التقرير اليومي لأسواق الخليج
اتهامات بالتلاعب في سوق دبي.. وتأسيس محفظة حكومية لبورصة الكويت
عبد الرحمن إسماعيل من دبي
كما كانت سببا في الارتداد القوي بالحد الأقصى أول أمس، أعادت المضاربات الحادة التي تعرضت لها سوق دبي المالي أمس مؤشر السوق إلى حاجز الـ 2000 نقطة من جديد بعد جلسة دراماتيكية تقلبت فيها السوق على مدار أربع ساعات أكثر من مرة بين ارتفاع وهبوط حاد انتصر بقوة في النهاية بنسبة 5.1 في المائة.
وكما ارتدت معظم الأسهم القيادية أول أمس، صعودا بالحد الأعلى 10 في المائة مع إحجام البائعين عن البيع طمعا في ارتفاع أكبر، ارتدت سوق دبي أمس ولكن هبوطا وبالحد الأقصى 10 في المائة أيضا مع امتناع المشترين عن الشراء وسط ذهول وحيرة المتعاملين الذين اتهموا أطرافا عدة بالتلاعب في السوق.
وتباين أداء بقية البورصات الخليجية التي غلب على غالبيتها أيضا عمليات المضاربة التي اتسمت بها تعاملات سوق الكويت في ثاني جلسة لها بعد رفع تعليقها وتمكنت في النهاية من تحويل هبوطها إلى ارتفاع طفيف بأقل من 0.5 في المائة، في حين عززت سوق الدوحة من قفزاتها بارتفاع 2.8 في المائة وسوق مسقط 1.4 في المائة وسوق أبو ظبي 1.3 في المائة، وقللت سوق البحرين من خسائرها قرب الإغلاق بميل طفيف نحو الهبوط 0.09 في المائة محافظة على بقائها فوق حاجز الـ 2000 نقطة.
وقال لـ "الاقتصادية" محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية إن ما كان متوقعا حدث بالفعل حيث رأينا المضاربات التي تسببت في ارتداد السوق أول أمس هي التي تسببت في الهبوط أيضا وبقوة، مضيفا "لهذا السبب رأينا ضرورة مراقبة حركة السوق لثلاث جلسات حتى نستطيع الحكم على مسببات الارتداد الصعودي، وجاءت تعاملات أمس لتؤكد أنها كانت بفعل مضاربين".
ومن الواضح حسب إجماع المحللين أن المضاربات هي التي ستتحكم في حركة الأسواق الخليجية خلال المرحلة المقبلة صعودا وهبوطا، وهو ما سيضغط على المؤشرات للتحرك في نطاقات سعرية واسعة النطاق وإن تسببت في رفع أحجام وقيم التداولات التي تجاوزت المليار درهم في سوق دبي بعد فترة طويلة.
وافتتحت سوق دبي تعاملاتها على انخفاض قوي سرعان ما تقلص مع دخول طلبات شراء وهو ما أعاد التفاؤل إلى حد ما من أن السوق ستواصل ارتفاعها، وظلت التقلبات طيلة الجلسة بين ارتفاع أوصل أغلبية الأسهم القيادية إلى مستويات قياسية، لكن قبل الإغلاق بنصف ساعة تعرضت السوق لعمليات بيع مكثفة ما بين مضاربات وعمليات جني أرباح بددت كامل المكاسب التي تحققت أول أمس.
وجاءت التقلبات وفقا لعديد من الوسطاء حادة فقد انحدر سهم "إعمار" من أعلى سعر عند 3.49 درهم إلى أدنى سعر أغلق عنده 2.97 درهم بانخفاض بالحد الأقصى 10 في المائة وهو ما فرض حالة من الحيرة على المتعاملين الذين اتهموا محافظ استثمار أجنبية ومحلية بالتلاعب في السوق.
كما هبطت عديد من الأسهم القيادية على غرار "إعمار" بالحد الأقصى بعدما كانت تحلق عاليا بنسب قياسية كما في سهم أرابتك، الذي انخفض 9 في المائة إلى 3.15 درهم بعد أن ارتفع إلى أعلى سعر 3.75 درهم وأملاك الذي اختفت عنه طلبات الشراء بانخفاض 9.4 في المائة إلى 1.05 درهم من أعلى سعر 1.25 درهم وشعاع 10 في المائة إلى درهمين من أعلى سعر 2.25 درهم.
وأفلتت سوق العاصمة أبو ظبي من المضاربات التي بددت مكاسب سوق دبي محافظة على صعودها بدعم من أسهم العقارات والبنوك بالتحديد، التي سجلت ارتفاعا قريبا من الحد الأعلى 10 في المائة وإن بقيت التداولات على حالتها الضعيفة بقيمة 343.2 مليون درهم.
وسجل سهم "بنك أبو ظبي التجاري" أكبر الارتفاعات بين أسهم البنوك بنسبة 8.6 في المائة إلى 2.27 درهم والشارقة الإسلامي 7.7 في المائة إلى 1.45 درهم و"الدار العقارية" 7.5 في المائة إلى 4.90 درهم و"صروح" 6.4 في المائة إلى 3 دراهم و"رأس الخيمة العقارية" 9.7 في المائة إلى 71 فلسا و"دانة غاز" 2.5 في المائة إلى 77 فلسا.
