رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاثنين26 ذو القعدهـ 1429 هـ الموافق24/11/ 2008
آن وقت إنشاء الصناديق السيادية
عكاظ السعودية الاثنين 24 نوفمبر 2008 6:17 ص
عبدالله كاتب
يمر سوق الأسهم بأسوأ حالاته خصوصا في الأسابيع الأخيرة والتي تعتبر امتدادا لسلسلة هبوط مرير تعرض له السوق منذ أن بلغ أوج ارتفاعاته حينما حقق ارتفاعا مذهلا وصل إلى مستوى 11931 نقطة متخطيا الحاجز القديم والذي كان عند مستويات 11760 نقطة وبفارق ضئيل جدا عن حاجز 12000 نقطة . لكنه تعرض بعد ذلك لسلسلة من الهبوط الرأسي المتواصل حتى كسر حواجز دعم أوحت أن تلك الموجة الصاعدة قد انتهت وأن ذلك الانخفاض ما هو إلا لتكوين موجة هابطة جديدة نفذت باحترافية تامة وأخذت وقتا قارب الأحد عشر شهرا حتى وصل إلى هذه المستويات المتدنية .
الأسواق المالية عادة ما تحركها الدوافع سواء كانت إيجابية أو سلبية ، فدوافع الأزمات السياسية تأخذ حظها في التأثير على مجريات الأحداث إلا أن الدوافع الاقتصادية التي نراها الآن ستكون أكثر تأثيرا حتى تستطيع كل الأسواق امتصاص الآثار النفسية وتعود الأمور إلى مسارها الطبيعي شيئا فشيئا.
بعض خبراء التحليل المالي والفني وحتى السياسي يراقبون أحيانا بعض المؤشرات الاقتصادية أو المالية والتي عادة ما يكون حدوثها مؤشرا على تطورات إما سيئة أو جيدة ، فعلى سبيل المثال كان ارتفاع الذهب والفضة بصورة حادة إضافة إلى الارتفاع الحاد لأسعار النفط مؤشرا كافيا للكثير من الخبراء على أن هناك أزمة عالمية ستحدث ، لكن الأمر الذي لايعرف حدوثه هو نوع ذلك الحدث ، فبينما كانت العقول مشغولة بتطورات الموقف على الساحة الإيرانية الأمريكية ، راح أساطين وأباطرة البنوك الأمريكية الضخمة يلعبون لعبتهم التي نتجت عنها الكوارث الاقتصادية والمالية التي نشهدها والتي يقال إنها لم تصل إلى الأسوأ بعد . فهل ستكون الفترة المقبلة بداية ظهور الإشارات الإيجابية التي تحفز الأموال المهاجرة من أسواق المال إلى العودة وبداية تجميع ربما لن تطول كثيرا ؟ أم أن الأوضاع الاقتصادية المؤلمة والتي تترك آثارها ستؤثر كثيرا في التحول النفسي من السلبي إلى الايجابي ؟
لقد حان الوقت لمناقشة إنشاء صناديق سيادية تسهم في انتشال السوق من هاويته التي وقع بها وأعتقد أنها ستحقق أهدافها خاصة في ظل وجود أسعار تقل كثيرا عن القيمة الاسمية ، إلا أن هذا الوضع يتطلب أيضا اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تضمن إمكانية محاسبة رؤساء الشركات المتعثرة والتي تعودت على تحقيق الخسائر وطردها لتحل محلها إدارات لديها القدرة على الاستفادة من الامكانيات الاقتصادية المتوفرة .
إضافة إلى تطوير أدوات التداول وتنويع أنواع الأوراق المالية مثل الصكوك وخطابات الاعتماد والتي من شأنها أن تسهم في تعميق السوق وتحقق التوازن في تحركه.
|