رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاثنين26 ذو القعدهـ 1429 هـ الموافق24/11/ 2008
سوق الأسهم واقتصادنا القوي
اليوم الإلكتروني الاثنين 24 نوفمبر 2008 6:47 ص
د. عبد الوهاب القحطاني
باديء ذي بدء الاقتصاد السعودي لاخوف عليه وهو قوي وبخير مقارنة بغيره من الاقتصادات النامية بالرغم من التحديات الإقليمية والدولية سواء على المستويات السياسية أو الاقتصادية، لكن ما يحدث في سوق الأسهم من تراجعات مهووسة تربك صغار المتداولين في السوق هو نتيجة العامل النفسي، خاصة الصغار منهم الذين يتخوفون من المؤشر الأحمر على النسب المئوية إلى الأسفل. والحقيقة أن اقتصادنا يعد من أقوى الاقتصادات في العالم، حيث تدعمه القيادة الحكيمة الرشيدة على المستوى الوطني والعالمي، وكذلك التدفقات النفطية بأسعار معقولة تساعد على النمو المحلي للمملكة. النمو للاقصاد السعودي سيكون قوياً بعد خروج العالم من الأزمة الاقتصادية حسب التقارير الدولية التي تؤكد على ما اسطره هنا في هذه المقالة. ولا تنسوا أننا قد مررنا بظروف اقتصادية كبيرة تجاوزناها بقوة وعاد اقتصادنا قوياً، خاصة عندما هبطت أسعار البترول الى مستويات الـ 7 دولارات.
المتابع لسوق الأسهم السعودية يلاحظ تذبذبات عالية وتقلبات كثيرة تعكس سلوكيات الخوف لدى المتداولين وما تتركه من انعكاسات سلبية على صغار المضاربين الذين يحاولون الشراء والبيع بسرعة قبل تعليقهم في السهم في لحظات قليلة قد لا تتجاوز بضع دقائق، خاصة في الدقائق الأخيرة للتداول. التذبذبات في سوق الأسهم لا تعكس حقيقة قوة الاقتصاد السعودي لأن العامل النفسي يلعب دوراً بعيداً عن المنطق والتحليل الموضوعي للاقتصاد والسوق السعودي.
ويلعب كبار المضاربين دوراً كبيراً في تذبذب سوق الأسهم من خلال الرسائل القصيرة القادمة من خارج داخل وخارج المملكة، وكذلك من خلال توظيف الشائعات في السوق عبر الذين يشيعونها في صالات التداول إما للتخويف ليبيع المتداولون الصغار أسهمهم أو للتشجيع الايجابي حول سعر واعد لسهم معين ليحتفظ به المتداول حتى يتعلق فيه بينما يقوم المضارب بتصريف أسهمه، وذلك عندما يزيد الطلب على العرض مما يدفع بسعر السهم إلى الأعلى.
ما يحدث من تراجعات شديدة وسريعة وحادة للمؤشر السعودي يعد بلا شك ردة فعل نفسية لما يحدث في المنطقة والعالم من عوامل نفسية واقتصادية وسياسية تهدده، لكنني أتوقع ارتدادً قوياً في بداية السنة الميلادية 2009م بسبب العامل النفسي المرتبط بالإدارة الأمريكية الجديدة التي تركز على الاقتصاد الأمريكي الذي يؤثر على كل مواطن أمريكي وغيره في العالم.
وعي المتداولين بما يجري في العالم عامة وأسواق الأسهم خاصة يساعدهم على اتخاذ القرار الصائب، ناهيك عن وعيهم بالتوترات الإقليمية التي تجعلهم يخافون من انهيار السوق المالية والمكوث فيه مدة طويلة، لذلك يحاولون الخروج منه حتى لا يتعلقون بأسعار عالية. اسعار الأسهم مغرية، خاصة التي تحت سعر الاكتتاب والقيمة الدفترية، لذلك أنصح المتداولين بالاستثمار على المدى البعيد والابتعاد عن السوق وسيرون نتائج ايجابية بإذن الله لاستثماراتهم.
|