[عثمان الثمالي]

محللون: تشاؤم المتداولين والانسياق وراء الأسواق العالمية أبرز أسباب تراجعات السوق إلى المستويات الحالية مباشر السبت 22 نوفمبر 2008 3:05 م

في محاولة لفهم ما يدور بالسوق وخاصة بعد النزيف المتواصل للنقاط والذى أنهى به السوق تداولاته الاسبوعية وافتتح به اليوم تداولاته للاسبوع الحالي وللاجابة على التساؤل الذى يثار الان والذي مفاده: ما الذي يحدث بالسوق؟ أوضح هشام تفاحة رئيس قسم البحوث في مجموعة بخيت – في حوار له مع قناة العربية اليوم- ان ما يحدث هو محاكاة للاسواق العالمية في حالة التراجع فقط لكن تبدو الصورة مغايرة خاصة بعد ان أغلقت الاسواق الامريكية تداولاتها في اليوم الاخير على ارتفاع.
وأضاف: هذا ما يعكس أداء السوق السعودي منذ بداية العام والذى انخفض بنسبة 58% في حين ينخفض داو جونز بنسبة 42% وسبب هذا التفاوت في الاداء هو هلع وذعر المتداولين المستمر ومحاولة اتباع الشائعات واسس التحليل الفني من نقاط دعم ومقاومة وتحييد التحليل الاساسي.
وتابع: تراجع بهذا الشكل وعدم حتى محاكاة الاسواق العالمية في الارتفاع فهو يعني الميل اكثر للتشاؤم.
وذكر تفاحة ان حالة السوق الحالية تعصى على التحليل حتى ان اكبر المحللين لا يستطيع التنبؤ بما هو القاع والاتجاه خلال الاسابيع القليلة المقبلة.
في حين يرى يوسف قسنطيني خبير اقتصادي ومحلل مالي حواراً مع قناة cnbc عربية اليوم أن هناك ضغوطا مستمرة على السوق السعودي وما زلنا في مسار هابط والقيعان والقمم تنخفض تدريجيا وهو ما يعني ان المسار تنازلي.
وتابع: بمقارنة السوقين الدولي والمحلي نجد أن تراجع السوق السعودي فاق الاسواق العالمية وهوناتج عن الخوف والقلق لدى المتداولين.
وعن مكررات ربحية السوق، أوضح قسنطيني ان مكررات الربحية للشركات القيادية بين 4 و8 مكرر وبافتراض ان خسائر هذه الشركات سيكون 50% ما زالت مكررات الربحية عند 10 مكرر و12 للاسهم القيادية بالتالي فهي مستويات تاريخية للسوق.
وذكر ان هناك 3 لاعبين كبار بالسوق وهم المواطنين السعوديين والاجانب مقيمين وغير مقيمين والدولة لكن ما زال السوق يعاني من نقص السيولة لدى الاطراف المختلفة، معتبرا ان التراجعات قد تكون مبررة الى حدا ما لكن ليس بهذا الشكل.
وأكد قسنطيني ان ضغط البيع اكبر من ضغط الشراء وخصوصا ان بعض المتداولين لديهم تسهيلات بنكية تسمح لهم بالبيع لكن لن تسمح لهم بالشراء بعد تدني محافظهم.
ويرى ان السوق السعودي تاثر كثيرا بالاسواق العالمية والداو جونز والذى حقق تراجعات خلال الثلاثة ايام الاخيرة حتى في ظل ارتداده اليوم الاخير الا ان المحصلة النهائية تشير الى تراجع، فيما توقع ارتفاع الاسواق العالمية يوم الثلاثاء وهو ما قد يسحب معه السوق السعودي ايضا.
وأرجع تراجعات اليوم الى ضغط القطاع البنكي خاصة بعد ان وصل سهم سيتي جروب بالخارج الى 3 دولار و5 سنت وهو ما يؤثر ولو نفسيا على البنوك المحلية رغم عدم دخولها بشكل كبير في مشكلات شبيهه بالبنوك العالمية.


