخرى – انخفضت بورصات الاسهم العالمية خصوصا بعد الافتتاح الاسبوعي لها ,فارتفع الدولار وفقا لمحفز «تفضيل الاصل الامن» ,وبالتالي استجاب النفط بالانخفاض الى حدود الـ 55.51 دولار وهو الرقم القريب من 56 دولارا الذي توقعناه في المقال السابق, وقبل وصوله الى هذا الرقم سبقه مؤشر السوق السعودي متأثرا حيث هبط منذ افتتاحه إلى مستوى 5727 ليغلق قريبا منها يومه محافظا على دعمه الفني الواقع على الطرف الآخر من الاتجاه الهابط للموجة الأخيرة التي تم اختراقها منتصف الأسبوع الماضي ثم ارتد في اليوم الذي يليه قليلا معاودا الاقفال في نهاية الأسبوع ليقفل عند 5485 نقطة..وبطبيعة الحال فقد دعم الهبوط بالإضافة الى مخاوف انخفاض أسعار النفط, تصريحات وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون التي فسرتها الاسواق بشكل سلبي و دخول الاقتصاد الالماني حالة الكساد رسميا, أما على الصعيد الداخلي فمن المرجح ان الأخبار غير الايجابية عن شركة سابك خصوصا المتعلقة بتوقعات رئيسها أن تتأثر أرباحها في الربع الأخير من العام الجاري بالاضافة الى اثار قرار شركة «سابك للبلاستيك المبتكرة» بتخفيض معدلات الإنتاج العالمية في قطاع البلاستيك الهندسي بنسبة تصل إلى 20 بالمائة قد ألقى بثقله على تداولات جميع القطاعات بنسب متفاوتة وكان ذلك جليا من خلال تأثر كامل قطاع البتروكيمايات سلبا حيث كانت الشركات الأكثر هبوطا على المستوى الأسبوعي كلها من هذا القطاع (اللجين بنسبة 28بالمائة ,المتقدمة بنسبة 27 بالمائة,سافكو بنسبة 24.8 بالمائة , الصحراء بنسبة 24 بالمائة ,سبكيم بنسبة 23 بالمائة).الامر الجيد في هذا السلب يكمن في ان سهم سابك يتعاطى مع موازين قوى السوق صحيحا, حيث يأتي ترتيبه الان بعد سهم الراجحي من حيث الاكبر وزنا والاكثر تأثيرا على المؤشر العام ولأن الحديث انتقل الى مصرف الراجحي فأعتقد ان السوق سيتلقى - بما للبنك من وزن جديد مؤثر - تصريحات العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمصرف بأن ما يحصل الآن في ظل تداعيات الأزمة العالمية قد يكون عاملاً ايجابيا للمصارف المحلية إذ سيفتح ذلك الباب للمزيد من الفرص أمام تلك المصارف لترفع حصتها في تمويل المشاريع المحلية خصوصا وان معظم المشاريع المحلية والإقليمية خاصة في مجالات البنية الأساسية، وكذلك البتروكيماويات، والطاقة، والنفط يتم عادة تمويلها بما يقارب من 30إلى 40في المائة من بنوك دولية ولا شك ان ذلك دعم جيد للقطاع وافاق التوسع الائتماني فيه , وهذا يأتي متزامنا مع اخبار مجموعة سامبا التي تدرس الاستحواذ على بنوك إقليمية، أو شراء حصص الأغلبية في تلك البنوك حيث اوضحت الاخبار والتصريحات أن بعض هذه الفرص نتج عن تأثر بالأزمة التي تعصف بالأسواق المالية العالمية حاليا .ولاشك ان هذه الاخبار والتصريحات فيها جانب تكتيكي ذكي ومطمئن للمستثمرين حيث هو يبدد المخاوف من تأثر البنك بأزمة الرهون العقارية ,اذ لا يمكن ان يفكر المصرف في التوسع اذا كان يعاني ازمة مالية داخلية.
