زحف قطاعي مهيب إلى الوراء واتهام "السيولة المضاربية" بالضغط على السوق
الأسهم السعودية تتمرغ دون الـ5 آلاف... والتكهن بالقاع "أصعب الإجابات"
تقرير: حبشي الشمري
تمرغت الأسهم السعودية أمس في أجواء ما دون الخمسة آلاف نقطة، لأول مرة منذ أربع سنوات وسبعة أشهر، بدفع مهم من سهم سابك الذي تراجع 9.82 في المائة، وبإسناد غير مستتر من سامبا الذي هوى 9.23 في المائة.
ويرى هشام تفاحة رئيس بحوث الاستثمار والتحليل المالي في مجموعة بخيت المالية، أن السيولة التي تستخدم في المضاربة تضغط على السوق، و"من لديه تسهيلات لا يستطيع أن ينتظر. إنه يسيل المحفظة خوفا. لو الحال كان من الممكن أن يتغير لو أنها تمت من خلال دراسة حقيقية".
وهوت الأسهم السعودية أمس بشكل حاد لتصل بالمؤشر العام دون مستوى الـ5 آلاف نقطة والذي حاول خلال الجلسة بشدة أن يبقى فوقه إلا أن ضغوط القوى البيعية أبت إلا أن يتراجع دون هذا المستوى ليفقد 203 نقاط مغلقا عند النقطة 4969.96 بانخفاض 3.93 في المائة عن إغلاقه في الجلسة السابقة له مباشرة.
ويعد تراجع المؤشر أمس، الأول من نوعه منذ أكثر من أربع سنوات يغلق فيها السوق دون مستوى الـ5 آلاف نقطة حيث أغلق دونه في 21 آذار (مارس) 2004 عند النقطة 4976.38، وكان المؤشر قد تراجع أيضا دون مستوى الـ5 آلاف في جلسة الأحد الماضي إلا أنه استطاع أن يقلب المعادلة في نهاية الجلسة ويرتفع ليغلق فوقه.
ويرى تفاحة أن "أصعب الإجابات في العالم هي التي ترتبط بالسؤال عن القاع المفترضة في سوق ما..."، وهو يستدرك إلى أن صعوبتها تزداد "طالما الأمور في التداول متروكة لصغار المستثمرين... الذين يضاربون في شركات التأمين والزراعة".
ولا يبدو المحلل المالي متفائلا بصورة جدية لاستقرار السوق "حتى وإن ارتد في جلسة أو جلستين... لن نرى قاعا قريبة". وقال إن من بين المتداولين "يريد أن يدخل أمس ويخرج بكرا"، مؤكدا أهمية تشجيع الاستثمار المؤسساتي، واستمرارية عقد ندوات مالية بإشراف هيئة السوق المالية، لحث المتداولين على النظر إلى السوق بصفته "استثمارا للمدخرات".
وكان المؤشر السعودية قد شهد ارتفاعات خجولة خلال الجلستين الماضيتين تقدر المكاسب فيهما بـ93 نقطة فقط حيث أصبح هذا هو حال السوق في الفترة الماضية فعندما ينخفض تكون التراجعات حادة وعندما يرتفع يكون بشكل هادئ وهو ما يعكس حالة عدم التفاؤل الموجودة في أوساط المتداولين.
وعلى الرغم من وصول الأسعار إلى مستويات متدنية جدا لتصبح مغرية جدا وجاذبة للاستثمار إلا أن قيم التداولات سجلت أمس ما دون الـ5 مليارات وتحديدا عند 4.3 مليار ريال وبلغت الكميات التي تم تداولها في السوق أمس 190 مليون سهم تم تنفيذها من خلال 135 ألف صفقة.
ويشير هشام تفاحة إلى أن السوق تعاني "هزة نفسية"، رغم أنه يرجح دخول سيولة مهمة في السوق قادمة من الخارج "أتت بعد الانهيارات... إنهم (أصحاب الرساميل المستثمرة في الخارج) باتوا يدركون أن المشكلة في صلب الاقتصاد (العالمي)... لكن الأسواق الخليجية مهزوزة لأسباب نفسية... ليست مبررة نفسية". ويقول "الناس لم تعد تفرق بين انخفاض منطقي أو انخفاض مبالغ فيه"، وأنه مع فرضية تراجع الأرباح إلى النصف في شركة (...) مثلا فإن مكرر الأرباح لن يزيد على سبعة... هذا يعني أن أسعارها الحالية مغرية وجديرة بالشراء"، والحال ينسحب إلى حد بعيد ـ بحسب هشام تفاحة ـ على شركة سابك التي تراجعت أسعارها بحدة مثل كثير من الأسهم في السوق السعودية. وهو يؤكد أن شريحة عريضة من السيولة الحالية في السوق "ليس سيولة استثمارية".