وفي السياق نفسه أشار د.خالد الحارثي رئيس مكتب ارك للاستشارات المالية- في حوار له مع قناة العربية اليوم- الى ان نزيف السوق غير متوقع وهبوطه مبالغ فيه والذى شمل جميع القطاعات بدون استثناء.
وبرر الحارثي هذه التراجعات بالشائعات من خلال المنتديات وغيرها التى كانت تشير الى ان السوق اذا كسر نقطة معينة فهو يعني انهيار للسوق والتى ازدادت خلال اجازة السوق والتى تقول بانهيار السوق واتجاهه لاسعار اسوأ مما هو عليه الان.
وتابع: الجميع كان يترقب ببداية الجلسة وبمجرد ان بدأ التراجع حدث التدافع بالبيع حتى وصلت للارقام الحالية المحبطة.
وأكد الحارثي على وجود فرص بالسوق معتبرا ان الاهم ان يرى المتداولين وجود هذه الفرص.
ويرى الحارثي ان السوق مغري من جميع الاتجاهات من حيث تحليل السوق ومكرراته الربحية واسعار الشركات التى لم نشهدها من 5 سنوات بالاضافة الى توزيع بعض الشركات لارباح بالتالي فالسوق مناسب للاستثمار المتوسط وطويل المدى، مضيفا انه قد يكون مفيد للمتداول الدخول والخروج بالشركات التى تحقق له ربح يومي 1 او 2% لكن هذا الوضع لايفيد السوق بوضعه الراهن.


ويرى د.سهيل دراج محلل اسواق المال العالمية - في حوار له مع قناة cnbc عربية- الى انه لا يوجد انفصال بين اداء الاسواق العالمية والسوق السعودي حيث نجد ان الاسواق العالمية عانت من نزيف حاد خلال يومي الاربعاء والخميس ولم يعوض ارتداد الجمعة لهذا النزيف والتى وصلت خسائرها الى 7% خلال ثلاثة ايام والتى كان فيها السوق السعودي مغلق.
وأكد دراج على ان السوق السعودي لابد وان يعوض هذه الخسائر لاننا اليوم في ازمة بالاضافة الى ترابط العديد من الشركات مع بعضها البعض، فحينما هبط مزيج برنت الى 45 دولار يوم الخميس لابد ان تتاثر اغلب الشركات التى تعمل بمجال النفط والطاقة والمعادن.
وأوضح ان الثقيل في الاسواق الخليجية كالسعودية وقطر هو للشركات البنكية وشركات الطاقة بالتالي من حدوث تراجع.
كما برر التراجع بحدوث احداث دراماتيكية الثلاثة ايام الماضية مثل تعرض سيتي جروب لنزيف حاد وهو يقف الان على حافة الافلاس وانخفض السهم لاقل من 3 دولارات وهو سعر قياسي ويرتاجع بنسبة 90% خلال هذا العام ، مشيرا الى ارتباط البنوك العلمية وبعضها البعض وحالة الهلع التى تنشا.
والمح ايضا الى انخفاض جي بي مورجان وبنك اوف امريكا وهي مجموعات كبيرة جدا عالميا.
وكان راشد الفوزان المحلل المالي والكاتب الاقتصادي قد ذكر في مقال له أمس أنه حدد الأسبوع الماضي أن 5200 مفترق طريق أيضا مهم «كثرة مفترقات الطرق مع انهيار السوق» وكسر هذا المستوى فأصبحنا نشاهد مستوى 4000 نقطة وهذا ما حدث والآن الدعم الذي نأمل أن يكون فعالا ومهما هو 4850 نقطة وحتى 4700 نقطة، وكسر هذه المستويات يضعنا أمام مستويات أقل بكثير وهي 4400- 4200 نقطة ولا تستغرب أي شيء بالسوق فلا يوجد مستحيل في لغة الأرقام، وهذا يعني أن كل شيء ممكن.
وكان قد أكد من قبل على أن عدم فهم التحليل الفني لا يعني عدم اهميته ومن يحاربه هو من يجهله، مضيفا: نحن قدرنا في شهر يوليو الماضي ان السوق سييء وهو ما حدث، ليس مهما ان تعرف اين يتجه السوق لكن على الاقل لا يجب ان تعرف انه توجد اي اشارات ايجابية، إلا ان التحليل الفني لا يعتبر هو المحك لمن لا يعرف في التحليل الفني ولذا فهي مسالة نسبية يحكمها العلم بالشيء، كذلك يرى الفوزان أن التحليل المالي لا يعتبر المحك الاساس، معتبرا أن المزج بين التحليل المالي والفني هو الخيار الافضل في التعامل مع الاسواق لمن يجيدها ومن لا يجيدها سيقول لا يوجد تحليل ولا منطق ويهمش كل شييء.

وكان المؤشر العام للسوق السعودى قد افتتح تعاملاته اليوم على انخفاض بلغ نسبته 1.70% عند 4797.42 نقطه خاسراً 83.02 نقطه، وواصل المؤشر العام انخفاضه حتى الربع ساعه الاولى من الجلسه ليصل إلى النقطة 4652.73 منخفضاً بنسبة 4.67% و خاسراً 227.71 نقطه، ثم واصل السوق تراجعه ليصل إلى 4423 نقطة فاقدا أكثر من 456 نقطة متراجعا بالنسبة الدنيا، وذلك قبيل نهاية الجلسة.