[عثمان الثمالي]

مصانع الحديد تجتمع بوزير التجارة لمناقشة الأوضاع في ظل تراجع الأسعار
المدينة السعودية السبت 15 نوفمبر 2008 10:30 ص




طلب رؤساء شركات ومصانع الحديد السعودية اجتماعاً مع وزير التجارة والصناعة عبدالله احمد يوسف زينل من المنتظر عقده خلال الأسبوع الحالي لمناقشة أوضاع مصانع الحديد في ضوء التراجع الكبير الذي أصاب أسعار الحديد وهبطت الى اكثر من 80 في المائة خلال المرحلة الماضية.

وقالت مصادر ان رؤساء الشركات والمصانع سوف يطرحون أمام الوزير الحقائق التي يعيشها سوق الحديد الدولي خاصة بعد تحرك تكتل المصانع التركية بالقيام بشراء اكثر من 500 ألف طن سكراب من أوروبا مما جفف سوق السكراب بالقارة الأوروبية “حسب وصف المصدر الذي تحدث للمدينة”، وأكده ايضا سمير نعمان المدير العام للمبيعات بشركات عز الدخيلة للصناعات الحديدية (كبرى مصانع الحديد بالعالم العربي)، أضاف بأن الأتراك حاولوا السيطرة على السوق بعد الأرباح التي جنوها خلال الفترة الماضية مما جعلهم يتخذون هذه الخطوة بشكل جماعي، واستبعد النعمان أن يستطيع الأتراك وحدهم بالإمساك بالسوق الإقليمي للحديد كما وصف، وأضاف بأن الأسعار الجديدة التي رفعت في السكراب بواقع أكثر من 20 في المائة تقريبا قوبلت من قبل صناع الحديد بالمنطقة بالتجاهل التام والانصراف لجهات أخرى للبحث عن مصادر أخرى للسكراب.

وأضاف المصدر الذي تحدث (للمدينة) عن الاجتماع المتوقع انعقاده اواخر هذا الاسبوع لوزير التجارة والصناعة مع الرؤساء التنفيذيين لشركات الحديد السعودية ستكون هذه الأحداث بالسوق الدولي أمام الوزير للاطلاع عن الآفاق التي تشير إلى ان السوق من الممكن عودته إلى آفاق سعرية جديدة، وهذا ما يتفق معه الدكتور على بن حسن دايخ المدير العام للمجموعة السعودية للحديد معلقا على هذه الأحداث قائلاً: إن أسواق الصلب العالمية شهدت خلال الأيام الماضية ارتفاعا قياسيا في أسعار المواد الخام من الحديد والسكراب حيث ارتفع سعر طن السكراب من 130 دولارا إلى 320 دولارا أي بنسبة حوالى 150 في المائة ويتوقع الخبراء استمرار هذه الزيادة حسبما وصف. واضاف قائلاً: مما يعزز ذلك ما أعلنته الصين خلال الأيام الماضية أنها سوف تنفق 600 مليار دولار على البنية التحتية خلال العامين القادمين. والتي تعتمد في أساسها على منتجات الحديد والصلب وقد أدى ذلك إلى انتعاش مصانع الحديد في العالم. واوضح الدكتور على دايخ أن السوق المحلي لا شك انه سوف يتفاعل مع هذه التغيرات العالمية حيث ان ما شهده السوق فى الشهور الأخيرة من انخفاض كبير فى أسعار الحديد الى أسعار دون التكلفة (حسب تقييمهم ولم يتسنَّ لنا التأكد من مصادر أخرى) بكثير نتيجة للهلع الذي ساد الأسواق العالمية والمحلية مما أدى الى خسائر كبيرة للمصانع والتجار بل أدى ذلك الى توقف المصانع عن شراء المواد الخام وشركات المقاولات والتجار عن شراء المنتج.

واضاف المدير العام للمجموعة السعودية قائلاً إنه ليس من المعقول أن تستمر الأسعار فى الانخفاض وتستمر المصانع والتجار فى تحمل المزيد من الخسائر، متوقعا ان تستعيد الأسواق المحلية عافيتها وان تثبت الأسعار عند هذا الحد ثم تبدأ فى الارتفاع خلال الأشهر القادمة متأثرة لما تشهده الأسواق العالمية الآن من ارتفاع. مشيرا فى هذا السياق الى ان المصانع التركية قامت مؤخرا بإلغاء عروض الأسعار التى قدمتها للتجار ورفع اسعارها من 400 دولار الى 670 دولارا للطن الحديد تسليم شهر يناير القادم مشيرا الى ان المصانع الصينية للحديد تمتنع عن البيع فى الوقت الحالى كما قال حسب اطلاعه وارتباطه بهذا السوق.

وختم المدير العام للمجموعة السعودية للحديد حديثه “للمدينة” أنه يتوقع استقرارا نسبىا لأسواق الحديد حاليا على أن تبدأ الأسعار بعدها فى الارتفاع حتى تصل الى سعر عادل بين المنتج والمستهلك. ومن جانبه أكدت مصادر كبرى بإحدى المصانع الكبرى بأن هناك توجهات للسوق غير مستقرة وغير إيجابية للمصانع الحديد من حيث الأسعار خلال الشهر القادم حيث من المتوقع ان يتم انخفاض محدود على الأسعار لامتصاص الانتظار الذي يترقبه المستهلكون لعودة الأسعار الحديد المستويات ما قبل 95م.