وتسببت المضاربات أيضا في التقلبات التي شهدتها سوق الكويت في ثاني جلساتها بعد عودتها للنشاط إثر تعليق تعاملاتها بحكم قضائي، وتمكنت السوق من الإغلاق في النهاية بارتفاع طفيف بدعم من أسهم البنوك والاستثمار والخدمات بالتحديد مع ارتفاع قوي في أحجام وقيم التداولات إلى 107 ملايين دينار من تداول 391.2 مليون سهم.
ووفقا لمحللين في السوق الكويتية فإن حث المصرف المركزي الحكومة على دفع هيئة الاستثمار الكويتية إلى تأسيس محفظة للاستثمار طويل الأمد في بورصة الكويت ساهم في إعادة الثقة إلى السوق، خصوصا أسهم البنوك والخدمات التي سجلت ارتفاعات قوية مع استقطابها سيولة ضخمة.
واستردت عديد من الأسهم القيادية مثل بنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي "بيتك" و"الاتصالات الوطنية" كامل الخسائر التي تكبدتها أول أمس، التي بلغت الحد الأقصى 100 فلس بعدما ارتدت في تعاملات أمس بالحد الأعلى 100 فلس حيث أغلق سهم "الوطني" عند 1.140 دينار وبيتك عند 1.360 دينار و"الاتصالات" عند 1.460 دينار كما ارتفع سهم "زين" 5.3 في المائة إلى 0.980 دينار.
ورفعت سوق الدوحة من نسب ارتفاعها الذي بدأته أول أمس بدعم مستمر من أسهم البنوك وسهم "صناعات قطر" مع تحسن طفيف في قيم التداولات إلى 450 مليون ريال من تداول 22 مليون سهم منها 63 في المائة لثلاثة أسهم هي "الريان" و"ناقلات" و"بروة"، التي سجلت أسعارها مجتمعة ارتفاعا بنسب 8.3 و2.5 و3 في المائة على التوالي.
وارتفعت جميع أسهم البنوك بقيادة سهم "الريان"، الذي ارتفع 8.3 في المائة إلى 9.15 ريال مدعوما بإقرار مجلس إدارة المصرف توصية بتوزيع أرباح نقدية للعام الجاري بنسبة 15 في المائة وعدم تسديد المتبقي من رأس المال نقدا وتسديده من أرباح المصرف خلال السنوات المقبلة.
كما ارتفع سهم "البنك الدولي" 5.5 في المائة إلى 41.40 ريال و"التجاري" 5.2 في المائة إلى 57.10 ريال و"المصرف الإسلامي" 4 في المائة إلى 62.90 ريال و"صناعات قطر" 3.2 في المائة إلى 75 ريالا، وأوصى تقرير لشركة هيرميس بشراء السهم على المديين المتوسط والقصير وإن خفض السعر العادل للسهم إلى 101 ريال.
وقادت أسهم البنوك أيضا ارتفاعات سوق مسقط التي تقترب من حاجز الـ 6000 نقطة وإن بقيت تداولاتها على ضعفها بقيمة 4.5 مليون ريال من تداول 8.7 مليون سهم، وارتفعت أسعار 25 شركة مقابل انخفاض أسعار 14 شركة أخرى.
وقاد سهم "بنك ظفار" ارتفاعات أسهم البنوك مسجلا أعلى ارتفاع في السوق ككل بنسبة 8.8 في المائة إلى 0.382 ريال و"البنك الوطني" 3.8 في المائة إلى 0.382 ريال و"بنك عمان الدولي" 2.3 في المائة إلى 0.220 ريال و"البنك الوطني" 1.1 في المائة إلى 0.178 ريال و"بنك مسقط" الأثقل في المؤشر 0.58 في المائة إلى 0.648 ريال كما ارتفع سهم "عمانتل" الأنشط بتداولات قيمتها 762 ألف ريال بنسبة 3 في المائة إلى 1.654 ريال.
وتمكنت سوق البحرين من تقليص خسائرها الفادحة بعدما انحدر مؤشرها لأول مرة منذ عام 2005 دون الـ 2000 نقطة غير أن تحول أسهم ثقيلة مثل "بتلكو" و"بيت التمويل الخليجي" نحو الارتفاع أسهم في عودة المؤشر فوق حاجز الـ 2000 من جديد.
وسجلت أحجام وقيم التداولات قفزة كبيرة إلى 1.3 مليون دينار مقارنة بأقل من نصف مليون دينار طيلة الفترة الماضية من تداول 6.3 مليون سهم منها 4.6 مليون لسهمي "الإثمار" و"السلام"، وانخفض الأول 7.5 في المائة إلى 0.370 دولار في حين ارتفع الآخر 1.8 في المائة إلى 0.112 دينار.
وقللت الارتفاعات القوية لأسهم ثقيلة من هبوط المؤشر خصوصا سهم "بيت التمويل الخليجي" الأكثر صعودا بنسبة 7.4 في المائة إلى 1.300 دولار و"الخليج للتعمير" 7.3 في المائة إلى 1.170 دينار و"بتلكو" 2.7 في المائة إلى 0.555 دينار في حين انخفض سهم "البحرين الإسلامي" 8.8 في المائة إلى 0.310 دينار والسيف 5.3 في المائة إلى 0.158 دينار والبركة 2.700 ريال