وعلى مستوى النفط فقد ارتد الاسبوع الماضي من منطقة 55.51 دولار للبرميل الواحد قرابة دعمه السابق 56 دولارا والذي دفع بالسعر إلى مناطق عليا ليغلق يومه على سعر 60.18 .
واسعار النفط حتما تقاوم الانباء السيئة التي ترد بخصوص المخزون الامريكي و تخفيض وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب على النفط في عام 2008 بواقع 320 الف برميل يوميا ليصل الى 120 الف برميل يوميا بالاضافة الى العوامل الاخرى التي تعزز التباطؤ الاقتصادي العالمي.غير ان ضعف الدولار المؤقت سيؤثر في الاسعار ايجابا الاسبوع الحالي بالاضافة الى عزم اوبك كما يبدو على حماية الاسعار بفعالية. فقد قال شكيب خليل رئيس أوبك «المنظمة ستتخذ إجراء عاجلا لمحاولة وقف التراجع الحاد في سعر النفط وذلك خلال اجتماع نهاية الشهر الجاري في القاهرة» كما حدد وزير النفط القطري يوم الخميس :» السؤال المطروح هو: هل تخفض أوبك الانتاج بدرجة أكبر والى أي مدى وما حجم المساعدة التي سيقدمها المنتجون من خارج أوبك مثل روسيا والنرويج والمكسيك» ..وهذا يعني اننا امام خفض مستمر ربما يكون اعلى من 1.5 مليون برميل يوميا خلال الاجتماع القادم.واعتقد هاته العوامل ستدعم اسعار النفط خصوصا اذا ما حُمي الدعم الفني الحالي عن المزيد من الاخبار غير الايجابية بل اني لا استغرب ان نشاهده يثبت ليعود الى مناطق 68.50 دولار للبرميل. خصوصا امام تصورنا بعلاقته العكسية مع قيمة الدولار , الذي ينتظر بيانات مبيعات التجزئة Retail Sales والتي في حال اظهرت بيانات مخيبة خصوصا واخر التقارير اوضحت انخفاضا في المبيعات بنسبة 0.9 بالمائة فمن المحتمل ان نشاهد ضعفا على المستوى القصير في قيمة الدولار امام العملات الرئيسية يحفز ارتفاع النفط, والحقيقة ان التوقعات تصب في جلها الى انخفاض في مؤشر مبيعات التجزئة للشهر الرابع على التوالي واذا ما تحققت التوقعات فان ذلك قد يرفع من مخاوف الركود الاقتصادي الناشئ من الاستنتاج القائل : ان المستهلكين يخفضون من انفاقهم.ولكني في نفس الوقت اشير الى ان ذلك لا يتعارض مع ما سبق ان ذكرته في مقالات ومقابلات تلفزيونية في قناة الاقتصادية سابقا, في أن الرؤية العامة على المستوى الطويل لقيمة الدولار هي مزيد من الارتفاع معززا ذلك بما نشهده مؤخرا على حركة اسواق الائتمان Credit Market من جهة و الطلب على العملة الخضراء من جهة اخرى ,فما ان تظهر بيانات غير جيدة على الاقتصاد الامريكي حتى يتأثر – احيانا- الدولار سلبا على المدى القصير ثم يعاود الارتفاع مرة اخرى متى ما ازدادت التوقعات من ان ذلك السلب سيتوسع الى حدوث تباطؤ في الاقتصاد العالمي .اذ سرعان ما يتعزز الطلب عليه مرة اخرى بحثا عن الاستثمار الامن من قبل المستثمرين ولاشك أن ذلك امر جيد بالنسبة للريال السعودي والمستهلك والاقتصاد السعودي واقول ذلك بكل حياد وسنعود في اخر المقال لربطه بشكل اوضح.