وتوقع أن تعود الأموال التي خرجت من السوق بعد انهيار شباط (فبراير) 2006 في أوقات لم يحددها، وهو يتساءل :"أين ذهبت 45 مليارا كانت في السوق.. إنها لم غابت عن السوق لكنها قد تعود". وحث الجهات ذات الاختصاص على اتخاذ خطوات تجاه إصدار صكوك وأدوات استثمارية مضمونة رأس المال في عقود المشتقات وغيرها، معللا ذلك بأن "الوقت الحالي هو الأنسب" لاتخاذ قرارات بهذا الشأن... من المهم التفكير جيدا في ذلك".
وتحركت القطاعات أمس بشكل جماعي نحو المنطقة الحمراء تصدرها قطاع البتروكيماويات منخفضاًً 7.71 في المائة خاسراً 259.75 نقطة، وكذلك كان القطاع هو الأكبر خسارة بين قطاعات السوق في الـ50 جلسة الأخيرة وذلك بسبب انخفاض أسعار موادها في الفترة الحالية بما يزيد على 55 في المائة مقارنةً بما كانت عليه قبل ثمانية أشهر تقريبا، تلاه قطاع التشييد والبناء منخفضاً 6.57 في المائة خاسراً 273.96 نقطة ، وكانت أقل الانخفاضات أمس من نصيب قطاع الطاقة الذي انخفض 0.41 في المائة خاسراً 14.53 نقطة. كما انخفض قطاع الاتصالات 1.25 في المائة خاسراً 21.44 نقطة ، وانخفض قطاع الفنادق 1.31 في المائة ليخسر 51.17 نقطة.
واستحوذ قطاع البتروكيماويات أمس على 34.36 في المائة من إجمالي قيم التداولات مستحوذاً على 1.4 مليار ريال تقريباً، تلاه قطاع المصارف مستحوذاً على 15.9 في المائة بقيمة 658.1 مليون ريال ، تلاه قطاع التشييد والبناء 8.74 في المائة بقيمة 361.7 مليون ريال ، واستحوذ قطاع الاستثمار الصناعي على 8.33 في المائة بقيمة 344.8 مليون ريال ، واستحوذت باقي القطاعات على 32.67 في المائة من إجمالي قيم التداولات أمس.
ولم ينج في ظل أجواء الجلسة الحمراء سوى 11 سهما لتغلق في المنطقة الخضراء يتصدرها سهم ساب تكافل الذي أغلق بفضل تداولات النصف ساعة الأخيرة له على ارتفاع بلغت نسبته 9.46 في المائة عند 23.7 ريال وبكميات تداول بلغت أمس 503.5 ألف سهم حقق 25 في المائة منها في آخر نصف ساعة وتزيد الكميات المتداولة على السهم أمس 146.8 في المائة على متوسط حجم تداولاته الأسبوعية التي بلغت 204 ألف سهم. يليه سهم الدريس الذي أغلق أمس مرتفعاً 4.01 في المائة عند 20.75 ريال وبكميات تداول بلغت 1.04 مليون سهم هي الأعلى له منذ 10 جلسات تزيد 283.7 في المائة على كميات تداوله في جلسة أمس الأول التي بلغت 271 ألف سهم.
في المقابل، أغلقت ثلاثة أسهم أمس على انخفاض بالنسبة الدنيا وتصدرها سابك الذي أغلق أمس منخفضاً 9.82 في المائة عند 50.50 ريال وهو أدنى سعر له منذ أربع سنوات وبكميات تداول بلغت أمس 17.9 مليون سهم تزيد 27.8 في المائة على متوسط حجم تداولاته الأسبوعية والتي بلغت 14 مليون سهم، وأغلق سهم سامبا على انخفاض 9.23 في المائة عند 56.5 ريال وبكميات تداول بلغت أمس 1.7 مليون سهم تزيد 163.9 في المائة على كميات تداوله في جلسة أمس الأول التي بلغت 644 ألف سهم.