عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11-24-2008
 
المعتصم بالله
أبو يوسف

  المعتصم بالله غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2784
تـاريخ التسجيـل : 15-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 109
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المعتصم بالله يستحق التميز
افتراضي الحــــيــــــــــــــــاء

الحــــيــــــــــــــــاء الحــــيــــــــــــــــاء الحــــيــــــــــــــــاء الحــــيــــــــــــــــاء الحــــيــــــــــــــــاء

بسم الله الرحمن الرحيم


الحياء
الحياء أمارة صادقه على طبيعة الإنسان فهو يكشف عن قيمة إيمانه ومقدار أدبه وعندما ترى الرجل يتحرج من فعل مالا ينبغي أو ترى حمرة الخجل تصبغ وجهه إذابدرمنه لا يليق فاعلم انه حي الضمير نقي المعدن زكي العنصر وإذا رأيت الشخص صفيقاً بليد الشعور لا يبالي ما يأخذ أو يترك فهو امرؤ لا خير فيه وليس له من الحياء وازع يعصمه عن اقتراف الآثام وارتكاب الدنايا .
وقد وصى الإسلام أبناءه بالحياء وجعل هذا الخلق السامي أبرز ما يتميز به الإسلام من فضائل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء )

وقد أراد النبي الكريم أن يجعل من حساسيه المسلم بما في الفضيله من خير وبما في الرذيله من شر أساسا يدفعه إلى الاستمساك بالأولى والاشمئزاز بالأخرى .
حياء من ترك الخير وفعل الشر بغض النظر عن الثواب والعقاب كما قال ابن القيم
هب البعث لم تأتينا رسلـــه وجاحمه النار لم تضرم
أليس من الواجب المستحق حياء العباد من المنعـــم

إن الإيمان صله كريمه بين العباد وربهم ومن حق هذه الصله بل أثرها الأول تزكيه النفوس وتقويم الأخلاق وتهذيب الأعمال ولن يتم ذلك إلا إذا تأسست في النفس عاطفه حيه تترفع بها أبداً عن الخطايا وتستشعر الغضاضه من سفساف الأمور .. أما الالمام بالمحاقر دون تورع والوقوع في الصغائر دون اكتراث فذلك دلاله فقدان النفس لحيائها ثم فقدانها لإيمانها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحياء والإيمان قرناء جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر )
وعله ذلك أن المرء حينما يفقد حياءه يتدرج من سيء إلى أسوأ ويهبط من رذيله إلى أرذل ولا يزال يهوي حتى ينحدر إلى الدرك الأسفل . وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث يكشف عن مراحل هذا السقوط .. الذي يبتدئ بضياع الحياء وينتهي بشر العواقب : ( إن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً فإذا لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً نزعت منه الأمانه فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائناً مخوناً فإذا لم تلقه إلا خائناً مخوناً نزعت منه الرحمه فإذا نزعت منه الرحمه لم تلقه إلا رجيماً ملعناً فإذا لم تلقه إلا رجيماً ملعناً نزعت منه ربقة الإسلام )
وهذا ترتيب دقيق لأمراض النفوس وتتبعه لأطوارها وكيف تُسلم كل مرحله خبيثة إلى أخرى أشد نكراً .. فإذا الرجل مزق الحجاب عن وجهه ولم يتهيب على عمله حساباً ولم يخش في سلوكه لومه لائم ..

وللحياء مواضع يستحب فيها فالحياء في الكلام يتطلب من المسلم أن يطهر فمه من الفحش وأن ينزه لسانه عن العيب وأن يخجل من ذكر العورات فإن من سوء الأدب أن تفلت الألفاظ البذيئة من المرء غير عابىء بمواقعها وآثارها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار )


والله الهادي لسواء السبيل ..
من مقتطفات خلق المسلم ..
توقيع » المعتصم بالله
رد مع اقتباس