ارتفاع خسائر المؤشر منذ بداية العام إلى 56 %.. ومحلل فني يؤكد: باق 30 نقطة على الدعم التاريخي
هل تكون النقطة 4880 أدنى قاع في 2008؟
تقرير: حبشي الشمري
عاشت سوق الأسهم السعودية أمس واحدة من الجلسات النوعية، إذ رفضت الإغلاق فوق مستوى خمسة آلاف، وانفرطت نقاط المؤشر بعد نحو 30 دقيقة من الافتتاح، لتغلق السوق عند 4880 نقطة (1.8 في المائة) نازفة 89 نقطة، وهو الأدنى له منذ 56 شهرا وتحديدا منذ 6 آذار (مارس) 2004 حين أغلق وقتذاك عند 4870 نقطة ليكون بذلك قد خسر 292 نقطة في آخر جلستين، لتزيد بذلك خسائره منذ بداية العام حيث وصلت إلى 56 في المائة.
وبتراجعات أمس يكون المؤشر قد كسر قاعه الذي قاومه أول من أمس حيث وصل إلى ما دون 4920 نقطة، حيث كانت السوق وحتى نهاية جلسة أول من أمس في قناة رئيسية هابطة وداخل القناة الرئيسية قناة فرعية تمتد ما بين قمة عند 6224 نقطة وقاع عند 4920 نقطة، ولكن وبعد وصوله إلى النقطة 4854 وهي أدنى نقطة وصل لها أمس يكون قد كسر قاعه السابق وبذلك تكون نقطة الدعم القادمة عند مستوى 4770 نقطة، ويرى العديد من المحللين أن المنطقة الواقع بين 4864 إلى 4693 نقطة هي منطقة ارتدادية.
وشهدت السوق أمس تذبذبا بمقدار 171 نقطة فبعد أن افتتح السوق تعاملاته في المنطقة الخضراء وذلك حتى النصف ساعة الأولى من التداولات متخطيا حاجز الـ5 آلاف والتي سرعان ما بدأ من تلك النقطة في تقليص مكاسبه خلال الجلسة منتقلا على إثرها إلى المنطقة الحمراء والتي قضى فيها بقية الجلسة. وما زالت السيولة تشهد مستويات متدنية حيث سجلت أمس 3.9 مليار ريال وهي تقل 9.3 في المائة عن قيم التداولات في جلسة أول من أمس والتي كانت 4.3 مليار ريال.
ويؤكد عبد الله البراك، محلل مالي وعضو جمعية المحاسبين السعوديين النقطة 4850 تعد "دعما مهما أسبوعيا وتاريخيا"، وهو يستغرب أن شريحة عريضة من المتداولين في السوق السعودية "يتابعون ما يحدث في السوق الأمريكية واليابانية، ولا يسألون عن الشركات التي يساهمون فيها".
ويلفت إلى أنه حدثت تغيرات نوعية في أداء عديد من الأسهم البتروكيماوية في آسيا "لقد حدثت فيها ارتدادات ممتازة.. هذه نقطة إيجابية، وبخاصة أن قطاع البتروكيماويات من أكبر القطاعات في السوق، وذهب إلى حد القول "قد يدخل (المؤشر) في انحراف إيجابي"، وحذر من أنه في المناطق الحالية "قد لا يهتم بعض المتداولين بأن أسعار بعض المنتجات قد ارتفع بالفعل...".
وكانت مؤشرات البورصات الآسيوية لليوم الثالث على التوالي لدى إقفال تعاملات أمس تقودها أسهم المؤسسات المالية ومنتجو السلع الأساسية وإعلان مجموعة سوميتو ميتسوى المالية عن زيادة نقدية بينما أعلنت شركة أوز مينريلز عن تراجع أرباحها، لكنه على صعيد المؤشرات العالمية التي تقيس متوسط أداء البورصات الآسيوية، تراجع مؤشر "مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال آسيا - باسيفيك"، الذي يقيس أداء 14 سوقا في المنطقة، لدى إقفال تعاملات أمس في طوكيو بنسبة 0.8 في المائة مسجلا مستوى 79.24 نقطة. وتراجع المؤشر الرئيسي لبورصة طوكيو للأوراق المالية، كبريات البورصات الآسيوية، "نيكاي 225"، الذي يقيس أداء 225 شركة من كبريات الشركات اليابانية، بنسبة 0.66 في المائة بما يعادل 55.19 نقطة لينهي تعاملات أمس عند مستوى 8273.22 نقطة. وتراجع مؤشر بورصة هونج كونج الرئيسي "هانج سينج" بنسبة 0.77 في المائة بمقدار 100.09 نقطة مسجلا مستوى 12815.8 نقطة، وخسر المؤشر الرئيسي لبورصة سيئول للأوراق المالية "كوسبي" بنسبة 1.87 في المائة بمقدار 19.34 نقطة مسجلا 1016.82 نقطة، وانخفض المؤشر الرئيسي لبورصة سنغافورة "ستريتز تايمز" بنسبة 1.59 في المائة بما يعادل 26.96 نقطة مسجلا مستوى 1665.59 نقطة.
