[صقر قريش]

5 أيام للتداول قبل إجازة العيد.. وأقرب دعم عند مستوى 4000 نقطة

مشهور الحارثي
للأسبوع الثالث على التوالي تهبط سوق الأسهم السعودية بنسبة 9.4 في المائة مغلقة عند مستوى 4424.2 نقطة دون وجود أسباب حقيقية أساسية تدعو للهبوط، وأصبح ما يقود السوق هو عدم الثقة في قدرتها على التماسك. لقد هبطت جميع قطاعات السوق دون استثناء وأكثرها هبوطاً هذا الأسبوع قطاع الفنادق والاستثمار الصناعي بنسبة 15.9 و13.7 في المائة على التوالي، وأقلها هبوطاً كان قطاع التجزئة بنسبة 2.2 في المائة.


قطاعات السوق

يُعدّ قطاع التجزئة من القطاعات التي استقرت قليلاً بعد فترة الهبوط، إذ أصبح مؤشر قطاع التجزئة يراوح بين مستوى 3000 و3800 نقطة منذ ما يقارب شهرين، ومثله قطاع الزراعة، ولكن يبقى قطاع الطاقة هو الأكثر هدوءا وتحفظاً في الهبوط دون مُنازع. لقد اقتربنا من نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) وننتظر لنرى كيف ستتعاطى هذه القطاعات مع السوق، وهل ستبدأ بالتخفيف من الهبوط وتكون من أوائل القطاعات الصاعدة أم لا؟


التحليل الفني

لا يزال مؤشر السوق يسير في قناة هابطة وقد حاول الثبات عند مستوى 4223 نقطة وارتفع منها يوم الثلاثاء كما في شكل (1)، وفي حالة هبوط السوق دون 4223 نقطة فهو مرشح للوصول حتى الحد السفلي للقناة الهابطة عند مستوى قريب من أربعة آلاف نقطة كما يعد هذا المستوى هو دعم نفسي على الأقل.




أما الصعود فأمامه مستويات مقاومة أقربها مقاومة هو 4739 تقريباً بسبب وجود متوسط حركة عشرة أيام البسيط كما في شكل (2)، وأرغب في أن تلاحظ مدى قوة هبوط متوسط حركة عشرة أيام وانحناءه أسفل بقوة، وفي أحسن الأحوال وقبل بدء إجازة عيد الأضحى فإن مؤشر السوق، إن تفاءلنا، سيكون بين متوسط حركة العشرة والـ 20 يوما، أي بين مستوى 4739 و5268 نقطة، وهذا يتفق مع النقطة نفسها التي يوجد عندها الحد العلوي للقناة الهابطة كما في شكل (1)، مع وجود عقبات واضحة ستكون عند مستوى خمسة آلاف نقطة، لأنه سيكون مستوى مقاومة نفسيا.




النظر بشمولية

في مثل الأجواء التي تعيشها سوقنا فإنني أرى أن التأني هو طريق النجاة وعدم التسرع وحتى يأخذ المُتداول فكرة أعمّ وأشمل فعليه بالرسم البياني الأسبوعي لمؤشر السوق كما في شكل (3)، حيث يتضح أنه بإغلاق يوم الأربعاء ونهاية تداولات هذا الأسبوع يكون مؤشر السوق قد كسر مستوى دعم 4932 نقطة وهو الذي تحدثت عنه في تقريرنا السابق.

هذا الكسر لمستوى دعم يفتح المجال لهبوط أكثر ولا يوجد دعم على الرسم البياني الأسبوعي إلا عند مستويات 3908 نقاط و نقول هذا في ظل عدم وجود مؤشر فني إيجابي على الرسم البياني الأسبوعي، والرأي نفسه ينطبق على الرسم البياني الشهري إذ لم يبق سوى يوميّ تداول وينتهي في تشرين الثاني (نوفمبر).




5 أيام للتداول

لقرب عيد الأضحى المُبارك فإنه لم يتبقى سوى خمسة أيام، حيث سيكون الأربعاء المقبل هو آخر أيام التداول وبعدها ستغلق السوق لمدة تسعة أيام ليعود التداول في الـ 13 من كانون الأول (ديسمبر)، وبما أن الوضع الاقتصادي العالمي غير مطمئن فسنرى المتداولين وتحديداً المُضاربين يقومون بتسييل محافظهم ليبتعد عن السوق وينتظر بعد الإجازة فيعود، في المقابل هناك الراغبون في الاستثمار على الأجل الطويل سيقومون بالشراء ويستزيدون من الأسهم ذات الأسعار التاريخية والكلمة الفصل ستكون لأحدهما نهاية تداولات الأسبوع المقبل.


بعيداً عن المؤشر

بعد كل هذا الهبوط وبعد تحرك السوق بشكل أُحادي، جاء الوقت الذي يجب على المتداول أن يتحرر فيه من تأثير المؤشر، بعد أن بدأت بعض الأسهم في الانسلاخ عن السوق محاولة تكوين اتجاه متصاعد، من الناحية الفنية، فنحن الآن أمام نوعين من الأسهم التي تريد مخالفة اتجاه الهبوط وأولها تلك الأسهم التي تحاول كسر المُتجه الهابط كما يقترب مؤشر Parabolic SAR من إعطائها إشارة إيجابية وهي في طبيعتها أسهم استثمارية بحتة مثل أسهم "رابغ"، "ينساب"، "المجموعة"، "الصحراء"، و"المُتقدمة".

الأسهم الأخرى هي التي صعدت فوق متوسط حركة العشرة والـ 20 وأصبحت تحوم حول متوسط 50 يوما لتشق طريقها نحو الصعود مثل أسهم "المصافي"، "فيبكو"، و"الخزف"، ومثل هذه الأسهم كانت قد صعدت من قبل وتحتاج إلى التعامل معها بحكمة وتأن، فقد يحصل لها جنيّ أرباح بسيط قبل أن تعاود الصعود، وقد يتمكن بعضها من الاستمرار، إن ساعدتها السوق.


أصوات أخرى

لقد وصلت أسعار الأسهم إلى مستويات متدنية وتاريخية، ومما لا شك فيه أن هذا الهبوط قد قصمّ ظهر كثير من المحافظ، ومن الطبيعي جداً أن نسمع أصواتا منهارة تلوم على هبوط السوق، ولكن هناك صوت آخر يفرح بهبوط السوق ومن حقه الفرح لم لا ولديه معظم سيولته خارج السوق. نعم هي فرصة للذين احتفظوا بسيولتهم النقدية، فهؤلاء سيتمكنون من تحقيق أرباح مضاعفة ومن حقهم الفخر بأنفسهم، والسوق بهبوطها هذا كأنها عروس تتزين لهم بأجمل حُليّها، فلهم نُبارك ونوصيهم باختيار التوقيت الأنسب للدخول.