أما بخصوص الاكاديميين الذين يختلفون معي في ذلك الرأي معللين ان «البنك الاحتياطي الامريكي» يطبع ويضخ الكثير من الدولارات في الاقتصاد العالمي دون غطاء معتبر اقتصاديا وان ذلك سيؤدي الى زيادة في عرض الدولار حتى تأتي اللحظة التي يكتشف العالم انه لا يملك سوى كومة من الاوراق ذات اللون الاخضر مما سيؤدي فجأة الى تهاوي قيمته امام العملات الرئيسية خصوصا الاوروبية «, فاقول : اني احترم كثيرا هذه الوجهة نظر العالمة ولكني ارجئ الرد حتى المقال القادم لعدم الخروج عن الموضوع ولتمهيد الدخول مباشرة الى الاقتصاد الاوروبي الذي يترقب حاليا دخوله مرحلة الركود الاقتصادي بشكل ينعكس الجمعة على نتائج بيانات الناتج المحلي الاجمالي لدول منطقة اليورو Euro-zone GDP بفضل انكماش اكبر اقتصاد في منطقة اليورو حيث عكس الناتج المحلي الاجمالي لألمانيا German GDP اسوأ ركود منذ 1996 حيث انكمش بنسبة 0.5 بالمائة خلال الربع الثالث بعد ان كان قد انخفض بنسبة 0.4 بالمائة خلال الربع الثاني من هذا العام .وقد سبق ان تحدثنا في مقالات سابقة ان البنك المركزي الاوروبي لم يعد يخشى التضخم بقدر خشيته من الانكماش الاقتصادي ومن الممكن مواجهة ذلك للربع الثاني على التوالي من خلال بيانات الناتج المحلي الاوروبي للربع الثالث التي يتوقع ان تنخفض – الجمعة - عن الربع السابق بنسبة 0.2 بالمائة وهذا ما سيعجل البنك المركزي الاوربي بزيادة خفض اسعار الفائدة على اليورو مما يعزز مزيدا من الهبوط لليورو في الاجل المتوسط والطويل الاجل.
اما على مستوى «الباوند» فنلاحظ ان العملة البريطانية مازالت تواصل الهبوط امام الدولار بشكل اكبر من «اليورو» حتى وصلت الاسبوع الماضي الى 1.46 امام الدولار وكل ما ينطبق على اقتصاد منطقة اليورو من مخاوف الانكماش ينطبق على الاقتصاد البريطاني غير ان البريطانيين يرون ان التضخم سوف ينخفض بكثير الى اقل من الرقم المستهدف عند 2 بالمائة مما يعزز توقعات تسريع خفض اسعار الفائدة على الباوند مستقبلا.
حسنا , اما بالنسبة للاقتصاد السعودي فسيفتتح السوق على الاخبار التي تتوارد من العاصمة الأمريكية واشنطن حيث تستضيف قمة العشرين التي دعا إليها الرئيس جورج بوش وتضم دولا منتجة للنفط مثل السعودية التي تملك ثقلا مهما في العالمين العربي والإسلامي وهنا فان الحديث حول دعم المملكة لصندوق النقد الدولي لمساعدة الدول النامية انسجاما مع دورها العالمي والوفورات المالية التي تحققت لها جراء مبيعات النفط خلال الأعوام الماضية يجعل بعض الأسئلة الاقتصادية ملحة :اين ستذهب اسعار النفط بعدئذ ؟ اذ حينها سيصبح التعاون في والبحث في حل الأزمة العالمية امرا قابلا للقياس المستقبلي ويخضع للخطط الإستراتيجية.