وتراجع المؤشر الرئيسي لبورصة إندونيسيا "جاكرتا" بنسبة 0.80 في المائة بما يعادل 9.51 نقطة مسجلا مستوى 1180.36 نقطة.كما انخفض المؤشر الرئيسي لبورصة تايبيه للأوراق المالية "تايكس" بنسبة 0.49 في المائة بمقدار 21.09 نقطة مسجلا مستوى 4284.09 نقطة، وعلى النقيض ارتفع مؤشر سوق "شنغهاي" للأوراق المالية ما نسبته 6.05 في المائة بمقدار 115.04 نقطة ليصل إلى مستوى 2017.47 نقطة. وتراجعت القطاعات جميعا في السوق السعودية أمس ما عدا قطاع الاستثمار الصناعي الذي نجح في أن يعكس الاتجاه العام للسوق وإن كانت ارتفاعات طفيفة (0.15 في المائة) إلا أنها انتشلته من الوقوع في المنطقة الحمراء، بينما وعلى الجانب الآخر فقد تصدر التراجعات قطاع الإعلام والنشر متراجعاً بنسبة 5.98 في المائة خاسراً 99.06 نقطة ، تلاه قطاع الاتصالات منخفضاً بنسبة 3.70 في المائة خاسراً 62.73 ريال . وكان أقل الانخفاضات من نصيب قطاع التجزئة الذي انخفض بنسبة 0.28 في المائة خاسراً 9.08 نقطة ، كما انخفض قطاع الطاقة 0.46 في المائة خاسراً 16.20 نقطة. واستحوذ قطاع البتروكيماويات أمس على 31.42 في المائة من إجمالي قيم التداولات تلاه قطاع المصارف مستحوذاً على 21.61 في المائة ، تلاه قطاع التشييد والبناء بنسبة 10.95 في المائة ، واستحوذ قطاع الاستثمار الصناعي على 7.77 في المائة ، واستحوذت باقي القطاعات على 28.25 في المائة من إجمالي قيم التداولات أمس.
وهنا لا يستبعد البراك أن تكون القوائم المالية لعديد من الشركات البتروكيماوية إيجابية في الربع الأول من العام المقبل، ويرى أن " السوق السعودية ما زالت تفترض أسوأ السيناريوهات لسهم "سابك"... هذا غير طبيعي"، لافتا إلى أن عدم تجاوب العديد من أسهم القطاع البتروكيماوي مع التراجع الكبير لـ "سابك"، وأن تلك الأسهم "بدأت تشذ" عن المسار السلبي للسهم العملاق له دلالات على أن سهم سابك "مقيمة بأسوأ السيناريوهات.. رغم أن السوق تقف عند مستوى دعم تاريخي حاليا". ويلفت إلى وجود أموال ذكية في السوق حاليا، وأنه من النقاط المهمة "التي يجب مراعاتها جيدا" أن أسعار عديد من المنتجات تسجل ارتدادات إيجابية"، ويؤكد أن أسعار عديد من الأسهم "مغرية".وعلى الرغم من تنفيذ صفقة خاصة على سهم "ساب" بأعلى من السعر الذي يتداول به في السوق إلا أن السهم أغلق أمس متصدراً الأسهم الأكثر تراجعاً بنسبة انخفاض بلغت 9.83 في المائة عند 55 ريالا هو أدنى إغلاق له منذ 27 جلسة وبكميات تداول بلغت أمس 1.7 مليون سهم هي الأعلى له منذ 4 سنوات تزيد بنسبة 120.7 في المائة عن متوسط حجم تداولاته الأسبوعية التي بلغت 77 مليون سهم، تلاه سهم "أنابيب" الذي أغلق أمس منخفضاً بنسبة 8.3 في المائة عند 46.3 ريال وبكميات تداول بلغت 1.6 مليون سهم هي الأعلى له منذ 16 جلسة تزيد بنسبة 100.5 في المائة عن كميات تداوله في جلسة أول من أمس التي بلغت 798 ألف سهم.
وبلغت الكميات المتداولة على سهم "الزامل" 1.2 مليون سهم هي الأعلى له منذ 6 أشهر وتزيد بنسبة 149 في المائة عن متوسط حجم تداولاته الأسبوعية التي بلغت 481.9 ألف سهم، وصاحب ذلك أن أغلق السهم على ثبات سعري عند 51.5 ريال. وتصدر سهم "الكيميائية" الأسهم الرابحة، إذ أغلق مرتفعاً 6.03 في المائة عند 22.85 ريال وبكميات تداول بلغت 2.4 مليون سهم.