وبالعودة للسوق وفقا لما سقناه اعلاه فاني أقرأ صورة ايجابية جدا على المتوسط الأجل فالسوق يفتتح على دعم القطاع المالي و قطاع البتروكيمايات يفعل ذات الشيء على اعتبار ان بقاء اسعار النفط عند هذه المستويات تشير ولو بشكل نظري الى انخفاض المشتقات وفقا للعوامل المعلقة بارتباطها مع أسعار النفط أصبح مقنعا اما فيما يخص الطلب العالمي فهو في جزء كبير منه ناتج عن أسباب ائتمانية لها علاقة بالأزمة العالمية واني اتمنى ان تفّعل الدول المنتجة للبتروكيمايات خصوصا في الخليج تكتلا فاعلا ومنظما على غرار منظمة «اوبك» .من جهة أخرى فالسوق يعطي إشارات ايجابية تزامنا مع اغلب الأسواق الدولية والتي شهدناها رغم الانخفاض الا انها ترتد صعودا بشكل قوي في اشارة فيما اظن الى ان الاخبار السلبية على المستوى المتوسط قد استوعبت تماما وليس أدل على ذلك من ارتداد مؤشر الداوجونز الامريكي يوم الخميس باكثر من 800 نقطة وارتفاع 6.5 بالمائة ولعل بناء المراكز الاستراتيجية في السوق السعودي يحتاج الى اختيار الشركات الأكثر تناسبا مع الظرف, فالتوقعات مثلا تشير الى انخفاض الاسعار (التضخم) مما يشير الى توقعاتنا بنمو في الاستهلاك للفرد ومن ثم ارتفاع الانفاق وذلك يأتي من تعزز القيمة الشرائية للريال ايضا وعليه فان قطاع التجزئة ربما يكون مستهدفا بالاضافة الى القطاعات التي يعتمد عليها في انشاء البنية التحتية بما في ذلك قطاع الاسمنت الذي ارتفعت مبيعاته كقطاع خلال شهر اكتوبر 2008 بنسبة 3 بالمائة مقابل نفس الشهر من عام 2007 والامر الجيد هنا ان ذلك ناتج من نمو المبيعات في السوق المحلي بنسبة 18بالمائة بحكم ان التصدير محظور , ولاشك ان ذلك يتكامل مع قطاع البناء والتشييد ثم اننا لحظنا انخفاض الأسبوع الماضي لم يأت مترافقا مع حجم سيولة كبير وهذا مؤشر جيد اذ انخفضت من 39.3 بليون ريال الى 24.9 بليون ريال الاسبوع الماضي وكل ذلك بالإضافة الى توقعات استقرار أسعار النفط يبرهن في ظني قوة الاتجاه الواضح على الرسم فهو على الاقل يدعم الرؤية الاقتصادية والمالية لسوق يتداول عند مكرر اباح معدل يبلغ 10 مضاعف بما يجعلنا نقول انه يحوم حول قاعه و حال ثبات الدعم الحالي فإن أول مقاومة لديه هي 6113 والمتمثلة بمستوى 23.6بالمائة Fibo . مشددا على ان العوامل عندما تكون وفقا للاقتصاد الرياضي متفائلة فهي على المستوى التطبيقي «محسوبة» بالاستراتيجيات المناسبة. مع افتراضنا المسبق ببقاء جميع العوامل الاخرى ثابتة.وكل التوفيق
ماهي مكررات الارباح؟
- المكررات المرفقة هي عبارة عن مكررات معدلة حسب متوسط العائد على السهم خلال التسعة اشهر الماضية او حسب موسمية الارباح.مع الاشارة الى انه تم بشكل عام تغليب الارباح التشغيلية فيما عدا الشركات التي لم تبدأ نشاطها بعد.ويجدر الاشارة الى ان نسب النمو المحاذية للممكررات المعدلة ادناه , ليست متوسط نسب نمو الارباح بل نسب نمو الارباح خلال التسعة اشهر الماضية.
- مكرر الربح يعتبر مؤشر واحد يعطي تصورا عاما مهما بالنسبة للمستثمرين ,ولكنه يؤخذ ضمن مجموعة اخرى من المؤشرات المالية والاقتصادية .ولذلك لا يجب بناء قرار الاستمار اعتمادا عليه فقط,بل ان ذلك يعتبر احدى الاخطاء الشائعة.
- مكرر الأرباح كمفهوم مبسّط هو عدد السنوات التي تستطيع أن تسترجع بعدها كامل رأس مالك المستثمر في سهم معين عند سعر معين وذلك من خلال العائد على السهم من ارباحه التشغيلية التي نفترض ان جميعها ارباحا موزعة.مثلا وبناءا على ذلك , فعندما نرى شركة تتداول عند مكرر ارباح مقدارة 10.1 و بسعر 20 ريالا ,فهذا يعني نظريا انك ستسترجع رأس مالك المستثمر في السهم بسعر ال 20 ريالا بعد 10 سنوات و 1 شهر تقريبا